Forums

العودة   Forums > مواضيع منقولة من مواقع اخرى


بوب.. موب.. عمي! ? الفصل الخامس

مواضيع منقولة من مواقع اخرى


بوب.. موب.. عمي! ? الفصل الخامس

بوب.. موب.. عمي! ? الفصل الخامس . الفصل الخامس: السماءُ مُلبَّـدة، لكنّي لا أخَشى البـَلل! . . 16 سبتمبر | أيلول 2005م أيقظني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-15-2012, 02:44 PM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 730,778
افتراضي بوب.. موب.. عمي! ? الفصل الخامس

بوب.. موب.. عمي! ? الفصل الخامس
.

الفصل الخامس: السماءُ مُلبَّـدة، لكنّي لا أخَشى البـَلل!

.

.


  • 16 سبتمبر | أيلول 2005م
أيقظني منبه الهاتف الجوال باكراً.. لا أعرف ان كنت قد نمت جيدا ليلة البارحة أم لا.. كنت أحلم طوال الليل.. لا أعرف أيضا فيما ان كانت أحلامي تلك هي أحلام نوم أم أحلام يقظة.. لكن الذي اعرفه جيدا هو أني لم أشعر بسعادة مماثلة في حياتي!

نهضت من على السرير لأستحم على عجل و أخطف رشفات سريعة من القهوة، قبل أن أبدأ بإعداد حقائبي استعداداً للسفر في الغد.. فعلت كل ذلك و انا شارد الذهن و فكري مشغول بأمر واحد فقط و هو: كيف سألتقي بجوزاء اليوم؟!

في غمرة هاجس تملكني و أنا مضطجع على الأريكة.. وجدت يدي تمتد إلى الهاتف الجوال لتطلب جوزاء:

- صباح الخير خالد!

- ?Hello, Domi**s Pizza.. may I take your order please

- (ضَحِكت بشدة قبل أن تردف) .. انت اللي متصل هالمره، ما ينفع!

- ايه صح! .. كيف أصبحتي طال عمرك؟

- تمام الحمدلله، و انت؟

- انا اليوم أحس اني أسعد انسان في الكون!

-

- ها.. متى بنتقابل اليوم؟

- لا يا خالد، والله مره صعب.. I can’t..

- مستحيل أسافر بدون ما أشوفك!

- لكن..

- ما فيه لكن أرجوك! .. لا تخليني أطب عليكم في بيتكم!

- عشان بابا يقتلني عاد!

- أشوى! حسبتك بتقولين انه بيقتلني أنا..

- (ضحت و هي تقول).. و بيقتلك بعد طبعا!

- صدقيني انا فكرت بكل شي..

- لكن..

- اسمعيني بس.. اليوم عندكم زيارة لـ (Eton College)..

- ?For real

- لأ طبعا! .. انتِ قولي لأهلك كذا بس..

- بس ممكن يكتشفون..

- لا أبداً.. الكلية تبعد عن بيتكم بالكثير ربع ساعة.. روحي هناك بسيارتك و أنا أبكون هناك.. و نلتقي في الكلية..

- متى طيب؟

- متى تخلصين محاضرات اليوم؟

- !I don’t have any today

- تمام! .. اجل بعد ساعتين..

- لكن، افرض سألوا عني أحد زميلاتي..

- و ليش يسألون!؟ .. مو انتم ذاك اليوم رايحين زيارة لمبنى تخليد ذكرى قتلى **** الجو؟

- الا.. لكن..

- لا تفكرين كثير أرجوك.. كلها ساعات و أكون بالسعودية و ما راح نلتقي لفترة طويلة..

- طيب.. OK..

- عاجز عن شكرك.. !ta-ra

- !ta-ra

.

.

