الموضوع: رمز القفل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-02-2012, 02:42 AM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 721,828
افتراضي رمز القفل

رمز القفل
القفل**بقلم / راضي الشمري.

باستثناء منديلي الذي أحمله ، لم أعتد دس أنفي في أمور لا تخصني . لكن هناك من القضايا مايجب دس الأنف و العين و الحنجرة و العقل فيها . خصوصاً أنها باب لنفق تعبره الأمة ، و بوضع النقاط على الحروف هنا سنحدد ما إذا كان النفق مظلماً أو مناراً !

تمر المنطقة بحراك ثقافي شبابي طيب .. و لاينكر ذلك إلا عنيد ، انتشرت نوادي الكتاب سواءً على أرض الواقع أو عبر الشبكات الاجتماعية و الانترنت . من المفرح أن ترى ذلك ، لكن من المزعج أن ترى هذا الحراك يطبع تحت هوية معينة أو يمشي خلف فكر معين .

من الملاحظ في الفترة الأخيرة ، أن هناك تياراً جارفاً في أوساط الشباب القارئ: تأصيله الشرعي لمؤلف معين.. و تأصيله الفكري لمؤلف معين .. و لفراغه يقرأ لذات المؤلفين ، وكأن هذا التيار ” خط إنتاج ” لمرددين لما تحمله الكتب .

كنت مع أحد أصحابي قبل فترة، للأمانة قسا علي كثيراً في كلامه حينما أخبرته أني لم أقرأ لمؤلف معين ، سألته عما يكتب فأجابني أنه يكتب عن الحداثة ، سألته عن الحداثة فأرشدني إلى شخص ليخبرني ! حينما حصل هذا الموقف أحسست بوجوب الكتابة عن هذا الموضوع .

يقول المفكر علي عزت بيجوفيتش – رحمه الله تعالى – : ” بعض الناس يبتلعون الكتب و هم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير , وهو ضروري لكي يُهضم المقروء و يُبني و يُتبنى و يُفهم . عندما يتحدث إليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل و هايديجر المحمولة في حالة أولية غير **اغة جيدا , عند القراءة فان المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي و الزمن , لكي تحول الرحيق الأزهار المتجمعة إلى عسل”

ترى الناس مؤخراً و عقولها أشبه أن تكون مغلقة برمز القفل للهواتف المحمولة : حيث ترى صورة مفكر و أمامها لوحة مفاتيح ، تدخل الرمز لتجد الصورة أمامك بلا تغيير .
أصبحت القراءة وللأسف ظاهرة سلبية أشبه بالتفحيط ! ، وذلك عبر تتبع نفس الطريق دون وعي : يعاتبك صاحبك لأنك لم تقرأ لفلان ، أو لأنك لم تقرأ الكتاب الفلاني . انسياق الناس ضمن نمط واحد و لمؤلفين محددين .. تجعلنا حفاظاً دون فهم !

أنتم لستم واحداً . جمالنا في اختلافنا يا قوم ، اقرؤوا لوحدكم و استمعوا لوحدكم و فكروا فيما تقرؤون و تسمعون . دعوا أفكاركم تغرد لوحدها ، فجمال المجتمع يكمن في اختلاف أفكاره وتجددها و تلاقحها لتنتج فكراً أنيقاً مثمراً بالإبداع و المعرفة المتجددة في كل حقل .

وأخيراً أستحضر كلمة للكاتب الجميل / محمد الرطيان ، يقول فيها :
“حاول أن تكسر السائد برأيك السيّد
لا تسافر في الطرق التي مهّدها الآخرون قبلك
اختر الدروب الوعرة ،
ومهّدها بأقدامك ، وإقدامك ‘
تحمل مخاطر الطرق الموحشـة ..
وازرع أطرافهـا بنصوصك المدهشة .
غداً سيقولون : هذه طريقة .. وتلك طريقته”

<h2> مواضيع ذات علاقة:

</h2>
  • لا توجد تدوينات مشابهة.
القفل
المصدر: Forums


vl. hgrtg

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47