#1
|
|||
|
|||
متلازمة درب الزلق.. إعلان هوفز أنموذجاً!
متلازمة درب الزلق.. إعلان هوفز أنموذجاً!
. هل تشعرون بأن الحياة في الماضي بأوجهها المختلفة (من فن و أدب و أسلوب معيشة وعلاقات إجتماعية.. الخ.) تبدو*دائما أجمل من الحاضر؟ أنا أشعر بذلك أيضا! و هنا يأتي الجدل القديم المتجدد: هل هي فعلا أجمل.. أم أن الإنسان جُبِلَ على الحنين إلى الماضي و الميل إليه حتى وإن كان ماضٍ لم يعشه أساساً؟! هذا الجدل عمره مئات السنين بالمناسبة و كتب عنه الكثير من المفكرين.. لكني لا أملك إجابة مؤكدة عليه.. شخصيا.. أميل إلى أنها كانت فعلاً أجمل! الحياة في الماضي أبسط في معظم أوجهها.. وكلما زاد تعقيدها.. زاد الإحساس بالغربة في دواخلنا دون أن نشعر.. فالإنسان محب للبساطة بالفطرة.. الحياة في الماضي أبطأ.. و كلما ازدادت وتيرتها و تضاعفت سرعتها.. نفقد القدرة على تبني مشاعر حقيقية و ردود فعل منصفة تجاه ما يحيط بنا.. الحياة في الماضي أكثر **داقية.. في عالم اليوم لا يمكنك تقريبا أن تثق بشيء.. كل ما حولك قد يكون وهميا.. الصوت و الصورة بل وحتى المشاهد المتحركة يمكن أن تزوّر بسهولة! (كنت قد كتبت عن هذا الأمر قبل سنوات، إضغط هـنـا). ولعل في هذا المقطع السريع دلالة رمزية على ما أقول (إضغط هـنـا). يصعب على الانسان العيش في عالم يفتقد لل**داقية. . . الاسم العلمي لحالة الشعور بأن الماضي أجمل بكل تفاصيله هو طبعا ليس (متلازمة درب الزلق).. لكن هذه هي تسميتي لهذه الحالة! و أطلقت عليها هذه التسمية بعد أن لاحظت أن ال***** الكويتي المعروف (درب الزلق) يحظى بإجماع منقطع النظير على استحسانه بل أنه ال***** الخليجي المفضل ربما لكل من أعرف من الخليجيين البالغين! .. ذلك على الرغم من البساطة المفرطة في ال*****.. سواءً في التصوير أو الإخراج أو التمثيل.. أو حتى في القصة و السيناريو! لماذا نفضل درب الزلق؟! .. لا أعرف.. لكننا نفضله.. رغما عن ال*****ات الكثيرة جدا التي لحقته وكانت أكثر جودة في كل شيء.. . . ما دعاني لكتابة هذه التدوينة هو أني اطلعت مؤخرا على استطلاع للرأي قامت به الـ BBC أجري قبل عامين تقريبا في بريطانيا.. و خَلُصَ إلى أن إعلان خبز (Hovis) عام 1973م هو الإعلان التجاري المفضل لدى البريطانيين! .. هذا الإستطلاع سبقه أيضا استطلاع آخر قامت به صحيفة الإندبندت البريطانية المعروفة في العام 2006م و خلص إلى نفس النتيجة! (إضغط هـنـا). أمر مدهش جدا! خصوصا في ظل الإبداع الكبير في مجال الإعلان في بريطانيا و التطور الهائل الذي حققه.. تم إخراج هذا الإعلان بواسطة المخرج الانجليزي الشهير جدا (السير/ ريدلي سكوت) في عام 1973م على تلة Gold Hill في قرية Shaftsbury جنوب غرب انجلترا. و تتلخص فكرته البسيطه جدا في فتى صغير يصعد التلة بصعوبة دافعا دراجته الهوائية المحملة بالخبز ليوصله إلى أحد المنازل، قبل أن ينزل التلة بسرعة و سعادة بعد إيصال الخبز. لماذا اختار البريطانيون هذا الإعلان بالذات؟ لا شك لدي.. بأنهم **ابون (مثلنا جميعا) بمتلازمة درب الزلق! . . بالمناسبة.. هذا الإعلان جعل من قرية Shaftsbury الصغيرة في غياهب الريف الانجليزي.. مزاراً سياحيا معروفاً! يسافر الناس إلى القرية.. فقط ليزوروا تلة Gold Hill حيث تم تصوير الإعلان.. و بالمناسبة.. لم يتغير شيء في تلك التلة.. تماما كما هي حين صور الإعلان.. المنازل.. حجر الرصف.. و عوازل المنحدر.. كل شيء كما هو منذ 1973م.. بل و ربما منذ مئات السنين.. فهذه انجلترا.. وطن العراقة و منجم التاريخ.. أترككم مع هذين المقطعين لسياح على تلة Gold Hill.. . . أخيرا.. الفتى في الإعلان اسمه Carl Barlow.. كان عمره 13 عاما وقتها.. و الآن هو مدير مركز لإطفاء الحريق في لندن و على أبواب التقاعد.. هل تعتقدون بأني في حاجة لسؤاله فيما إذا كان يرى أن الماضي أجمل من الحاضر؟ شوكرن! المصدر: Forums ljgh.lm ]vf hg.gr>> Yughk i,t. Hkl,`[hW! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|