في غضون ساعاتين كنت متواجداً في كلية إيتون، أقف بجوار تمثال هنري السادس المنتصب وسط الفناء، و اتأملُ طلاب الكلية بملابسهم الغريبة علّني ألمح جوزاء تظهر بينهم.. لكنها لم تظهر.. فبقيت واقفا أنتظر بشوق..

ch-5-7.jpg
تمثال الملك هنري السادس في وسط فناء كلية إيتون

مضت أكثر من ساعتين و نصف منذ أن هاتفتها، و لا أريد أن اتصل عليها مرة أخرى كي لا أزعجها أكثر و أبدو لحوحاً.. لكن شكاً ساورني بأنها ربما لم تستدل على الطريق فحاولت الاتصال بها عدة مرات.. عبثا.. *** تكن تجيب..

بعد أن تأخرَتْ عن الموعد ساعة كاملة.. أيقنت بأنها لن تأتِ.. إلا أني لن أبرح مكاني أبدا.. سأظل واقفا هنا حتى تتصل..

أحاطت بي دوامة من التساؤلات عن سبب عدم حضورها و الرد عن على اتصالاتي..
يبدو أني كنت متسرعا كالعادة و لم يكن من المناسب أن ألح عليها بهذا الشكل.. أجل، يبدو أنها انزعجت من ذلك.. أو.. ربما لم تستطع أن تقنع أهلها بزيارة الكلية.. لكن.. لو كان هذا هو ما حدث فعلاً.. لمَ لا ترد على اتصالاتي المتكررة؟!.. اشعر بإختناق.. ستقتلني هذه الهواجس ان تأخرت جوزاء أكثر من ذلك..

و في لحظة شرود تام.. ربت أحدهم على كتفي.. قبل أن يشنّف سمعي صوتٌ من السماء يقول:

?Waiting for someone, sir

التفتُ بسرعة، لأجد جوزاء.. و قد أحاطت بها أطياف من سحر العذوبة و الجمال..

أخذت أحدق بعينيها و كأني غير **دق أنها حضرت فعلا.. كانت تبتسم بخجل شديد و كأنما تعتذر عن تأخرها..
ارتدت هذه المرة فستانا كلاسيكيا أبيضا مقلم بخطوط سوداء عريضه.. كانت تبدو وكأنها نجمة **** حالم من حقبة الخمسينات الميلادية.. إلهي، كم كانت جميلة!

- هلا و غلا ..

- !I’m so sorry

- ما يحتاج تعتذرين أفا عليك.. أصلا دخلت بنقاش جاد مع الملك هنري السادس من أول ما جيت و تونا نخلص حكي.. طلع تيري هنري لاعب الأرسنال ما يقرب له.. مجرد تشابه أسماء!

- (ضحكت قبل أن تردف).. لا، أنا فعلا آسفة يا خالد..

- لا والله.. من جد عادي.. المهم انك جيتي.. انا بس خفت انه فيك شي أو ضيعتي الطريق.. وش صار؟

- ممكن أحكي لك بعدين؟ .. ما أبي أضيع وقت أكثر..

- طبعا ممكن..

- المكان الرائع! .. أول مره أدخل هنا..

- في هالمكان درست أعظم شخصيات بريطانيا.. تشرتشل.. جورج أرويل.. حتى وليام و هاري!

- اها! .. انا جداً متحمسة للجولة هنا.. يالله؟!

- يالله وين؟ .. من جدك؟ .. يالله انتِ! .. بنروح مكان ثاني!

- لا please.. والله ما فيه وقت!

- الا فيه ان شاء الله.. بنروح مكان قريب..

- بما اني تأخرت عليك كثير، ما راح أجادلك..

- يالله طيب، بنروح بسيارتي..

انطلقنا بسرعه نحو السيارة، و بمجرد أن ركبنا بادرتني بالسؤال عن وجهتنا..

- مدينة !Reading

- !** way

- !Yes way

- بعيده!

- كلها ربع ساعة والله.. بنروح للمول اللي هناك، أوراكل.. تعرفينه؟

- !Yes

- تمام.. هذا مكان أعتقد مستحيل يخطر ببال أحد من اللي تعرفينهم انك بتكونين هناك..

- ..But… OK

.

