#1
|
|||
|
|||
رمز القفل
رمز القفل
**بقلم / راضي الشمري. باستثناء منديلي الذي أحمله ، لم أعتد دس أنفي في أمور لا تخصني . لكن هناك من القضايا مايجب دس الأنف و العين و الحنجرة و العقل فيها . خصوصاً أنها باب لنفق تعبره الأمة ، و بوضع النقاط على الحروف هنا سنحدد ما إذا كان النفق مظلماً أو مناراً ! تمر المنطقة بحراك ثقافي شبابي طيب .. و لاينكر ذلك إلا عنيد ، انتشرت نوادي الكتاب سواءً على أرض الواقع أو عبر الشبكات الاجتماعية و الانترنت . من المفرح أن ترى ذلك ، لكن من المزعج أن ترى هذا الحراك يطبع تحت هوية معينة أو يمشي خلف فكر معين . من الملاحظ في الفترة الأخيرة ، أن هناك تياراً جارفاً في أوساط الشباب القارئ: تأصيله الشرعي لمؤلف معين.. و تأصيله الفكري لمؤلف معين .. و لفراغه يقرأ لذات المؤلفين ، وكأن هذا التيار ” خط إنتاج ” لمرددين لما تحمله الكتب . كنت مع أحد أصحابي قبل فترة، للأمانة قسا علي كثيراً في كلامه حينما أخبرته أني لم أقرأ لمؤلف معين ، سألته عما يكتب فأجابني أنه يكتب عن الحداثة ، سألته عن الحداثة فأرشدني إلى شخص ليخبرني ! حينما حصل هذا الموقف أحسست بوجوب الكتابة عن هذا الموضوع . يقول المفكر علي عزت بيجوفيتش – رحمه الله تعالى – : ” بعض الناس يبتلعون الكتب و هم يفعلون ذلك بدون فاصل للتفكير , وهو ضروري لكي يُهضم المقروء و يُبني و يُتبنى و يُفهم . عندما يتحدث إليك الناس يخرجون من أفواههم قطعاً من هيجل و هايديجر المحمولة في حالة أولية غير **اغة جيدا , عند القراءة فان المساهمة الشخصية ضرورية مثلما هو ضروري للنحلة العمل الداخلي و الزمن , لكي تحول الرحيق الأزهار المتجمعة إلى عسل” ترى الناس مؤخراً و عقولها أشبه أن تكون مغلقة برمز القفل للهواتف المحمولة : حيث ترى صورة مفكر و أمامها لوحة مفاتيح ، تدخل الرمز لتجد الصورة أمامك بلا تغيير . أصبحت القراءة وللأسف ظاهرة سلبية أشبه بالتفحيط ! ، وذلك عبر تتبع نفس الطريق دون وعي : يعاتبك صاحبك لأنك لم تقرأ لفلان ، أو لأنك لم تقرأ الكتاب الفلاني . انسياق الناس ضمن نمط واحد و لمؤلفين محددين .. تجعلنا حفاظاً دون فهم ! أنتم لستم واحداً . جمالنا في اختلافنا يا قوم ، اقرؤوا لوحدكم و استمعوا لوحدكم و فكروا فيما تقرؤون و تسمعون . دعوا أفكاركم تغرد لوحدها ، فجمال المجتمع يكمن في اختلاف أفكاره وتجددها و تلاقحها لتنتج فكراً أنيقاً مثمراً بالإبداع و المعرفة المتجددة في كل حقل . وأخيراً أستحضر كلمة للكاتب الجميل / محمد الرطيان ، يقول فيها : “حاول أن تكسر السائد برأيك السيّد لا تسافر في الطرق التي مهّدها الآخرون قبلك اختر الدروب الوعرة ، ومهّدها بأقدامك ، وإقدامك ‘ تحمل مخاطر الطرق الموحشـة .. وازرع أطرافهـا بنصوصك المدهشة . غداً سيقولون : هذه طريقة .. وتلك طريقته” <h2> مواضيع ذات علاقة: </h2>
المصدر: Forums vl. hgrtg |
|
|