موقف الشيخ عبد المجيد سليم في الجمعة الأخيرة من رمضان.. انتقد حفلات الرقص والخمر للملك فاروق وأجبره على إقامة الصلاة في قصر عابدين.. والإقالة من الإفتاء ثمن مواقفه ضد السلطة
الشيخ عبد المجيد سليم ، هو من مواليد عام 1882 درس بالأزهر وحصل على العالمية، اختاره رئيس الوزراء مصطفى النحاس مفتيا للديار المصرية لفلسفته وتعمقه في دراسة الأمور، عين وكيلا للأزهر فشيخا للأزهر مرتين فى الخمسينيات واستقال من منصبه بسبب صدامه مع الملوك.
وكانت أول مواقف الشيخ عبد المجيد سليم الحاسمة في عهد الملك فؤاد الأول حين التمس فتوى باستبدال أرضه الجدباء غير الصالحة للزراعة بأرض خصبة من أراضي الأوقاف إلا أن الشيخ سليم لم يخش الملك وأفتى بأنه لا يجوز وعدم أحقيته في ذلك.
رفض تدخل الحكومة فى تعيينات الأزهر
في سنة 1946م حاولت الحكومة المصرية ــ حكومة النحاس ــ فى عهد الملك فاروق أن تتدخل في شئون الأزهر بفرض تعيين الشيخ مصطفي عبد الرازق دون الرجوع لعلماء الأزهر غير أن الشيخ عبد المجيد سليم وقف معارضًا بشدة على الرغم من التهديدات التي تلقاها من رئيس الديوان الملكي – وقتذاك – حيث أنذره بغضب الملك عليه، فكان رد الشيخ عليه بقوله: “هل تستطيعون الحيلولة بيني وبين المسجد” ؟ فقال رئيس الديوان: ” لا. فأجابه الشيخ بقوله: “إنني ما دمت أتردد بين بيتي وبين المسجد فلا خطر علي” وقدم على الفور استقالته من منصب الإفتاء.
قال الشيخ عبد المجيد سليم فى أحد حواراته “ تقتير هنا وإسراف هناك ” وكان الملك فاروق فى ذلك التوقيت مسافرا إلى أوروبا للاحتفال بشهر العسل فى زواجه الثانى من ناريمان ومعه حاشيته وقيل انه كان ينفق بجنون على السهر ولعب القمار فى حين ان الناس فى مصر تعانى،
وفى عهد الملك فاروق أيضا أصدر فتواه بحرمة إقامة حفلات الرقص والخمور في القصور خاصة فى الشهر الكريم، وكان قد أعلن أن الملك أقام حفلا راقصا مع شرب الخمر في قصر عابدين فى شهر رمضان وطلب بعض المعارضين حكم الشرع في ذلك فقال الشيخ سليم “إذا سئل المفتى فلابد أن يصدر فتواه بالعقل ” وأفتى بحرمة هذه الحفلات الراقصة فى رمضان وفى غير رمضان.
اغتاظ الملك وقرر الانتقام منه فقد كانت فتواه سببا فى احراج الموقف السياسى للملك، الذى دعاه إلى صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان في قصر عابدين وهو نفس المكان الذي أقام فيه حفلة الرقص، وحضر الشيخ سليم وجلس فى المكان المخصص له، وحضر الملك وجلس فى الصف الاول، وبعد انتهاء الصلاة وقف كبار المصلين لمصافحة الملك قبل ان يدخل حديقة القصر من الباب الداخلى للمسجد، ووقف المفتى فى مكانه استعدادا للمصافحة وكان كل من يأتى عليه الدور يرفع يده استعدادا للمصافحة قبل ان يدركه الملك استعدادا للمصافحته.
لكن الشيخ عبد المجيد سليم هدته فطرته الإيمانية إلى عدم رفع يده، وكانت نية الملك ان يترك يد الشيخ ممدودة دون ان يصافحه، ويكون فى ذلك عقابه والانتقام منه، لكن ايمان الشيخ وذكاءه انقذه من هذه الإهانة واجبر على الاستقالة وعاد لكن تولى مشيخة الازهر عام 1950 وعندما خفضت ميزانية الازهر استقال ثانية، وأصدر الملك أمرا بتعيين الشيخ ابراهيم حمروش خلفاله، حتى رحل عام 1954.
عن شهر رمضان يقول الشيخ عبد المجيد سليم: شهر رمضان له مكانة خاصة عند كل مسلم فهو شهر الصبر والقران ، وعاداتى كما هى فى رمضان وفى غير رمضان، باب بيتي مفتوح ولا يغلق طيلة الشهر العظيم، مفتوح أمام كل المترددين ولو لم يكونوا أصدقائى ومعارفى..والإفطار في بيتى عائليا مع الأسرة والأحفاد، ولا افضل الافطار خارج بيتى.
سعة الافق وقول الحق
ولد الشيخ عبد المجيد سليم عام 1882 بمركز الشداء بالمنوفية ودرس الفلسفة مع الدراسة بالأزهر، ونال شهادة العالمية عام 1908..وقد عرف بسعة الأفق والجهر بكلمة الحق، وعمل طوال حياته على التقريب بين المذاهب الإسلامية، عمل مفتيا للديار المصرية عام 1928 ولمدة عشرين عاما، ترك ثروة هائلة من فتاواه الفقهية التي تزيد على 15 ألف فتوى، وهو يرى ان الفكر في الإسلام مكفولة ما دامت لا تعارضُ أساسًا أو ركنًا من أركان العقيدة.
لقب بابن سينا العصر
وطيلة فترة دراسته بالازهر عرف الشيخ عبد المجيد سليم بالنبوغ والتفوق حتى انه كان يسمى بابن سينا لقدرته على التفلسف والعلم، ويقال ان الشيخ محمد عبده هو الذى اطلق عليه هذا الاسم وفضلا عن التلمذة المباشرة للامام محمد عبده فان الشيخ عبد المجيد سليم يعد امتدادا لمدرستى اثنين من علماء الازهر البارزين فى القرن التاسع عشر فقد كان امتدادا للشيخ الفيلسوف الزاهد حسن الطويل فى المنطق والفلسفة ومؤلفات ابن سينا كما انه كان امتدادا طبيعيا للاستاذ احمد ابى خطوة ابرز الذين شهد لهم بالتعمق الفقهى وكان من كبار المتضلعين فى الفقه الحنفى والمطلعين على ادبياته التى لاتحى وكان حافظا لهذه الادبيات واعيا بموضع المسائل الخلافية فيها.
طالب المسلمين بالثقة بالنفس
من مؤلفات الشيخ عبد المجيد سليم “أيها المسلمون.. ثقوا بأنفسكم”، “خواطر حول التعصُّب ومجاراة الفكر الغربي: القطعيات والظنيات” الذى أو ضَّح فيه معالم الاجتهاد في الدراسات الدينيَّة، جماعة التقريب” بيَّن فيه أنَّ الإسلام هو دِين الوحدة ويصبح المسلمون في ظلها كالبنيان المرصوص
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.