حاولتُ أثناء الطريق أن أستوضح منها سبب تأخرها عن الموعد.. لكني لم أقتنع كثيرا بما ساقته من تبريرات.. كانت تقول بصوت متحجرش بأنها انشغلت بإعداد بعض البحوث الدراسية بعد أن وضعت هاتفها الجوال على الوضع الصامت و نسيت أن تعيده إلى الوضع الرنان..

شئ ما داخلي كان متيقناً أن هذا التبرير ليس حقيقياً! .. إلا أني لم أكن أود أن أضيع تلك اللحظات الثمينة مع جوزاء في الحديث عن أمر مضى و لا يبدو ذا أهمية الآن..

لم نتحدث كثيرا في رحلتنا القصيرة هذه.. كنت أن أحاول أن استرق النظر اليها بين فينة و أخرى.. هي آسرة في كل حالاتها.. حديثها و صمتها و ابتسامتها و كل التعابير على محياها كانت آسره..

.

.

وصلنا بسرعة إلى مركز التسوق الكبير وسط مدينة ريدنغ (أوراكل).. كان الجو صحوا و رائعا و النهر الصغير أمام مركز التسوق بدا و كأنه يجري بشكل أسرع من العادة.. أو ربما كانت الصورة تمر سريعا أمامي.. فالوقت يمر دائما بشكل خاطف و أنا مع جوزاء..

ch-5-10.jpg
مركز التسوق Oracle في مدينة Reading

دلفنا الى أحد المطاعم المطلة على النهر لتناول الغداء، و هناك عشت حلما آخر مع أجمل نساء الكون..

- لا يكون فرضت عليك السوشي؟

- لا بالعكس.. انا مره أحب السوشي.. !itadakimasu..

- !itadakimasu

- جوزاء.. يضايقك لو أقول لك اني ما اقتنعت بسبب تأخيرك اليوم؟.. أنا آسف..

- لا، ما يضايقني.. لكن مثل ما قلت لك.. و بعد كان عندنا ضيف.. و ما قدرت أطلع لين راح..

- ضيف؟!

- ضيف يقرب لنا.. خلاص لا نضيع الوقت بهالموضوع..

- طيب.. بصراحة، من أول مره شفتك و أنا أحس بشئ غريب و ماني قادر أفهمه!

- ايش؟

- أحس كأني أعرفك من سنين.. لا مو كذا.. يعني.. أحس كأن ملامح وجهك مرسومة في خيالي من أول ما جيت لهالدنيا..

- ما فهمت..

- و لا أنا! .. حتى ماني قادر أعبر عن إحساسي! .. شوفي.. لما شفتك أول مره حسيت بإحساس الـ (ديجا فو).. كأني عشت معاك حياة كاملة قبل ما أشوفك.. شي زي كذا.. بس أحلى ديجا فو!

- يمكن تعرف أحد يشبه لي.. أو يمكن شفتني من قبل و حفظت ملامحي في عقلك الباطن خصوصا اننا ساكنين في أماكن قريبة من…

- لا تكملين.. ما فيه أحد يشبهك!

- الا طبعا!

- مستحيل..

- ممم.. مثلا كثير يقولون ان Emmanuelle Chriqui تشبه لي!

- تخسي!

- يعني ايش؟

- يعني.. hell **!

- هي أحلى طبعا..

- لأ! .. عيونها أصغر من عيونك.. و خشمها أكبر من خشمك.. و.. و لا تدرين.. و الله حرام أصلا المقارنه!

- خلاص stop it..

- خلاص خلاص.. أحسن لا يكبر راسك علينا..

- طيب لا تنفخ!

- (ضحكتُ بشدة قبل أن أردف) تصدقين أحس كأني في حلم.. سعيد جدا بهاللحظات الحلوه معك.. لازم ناخذ شي من هالمكان يذكرنا بهاليوم الجميل.. تدرين كيف.. لحظة..

نهضتُ من مقعدي و أحضرتُ منديلين من المنضدة المجاورة لنا و كتبت على أحدهما:

!Greatest day ever
16th of September, 2005

ثم طلبت من جوزاء أن تكتب نفس العبارة على المنديل الآخر.. و تبادلنا المناديل..

.

- فكرة حلوة!

- أول مره أسويها ترى.. حسيت اني محتاج أي شي من ذكرى هاليوم يبقى معي على طول!

- تحب نمشي؟

- OK..

ch-5-11.jpg
Emmanuelle Chriqui

.

ابتعنا كوبين من القهوة من أحد المقاهي القريبة.. ثم اخذنا نحتسي القهوة و نحن نمشي بمحاذاة النهر..

كنت أشعر بسعادة لا توصف.. بل كنت بلا شك أسعد انسان في هذا الكون.. و على الرغم من أن الوقت كان لئيما معي كعادته حين أكون مع جوزاء فيمر بسرعة كبيرة.. إلا اني كنت أشعر بأن ما حظيت به من سعادة اليوم يكفيني لأظل سعيدا إلى آخر يوم في حياتي حتى و ان عشت وحيدا بقية عمري..

- تأخر الوقت يا خالد، يالله نرجع..

- طيب.. الوقت يمضي معاك زي الحلم!

- ذكرتني! .. أمس حلمت فيك!

- صحيح!! .. من جد؟! .. وش كان الحلم؟!

كنت أحدق في عينيها و أنا انتظر إجابتها بشغف بالغ.. إلا أنها و بشكل مفاجئ توقفت عن المشي.. بل أنها تسمرت في مكانها قبل أن تتسع حدقتا عينيها و هي تنظر بهلع بإتجاه مدخل مركز التسوق..

أشحت بنظري الى نفس المكان الذي كانت تنظر إليه علّني أفهم سبب صمتها المفاجئ و اضطرابها الواضح.. و سرعان ما وقعت عيني على شاب طويل بملابس أنيقة يقف بين جموع مرتادي المركز و هو يحدق بنا بحدَّة قبل أن يغادر المكان مسرعا بإتجاه مواقف السيارات..

- جوزاء، وش فيك؟

-

- مين هذا اللي كان واقف يناظرنا؟ تعرفينه؟

- خالد.. لازم أرجع!

- لحظة.. وش السالفة؟

- خالد.. أرجوك لازم أرجع و بسرعه!

- أرجوك انتِ فهميني مين هذا؟

- هذا خطيبي.. خلاص؟!

- خطيبك!!؟

- لازم أرجع اللحين..

- لحظة أرجوك! .. ليش ما قلتي لي انك مخطوبة؟

- خالد.. هذا ولد عمي.. و بابا شايف انه مناسب..

- المهم انتِ وش شايفة؟

- انا رأيي ما كان مهم.. ولا راح يكون مهم..

- ما جاوبتي على سؤالي!

- أنا ما أبيه..

- طيب؟! .. لا يكون هذا سبب خروجك بالقطار ذاك اليوم لوحدك آخر الليل؟

-

- ليش ما تردين؟

- خالد أنا ابرجع.. goodbye..

قالت ذلك و هي تتركني و تتبعد..
كانت و بشكل واضح تداري دمعة رأيتها تلمع في عينيها طوال الوقت و انا أسألها عن موضوع خطبتها.. إلا أن تلك الدمعة فاضت من مقلتها بمجرد ان أدارت ظهرها نحوي على ما يبدو.. فقد رأيتها تمسح عينيها بيديها الصغيرتين و هي تعدو مُسرعة..

أطرقتُ للحظات غير مدرك لما حدث.. بل أني أحسست و كأن صمتا غطى المكان فيما كان ألم مرير يغزو قلبي..
إلا أن هذا المنظر الحزين في ظل ذلك الموقف الصادم جعلني اتصرف دونما تفكير.. فما كان مني إلا أن لحقتها، لأقف أمامها و اعترض طريقها..

- كيف بترجعين؟

- بالقطار.. راح أنزل في Sunningdale و من هناك راح آخذ تاكسي إلى Eton..

- ليش؟

- ما أبي أحد يشوفنا مع بعض الله يخليك.. يكفي اللي صار!

- طيب خلاص.. ابرجع معك بالقطار.. مستحيل أخليك لوحدك..

- !please do **t

- ما راح أكون قريب منك والله.. بس يكفي أتطمن عليك من بعيد..

- OK.. لكن من الآن لا تمشي قريب مني أرجوك..

- !OK

تركتها تبتعد قليلا.. ثم تبعتها.. محطة القطار قريبة جدا من مركز التسوق و يبدو أنها ستذهب الى هناك سيرا على قدميها..

.

.

عصفت بي كل أحاسيس الألم و الحزن و الذهول في تلك اللحظات..
إلا أن أكثر ما استحوذ على مشاعري و تفكيري كان الاحساس بالخوف على جوزاء.. بالإضافة إلى الاحساس بتأنيب الضمير بأن كنت سببا في أمر سيء قد يحدث لها.. كان إلحاحي على رؤيتها اليوم أمر في غاية الأنانية.. إلهي.. كم أكرهني الآن! .. رباه.. كيف انقلب أكثر الأيام بهجة إلى أكثرها قتامة في لحظات!

كنت أحاول طوال الوقت أن أسير ببطء بحيث تفصلني مسافة كبيرة عن جوزاء كي لا يشعر أحد، حتى هي نفسها، بأني أتبعها.. بينما كانت هي تسير بخطواتٍ سريعة و متقاربة.. و بمجرد وصولنا لمحطة القطار قامت جوزاء بشراء تذكرة صعود القطار، ثم تبعتها..

وقَفَتْ بعيدا بمحاذاة مسار القطار تنتظر.. بينما كنت اتابعها بهدوء و أنا أكتم صراخات مدوية ضج بها صدري..

لم يتأخر القطار كثيرا.. انتظرتها إلى أن صعدت إلى إحدى عربات القطار.. فتبعتها و صعدت إلى نفس العربة..
رأيتها و هي تستقر على أحد المقاعد أمامي.. فجلست بسرعة على مقعد قريب يمكنني من رؤيتها دون أن تلحظني..

لم أشح ببصري عنها طوال الوقت.. كانت تنظر بألم يعتصرني عبر النافذة التي بجوارها.. أطرَقَتْ بحزن تملّكني.. ذرَفتْ دموعاً أحرقتني.. همَسَتْ تنهيدةٌ أصمّتني!

المشهد يتكرر.. التاريخ يعيد نفسه.. تماما كما رأيتها أول مره.. فتاة بارعة الجمال تجلس أمامي في القطار، و حزن بالغ يكسو ملامحها.. في حين أني لا أقدر أن أواسيها.. بل لا أقدر حتى أن أكلمها!
المشهد يتكرر.. لكن هذه المرة أعرف أني كنت سببا في حزن ذلك الملاك الرقيق.. أي إحساس بتأنيب الضمير ذلك الذي انتابني.. إحساس يبدو أنه سيلازمني بقية عمري.. لن أغفر لنفسي أبداً..

لن أسمح لأيٍ كان بأن يؤذي ملاكي، و ان كان في ذلك هلاكي!
أقسم على ذلك..
جوزاء.. هل تسمعيني؟ .. لا تحزني.. أرجوكِ..

.

.

.

حتى ذلك الوقت.. لم أفكر أبدا بأمر خطبتها.. ربما كنت أتهرب من مجرد التفكير بما حدث.. التفكير في ذلك الأمر كان سيشلُّ جوارحي حتما.. في وقت كان الاطمئنان على جوزاء هو أهم شيء في عالمي!

عندما وصل القطار إلى محطة Sunningdale نهَضَت جوزاء من مقعدها لتغادر القطار.. و حينها لمحتني و انا أنظر إليها بقلق.. فما كان منها إلا أن ابتسمت لي ابتسامة رقيقة اضاءَت بها المكان و هي تهمَّ بالخروج.. كانت تحاول ان توحي لي بأنها على ما يرام.. و على الرغم من أني كنت أعرف تماما بأنها ليست كذلك.. إلا أن ابتسامتها تلك سبغت ألوانا و ان كانت باهته على أحاسيسي القاتمة.. ابتسامتها كانت **ل حياة في جسد كاد أن يفنى..

انتظرتُ حتى توقف القطار عند محطة Virginia Water لأترجّل عنه و أنا في حالة ذهول تام..
اتصلت على ثامر أثناء خروجي من محطة القطار..

- هلا والله خالد!

- ثامر تقدر تاخذني الآن من محطة ?Virginia Water

- ابشر.. لكن المحطة قريبة من بيتك! .. وين سيارتك؟

- سيارتي في Reading.. و أبيك توديني هناك أجيبها لو سمحت..

- وش وداها هناك؟!

- قصة طويلة.. بعدين أحكي لك..

- بتجيب لي شد عضل في مخي انت! .. يالله، دقايق و أكون عندك..

- شكرا يا ثامر.. ما قصرت..

وقفتُ خارج المحطة أنتظر ثامر و انا مشوش تماما.. لم أدرك ما حدث.. أو ربما لا أريد أن أدرك ما حدث.. المهم الآن هو أن اطمئن على جوزاء.. هذا كل ما أريده..
وصل ثامر بسرعه.. فركبت معه.. و بمجرد أن تبادلنا السلام بادرني بالسؤال..

- وش السالفة يا خالد؟ ليش وجهك أصفر؟

- صار معي شي اليوم.. ما أدري كيف أوصفه..

- وش صار؟

- رحت إلى…… لحظة بالله جاني مسج..

أخرجت هاتفي الجوال.. و فيه وجدت رسالة نصية من جوزاء كان نصها:

Dear Khaled
Please accept my sincere apologies for what happened today
Despite of what happened; today is defiantly one of the best days of my life, thanks to you
Have a safe and pleasant trip to Saudi; you will be very much missed

PS: do **t worry about me.. I just called my family, and everything is fine

.I will call you tomorrow
Jouza

أحسست بإرتياح شديد و أنا أقرأ الرسالة.. و كأن جبلا أزيح من على صدري.. جوزاء بخير.. أشكرك يا رب!

كنت على وشك أن أحكي ما حدث لثامر.. لكن بعد أن اطمأنيت على جوزاء.. يبدو أنه من الأفضل أن لا أخبره بما حدث.. فأنا متأكد أنه إذا ما عرف حقيقة أنها مخطوبة، سيحاول إقناعني بأن أبتعد عنها.. الأمر الذي لا يمكن أن يحدث!

- شكل هالمسج فيه خبر انك ربحت الـ lottery.. أشوف لونك رد ما شاء الله!

- لا بس هذي رسالة من الأهل..

- خلاص، بكره بتكون عندهم ان شاء الله..

- ان شاء الله..

- ايوه.. تقول لي وش صار لك؟

- ابد رحت للمول اللي في ..Reading

- ?Oracle

- ايه.. على أساس أشتري هدايا للأهل و كذا..

- طيب؟

- و نسيت اني كنت رايح بالسيارة.. و رجعت بالقطار..

- يعني نسيت سيارتك بالمواقف و جيت بالقطار؟

- بالضبط!

- تستهبل صح؟

- لأ!

- طيب وين الهدايا؟ ما أشوف معك أكياس!

- الهدايا حطيتهم في شنطة السيارة.. قبل ما أنسى اني كنت جاي بالسيارة طبعا..

- تدري وشلون؟ .. ابسوي نفسي **دق.. و متى ما بغيت تعلمني وش صار علمني..

- سمعت شريط Black Eyed Peas الجديد؟ .. فيه أغنية اسمها Don’t Lie.. لا تفوتك!

- عاش **رف!

ذهبنا إلى Reading و أحضرت سيارتي من هناك.. و بمجرد أن دخلت إلى منزلي.. بدأت أسترجع أحداث هذا اليوم المتناقضة.. قبل أن أصل إلى قناعة بأن المهم الآن هو أن جوزاء بخير.. و يكفيني أني قضيت يوما جميلا مع أغلى البشر.. عدا ذلك من أمور.. يمكن التفكير فيه لاحقا.. لا يهم ان كانت مخطوبة.. المهم حقا هو أنها لا تريد أن ترتبط بهذا الشخص الذي أفسد يومي.. ترى من يكون؟!.. لا يهم.. أنا أحبها.. و هي لا تحبه.. هذا يكفي.. أريد أنام الآن.. و انك كنت لا أشعر برغبة في النوم.. لكني أريد لهذا اليوم المتعب أن ينتهي.. *** أعد أتحمل التفكير أكثر..

ارتميت على السرير.. و قبل أن أطفئ إنارة **باح المنضدة.. أخرجت المنديل الذي كتبت عليه جوزاء من محفظتي.. تأملته بعمق، قبل أن أغفو بهدوء و أنا ممسك به.. غدا سأتحدث مع جوزاء كما وعدتني قبل أن أغادر إلى المملكة..

.

.

.

.

.

يتبع.. شوكرن : )

_____________________________________

معلومات ذات علاقة

كلية إيتون هي مدرسة داخلية إنجيلية للأولاد في المرحلة العمرية ما بين 13 إلى 18 عاما، أسسها الملك هنري السادس في العام 1440م..

ch-5-6.jpg
مدخل كلية إيتون في قرية إيتون القريبة من ويندزور

ch-5-3.jpg

ch-5-5.jpg

كلية إيتون هي مدرسة “مستقلة” منذ تأسيسها.. بمعنى أنها لا تتلقى دعما حكوميا من أموال الضرائب أبدا.. و تعتمد على رسوم الدراسة التي يدفعها الطلاب و المساعدات الخاصة و الهبات..

عند إنشائها دعمها الملك هنري السادس ماديا بسخاء لتكون مدرسة لأبناء الطبقات المتوسطة و الفقيرة.. إلا ان سلفه الملك إدوارد الرابع منع عنها الدعم بشكل شبه تام، فأصبحت تعتمد على هبات الطبقة المخملية و بالتالي أصبح الالتحاق بها حكرا على أبناء تلك الطبقة..

رسوم الدراسة في كلية إيتون للعام 2010/2011م هي 30,000 جنيه إسترليني للعام الدراسي الواحد! (ما يعادل تقريبا 185,000 ريال سعودي)..

ch-5-1.jpg
الملكة إليزابيث الثانية في زيارة حديثة لكلية إيتون

مستوى التعليم في المدرسة مرتفع جدا، و كل خريجيها يلتحقون بجامعات عريقة.. و في إحصاء حديث، يلتحق ثلث طلابها بجامعتي أكسفورد و كامبردج بعد التخرج..

تخرج من هذه المدرسة أغلب الرجال المعروفين في التاريخ البريطاني سواءا في المجال السياسي أو من أبناء الأسر المالكة.. و بالمناسبة، رئيس الوزراء البريطاني الحالي (ديفد كامرون) هو من خريجي هذه المدرسة!

يلتزم الطلاب و المعلمون في كلية إيتون بزي موحد عتيق!

ch-5-9.jpg
الزي الموحد لطلاب كلية إيتون

ch-5-4.jpg

ch-5-2.jpg

ch-5-8.jpg
الزي الموحد لأساتذة كلية إيتون

المصدر: Forums


f,f>> l,f>> uld! ? hgtwg hgohls

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:41 AM

converter url html by fahad

 



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2023, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

^-^ جميع آلمشآركآت آلمكتوبهـ تعبّر عن وجهة نظر صآحبهآ ,, ولا تعبّر بأي شكلـ من آلأشكآل عن وجهة نظر إدآرة آلمنتدى ~