Forums

العودة   Forums > مواضيع منقولة من مواقع اخرى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-05-2012, 03:18 AM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 721,828
افتراضي هل يجوز قراءة القرآن بواسطة الالحان الموسيقية والمقامات؟

هل يجوز قراءة القرآن بواسطة الالحان الموسيقية والمقامات؟
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ وَالَاهُ وَاِيَّاهُمْ وَبَعْد؟ قبلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَةِ هُنَاكَ سُؤَالٌ من اَحَدِ الاِخْوَةِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْاُولَى صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى (عَلَيْنَا اَنْ نُؤْمِنَ اَوَّلاً اِجْمَالاً اَنَّ اللهَ اَرْسَلَ رُسُلاً كَثِيرِين؟ وَاَمَّا تَفْصِيلاً فَهُوَ اَنْ نُؤْمِنَ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ رَسُولاً ذُكِرُوا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِلْكُتُب؟ فَقَدْ تَكُونُ هُنَاكَ كُتُبٌ سَابِقَةٌ تَضَمَّنَتْ شَرَائِعَ سَابِقَةً غَيْرَ هَذِهِ الْكُتُبِ الَّتِي ذَكَرَهَا الْقُرْآنُ الْكَرِيم؟ وَفِي يَوْمٍ مِنَ الْاَيَّام؟ قَالَ اَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ لِرَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلام؟ هَلْ بَيْنَ اَيْدِينَا مِمَّا كَانَ بَيْنَ يَدَيْ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى؟ فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ لِاَبِي ذَرّ؟ اِقْرَأ قَوْلَ اللهِ تَعَالَى{قَدْ اَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى؟ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى؟ بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا؟ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَاَبْقَى؟ اِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْاُولَى؟ صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى( بِمَعْنَى اَنَّهُ يُوجَدُ فِي هَذِهِ الصُّحُفِ مِثْلَمَا يُوجَدُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ؟وَلَيْسَ مِنَ الضَّرُورِيِّ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ نَفْسُ الْكَلَامِ مُطَابِقاً لَفْظاً فِي سُورَةِ الْاَعْلَى الْمُبَارَكَةِ لِمَا اَنْزَلَهُ سُبْحَانَهُ فِي صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى؟ وَلَكِنَّهُ مُطَابِقٌ لَهُ فِي مُعْظَمِ مَعْنَاه؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذِهِ الْمَعَانِيَ الَّتِي تَضَمَّنَتْهَا هَذِهِ الْآيَاتُ الْحَكِيمَة نَزَلَتْ فِي صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَنْزِلْ فِي صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى قَولُهُ تَعَالَى{قَدْ اَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى اِلَى آخِرِ الْآيَاتِ (وَاِنَّمَا مَعْنَاهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ مَا كَانَ الْمُرَادَ بِهَا لَفْظُهَا بِالضَّبْط؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ نَزَلَ مَعْنَى آيَاتِ سُورَةِ الْاَعْلَى الْمُبَارَكَةِ مُطَابِقاً فِي الْمَعْنَى فَقَطْ دُونَ اللَّفْظِ الْحَرْفِيِّ لِمَا جَاءَ فِي صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى الْمُبَارَكَةِ اَيْضاً؟ كَمَا اَنَّ هُنَاكَ آيَةً فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ تُشْبِهُ اِلَى حَدٍّ مَا آيَةً فِي التَّوْرَاة سَلِمَتْ مِنَ التَّحْرِيفِ؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآن {يَا اَيُّهَا النَّبِيُّ اِنَّا اَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرَا؟ وَدَاعِياً اِلَى اللهِ بِاِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً(وَاَمَّا الْآيَةُ الَّتِي تُشْبِهُهَا فِي التَّوْرَاةِ نَوْعاً مَا لَفْظاً وَمَعْنَى فَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى[يَا اَيُّهَا النَّبِيُّ اِنَّا اَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيرَا؟ وَحِرْزاً لِلْاُمِّيِّين؟ اَنْتَ عَبْدِي؟ سَمَّيْتُكَ الْمُتَوَكِّل؟ لَيْسَ بِفَظّ؟ وَلَاغَلِيظٍ؟ وَلَا صَخَّابٍ فِي الْاَسْوَاق؟ وَلايَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ السَّيِّئَةَ؟ وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَح؟ وَلَنْ يَمُوتَ حَتَّى يُقِيمَ اللهُ بِهِ الْمِلَّةَ الْعَوْجَاءَ اِلَى آخِرِ الْحَدِيث(وَهُنَاكَ اَحَادِيثُ صَحِيحَةٌ رُوِيَتْ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلامُ فِي بَعْضِ مَا فِي هَذِهِ الصُّحُف؟ فَقَدْ اَوْرَدَ الْقُرْطُبِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ الْعُلَمَاءِ الْمُفَسِّرِينَ رَحِمَهُمُ اللهُ جَمِيعاً وَاِيَّانَا مَعَهُمْ مِنَ الْاَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ وَبِاَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ اَيْضاً؟فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِصُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَمَا اُنْزِلَ فِيهَا مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي الْحَدِيثِ الْقُدْسِيّ[عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُمَّ هُوَ يَفْرَح؟عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالنَّارِثُمَّ هُوَ يَضْحَك؟عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَجْزَعُ وَيَنْصَب؟عَجِبْتُ لِمَنْ رَاَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِاَهْلِهَا كَيْفَ يَطْمَئِنُّ اِلَيْهَا؟ عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْحِسَابِ غَداً ثّمَّ هُوَ لايَعْمَل (وَطَبْعاً اِذَا اَرَدْنَا تَفْسِيرَ هَذَا الْحَدِيثِ فَاِنَّ هَذَا الْكَلَامَ لَا يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ نَاْخُذَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ؟ اِلَّا مِنْ بَابِ الْوَرَع؟ وَلَسْنَا مُلْزَمِينَ اِلَّا بِالتَّقْوَى وَالْاِيمَانِ وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ الَّذِي قَدْ يُوصِلُنَا اِلَى الْوَرَعِ الَّذِي لَايَجْعَلُنَا نَنْسَى نَصِيبَنَا مِنَ الدُّنْيَا كَمَا نَصَحَ قَارُونَ قَوْمُهُ مِنْ قَبْلُ ثّمَّ سَجَّلَهَا لَهُمُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِمَاءٍ اَغْلَى مِنَ مَاءِ الذَّهَبِ بِكَثِيرٍ جِدّاً فِي سِجِلِّ التَّشْرِيفَاتِ الْعَظِيمَةِ لِلْحِكْمَةِ الْخَالِدَةِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ فَلَايَجُوزُ شَرْعاً اَنْ نَاْخُذَ هَذَا الْحَدِيثَ الْقُدْسِيَّ عَلَى اِطْلَاقِهِ؟ وَلَابُدَّ اَنْ نُقَيِّدَ هَذِهِ الْاِطْلَاقَاتِ الْمَوْجُودَةَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعَانِي خَاصَّة؟ وَاِلَّا كَانَتْ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا كُلُّهَا عُبُوساً وَكُلُّهَا بُكَاءً وَعَوِيلاً وَحَسْرَةً وَاَلَماً وَلَوْعَةً اِلَى آخِرِ مَا هُنَالِك؟ وَنَبْدَاُ بِشَرْحِ مَا فِي صُحُفِ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى بِاسْمِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ وَعَلَى بَرَكَتِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى[عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْمَوْتِ ثُّمَّ هُوَ يَفْرَح؟وَالْمَقْصُودُ بِالْفَرَحِ هُنَا هُوَ الْبَطَرُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ الْوَاعِظِينَ مِنْ قَوْمِ قَارُون{لَاتَفْرَحْ اِنَّ اللهَ لَايُحِبُّ الْفَرِحِين (وَاَمَّا اَنْ يَكُونَ الْفَرَحُ بِشُعُورٍ نَفْسِيٍّ بِالانْشِرَاحِ وَالسُّرُورِ فَهَذَا مِنْ طَبِيعَةِ الْبَشَرِ وَلَابَاْسَ مِنْهُ وَلَامَانِعاً شَرْعِيّاً لَهُ؟ اِلَّا اِذَا زَادَ عَنْ حَدِّهِ وَاَصْبَحَ ضَحِكاً مَذْمُوماً؟ لِاَنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْب؟ وَخَيْرُ الْاُمُورِ اَوْسَطُهَا فِي هَذَا الْفَرَحِ بِشَرْط؟ اَنْ يَعْتَادَ الاِنْسَانُ عَلَى التَّبَسُّمِ فَقَط دُونَ الْقَهْقَهَةِ الْمُرَافِقَةِ لِلضَّحِكِ وَالَّتِي تُعَبِّرُ عَنِ الْبَطَر؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ بَعْدَ ذَلِك فِي هَذِهِ الصُّحُف [وَعَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ باِلنَّارِ ثُمَّ هُوَ يَضْحَك؟بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَكُونُ جَادّاً فِي عَمَلِه مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْ عَذَابِهَا وَحَرْقِهَا؟ بَلْ يَقْضِي اَيَّامَهُ كُلَّهَا بِالْهَزْلِ وَالْمُزَاحِ وَالسُّخْرِيَة؟ كَاَنَّهُ لَايُؤْمِنُ بِاَنَّ هُنَاكَ نَاراً؟ وَاَنَّهُ سَيُحَاسَبُ عَنْ كُلِّ عَمَلٍ عَمِلَه؟ وَعَنْ كُلِّ كَلِمَةٍ نَطَقَ بِهَا[وَعَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَنْصَب( فَاِذا اَرَدْنَا اَنْ نُفَسِّرَ هَذَا الْمَقْطَعَ مِنَ الْحَدِيثِ عَلَى ظَاهِرِهِ تَفْسِيراً خَاطِئاً؟ فَالْمَعْنَى اَخِي اَنَّكَ لَايَجُوزُ لَكَ اَنْ تَتْعَبَ وَتُقَاوِمَ وَتُكَافِحَ وَتَكْدَح؟ بَلْ عَلَيْكَ اَنْ تَتْرُكَ الْاُمُورَ تَجْرِي عَلَى ظَاهِرِهَا دُونَ اَنْ تَسْعَى مِنْ اَجْلِ اِصْلَاحِهَا وَمُقَاوَمَةِ الظَّالِمِينَ وَاِيقَافِهِمْ عِنْدَ حَدِّهِمْ بِالْاُسْلُوبِ الْحَكِيمِ الَّذِي يَنْفَعُ مَعَهُمْ مَا اسْتَطَعْتَ اِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً؟ فَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ فِي التَّحَاوُرِ مَعَهُمْ؟ وَقَدْ تَكُونُ فِي قِتَالِهِمْ{وَلَايُكَلِّفُ اللهُ نَفْساً اِلَّا وُسْعَهَا(فَاِذَا لَمْ يَتَوَقَّفُوا عَنْ اِجْرَامِهِمْ وَوَحْشِيَّتِهِمْ وَاَلْحَقُوا بِنَا الضَّرَرَ الْاَشَدّ؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَلْجَاَ اِلَى الْحِكْمَةِ هُنَا وَنَخْتَارَ الضَّرَرَ الْاَخَفّ؟ وَقَدْ يَكُونُ فِي قِتَالِهِمْ وَالرَّدِّ الْاَعْنَفِ وَالْمُفْرِطِ عَلَيْهِمْ وَمُلَاحَقَتِهِمْ وَالْحِرْصِ عَلَى عَدَمِ اِفْلَاتِهِمْ مِنْ قَبْضَةِ الْعَدَالَةِ؟ وَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ بِالرَّدِّ الْمُتَكَافِىءِ عَلَى اِجْرَامِهِمْ وَقَصْفِهِمْ وَعُدْوَانِهِمْ{جَزَاءً وِفَاقَا؟ اِنَّهُمْ كَانُوا لَايَرْجُونَ حِسَابَا( بَلِ الْحِسَابُ عِنْدَهُمْ يَقْتَصِرُ عَلَى تَنَاسُخِ الْاَرْوَاحِ وَالتَّقَمُّصِ وَالسُّخْرِيَةِ وَاِلاسْتِهْزَاءِ بِعُقُولِ الْبَشَرِ مِنْ خِلَالِ هَذَا الْهُرَاءِ وَالتَّجْدِيفِ وَالْهَرْطَقَة؟وَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ بِالرَّدِّ عَلَيْهِمْ رَدّاً غَيْرَ مُتَكَافِىء وَبِاَقَلَّ مِمَّا يَقُومُونَ بِهِ مِنْ قَصْفٍ وَتَدْمِيرٍ وَاِجْرَام؟ وَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ اَحْيَاناً بِالْحِوَارِ مَعَهُمْ وَالسُّكُوتِ عَلَى جَرَائِمِهِمْ فَتْرَةً قَصِيرَةً عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يَعُودُوا اِلَى رُشْدِهِمْ وَيَتَعَاطَفَ الرَّاْيُ الْعَامُّ عِنْدَهُمْ مَعَ الْمَظْلُومِين؟ فَمَهْمَا يَكُنْ مِنْ اَمْرِ هَؤُلَاءِ الْمُجْرِمِينَ فَاِنَّ فِيهِمْ نَزْعَةً ضَعِيفَةً جِدّاً اِلَى الْخَيْرعَلَيْكُمْ اَنْ تَهْتَمُّوا بِهَا وَتُرَكِّزُوا عَلَيْهَا وَلَوْ كَانَتْ ذَرَّةً صَغِيرَةً جِدّاً مِنَ الْخَيْرِ فِي قُلُوبِهِمْ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تَدْعَمُوهَا بِقُوَّةٍ فِي قُلُوبِهِمْ وَاَنْ تَحْرِصُوا عَلَى عَدَمِ خُرُوجِهَا مِنْ قُلُوبِهِمْ وَاَنْ تُشَجِّعُوهُمْ عَلَى اَنْ يَنْسَخُوا مِنْهَا ذَرَّةً اُخْرَى مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ عَلَى طَرِيقَةِ نَسْخِ الذَّرَّةِ مِنْ قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَصْقِهَا وَتَرْجَمَتِهَا اِلَى ذَرَّةٍ اُخْرَى مِنَ الْعَمَلِ الصَّالِحِ خَارِجَ قُلُوبِهِمْ وَلَيْسَ عَلَى طَرِيقَةِ قَصّ لَصْق لِاَنَّ فِي الطَّرِيقَةِ الْاُولَى فَائِدَةً عَظِيمَةً لَكُمْ وَلَهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ( وَلَكِنَّهُمْ بِحَاجَةٍ اِلَى مَنْ يُقَوِّي ذَرَّةَ الْخَيْرِ فِي قُلُوبِهِمْ بِالسِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ عَفْواً اَقْصِدُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ اَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي اُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِاِذْنِ رَبِّهَا{وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْاَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَار(نَعَمْ اَيُّهَا الْمُعَارِضُونَ مِنَ الشَّعْبِ السُّورِيّ اَنْتُمْ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ الْخَبِيثَةِ مِنَ السِّبَابِ وَالشَّتَائِمِ تَجْتَثُّونَ وَتَقْتَلِعُونَ الْبَقِيَّةَ الْبَاقِيَةَ الْمُحْتَمَلَةَ مِنَ الْخَيْرِ فِي قُلُوبِ هَؤُلاءِ الْمُجْرِمِينَ قَبْلَ اَنْ يَجْتَثَّهَا سُبْحَانَهُ وَيَقْتَلِعَهَا نِهَائِيّاً مِنْ هَذِهِ الْاَرْضِ النَّكِدَة؟ لاَنَّ الْكَلِمَةَ الْخَبِيثَةَ لَاقَرَارَ لَهَا فِيهَا وَلَا قَرَارَ لَهَا اَيْضاً فِي قُلُوبِ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ تُحَرِّضُونَهُمْ اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ عَلَى الْعُنْف وَلَاتَجْعَلُونَهُمْ يَتَذَكَّرُونَ اِلَّا سَلْبِيَّاتِهِمْ وَاِجْرَامَهُمْ وَقَدْ تَجْعَلُونَهُمْ يَتَبَاهَوْنَ بِهَا اَكْثَرَ فَاَكْثَرَ دُونَ اَنْ تُسَلّطُوا الضَّوْءَ وَلَوْ عَلَى شَيْءٍ قَلِيلٍ مِنْ اِيجَابِيَّاتِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(أيْ قَوْلاً حَسَناً غَيْرَ سَيِّءٍ مُسْلِمِينَ وَغَيْرَ مُسْلِمِين؟ وَاِذَا كَانَ شَريف شَحَادَة هُوَ شريف شَحَّاطَة فِي نَظَرِكُمْ فَاِنَّهُ يُشَرِّفُهُ اَنْ يَكُونَ شَحَّاطَة فِي اَقْدَامِ الصَّادِقِينَ اِنْ كَانُوا فِعْلاً يَسْعَوْنَ اِلَى حَقْنِ الدِّمَاءِ الْبَرِيئَةِ وَحَلِّ الْاَزْمَةِ السُّورِيَّةِ بِاَقَلِّ خَسَارَةٍ مُمْكِنَةٍ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا اَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ(فَكَمَا اَنَّكُمْ يُمْكِنُكُمْ اَنْ تُوقِدُوا نَارَ الشِّرِّ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ بِكَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَذَلِكَ اَيْضاً يُمْكِنُكُمْ اَنْ تُوقِدُوا نُورَ الْخَيْرِ فِي قُلُوبِهِمْ بِكَلِمَةٍ طَيِّبَة؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الْقَاعِدَةَ الشَّرعِيَّةَ تَقُول عَلَيْنَا اَنْ نُقَاوِمَ الضَّرَرَ الْاَشَدَّ بِضَرَرٍ اَخَفَّ؟ وَقَدْ تَكُونُ الْحِكْمَةُ اَيْضاً فِي قَوْلِ بَعْضِهِمْ وَدَاوِهَا بِالَّتِي هِيَ الدَّاءُ؟ وَالْخُلَاصَةُ بِالنِّسْبَةِ لِلْحَدِيث [عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْقَدَرِ ثُمَّ هُوَ يَنْصَب؟ اَنَّ الْمَعْنَى الْحَقِيقِيَّ لِلْحَدِيثِ هُوَ؟عَجِبْتُ لِمَنْ اَيْقَنَ بِالْقَدَرِ وَقَامَ بِمَا اَوْجَبَهُ اللهُ عَلَيْهِ وَاَخَذَ بِالْاَسْبَابِ ثُمَّ لَمْ يَصِلْ اِلَى نَتِيجَةٍ تُرْضِيه؟ فَلَا يَجُوزُ لَهُ شَرْعاً اَنْ يَنْصَبَ أي يَتْعَبَ تَعَباً نَفْسِيّاً يُؤَدِّي بِهِ اِلَى الْقَنُوطِ وَالْيَاْسِ مِنْ رَحْمَةِ الله؟ وَعَلَيْهِ اَلَّا يَخُونَ الْعَهْدَ الَّذِي اَخَذَهُ اللهُ عَلَيْه؟ وَهُوَ اَنْ يُؤْمِنَ وَهُوَ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ النَّشَاطِ وَالْجِدِّ وَالْقُوَّةِ وَالْعَمَلِ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ وَالْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَاَحَبُّ اِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيف؟ وَالْقَوِيُّ قَوِيٌّ بِتَوَكُّلِهِ وَاعْتِمَادِهِ عَلَى اللهِ وَاَخْذِهِ بِالْاَسْبَاب؟ وَهُوَ قَوِيٌّ اَيْضاً فِي شُكْرِهِ لِقَضَاءِ اللهِ اِنْ كَانَ خَيْراً؟ وَهُوَ قَوِيٌّ اَيْضاً فِي صَبْرِهِ وَتَحَمُّلِهِ لِقَدَرِهِ سُبْحَانَهُ اِنْ كَانَ شَرّاً؟ وَلِسَانُهُ قَوِيٌّ اَيْضاً فِي عَدَمِ التَّلَعْثُمِ وَالتَّاْخِيرِ وَاِلاسْتِبْطَاءِ بِقَوْلِهِ اِنَّا لِلهِ وَاِنَّا اِلَيْهِ رَاجِعُون اَللَّهُمَّ اؤْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْراً مِنْهَا؟ لِاَنَّ الصَّبْرَ لَايَكُونَ اِلَّا عِنْدَ الصَّدْمَةِ الْاُولَى وَلَوْ جَاءَتْ فَجْاَة؟ فَلَا يَجُوزُ هَذَا التَّاْخِيرُ وَالْبُطْءُ فِي الِاسْتِعَانَةِ بِاللهِ اَبَداً؟ وَقَدْ وَرَدَ ذَلِكَ فِي حَدِيثٍ صَحِيح؟ وَلِلهِ الْمَثَلُ الْاَعْلَى؟ كَاِنْسَانٍ اخْتَارَ لَهُ اَهْلُهُ اَمْهَرَ الْاَطِبَّاءِ؟ مِنْ اَجْلِ اِجْرَاءِ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّة؟ وَقَدْ بَذَلُوا كُلَّ طَاقَتِهِمْ؟ وَلَكِنَّ اللهَ كَتَبَ الْمَوْتَ عَلَى هَذَا الاِنْسَانِ وَانْتَهَى اَجَلُه؟ فَعَلَيْهِمْ هُنَا اَنْ يُؤْمِنُوا بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ وَاَمَّا الْكَسَلُ؟ وَاَمَّا الْخُمُولُ؟ وَاَمَّا اِلاسْتِسْلَامُ دُونَ مُبَرِّر؟ وَاَمَّا التَّقَاعُسُ؟ وَاَمَّا التَّخَاذُلُ وَخَاصَّةً عَنْ نُصْرَةِ اِخْوَانِنَا الْمَظْلُومِينَ الْاَبْرِيَاء؟ فَهَذَا الْاِنْسَانُ يَخْرُجُ حَتْماً مِنْ دَائِرَةِ الْاِيمَانِ بِقَضَاءِ اللهِ وَقَدَرِهِ خَيْرِهِ وَشَرِّه؟ لِاَنَّ مِنْ اَعْظَمِ مَا قَضَاهُ سُبْحَانَهُ وَقَدَّرَهُ عَلَيْنَا فِي كُلِّ شَيْءٍ هُوَ الْاَخْذُ بِالْاَسْبَابِ وَاِلاعْتِمَادُ عَلَى خَالِقِهَا؟ وَكَأنَّ الْاَسْبَابَ لَاشَيْءٌ اَمَامَ تَقْدِيرِهِ الْحَكِيمِ سُبْحَانَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَجَعَلْنَا لِكُلِّ شَيْءٍ سَبَبَا(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ لِلْاَسْبَابِ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ شَيْءٍ اِلَّا عَلَى اِرَادَتِهِ سُبْحَانَهُ وَلَوْ اَدَّتْ اِرَادَتُهُ اِلَى شَرٍّ قَدَّرَهُ اللهُ عَلَيْنَا حَتْماً؟ وَقَدْ اَخَذْنَا بِالْاَسْبَابِ كَمَا اَمَرَ الله؟ فَاِنَّ هَذَا الشَّرَّ فِي حَقِيقَتِهِ هُوَ الْخَيْرُ بِعَيْنِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ( نَعَمْ يَامَنْ تَكْرَهُونَ النَّصِيحَةَ وَالْمَوْعِظَة لِاَنَّهَا كَلِمَةُ حَقٍّ ثَقِيلَةٌ جِدّاً عَلَى قُلُوبِكُمْ؟ هَلْ اَصْبَحْتُمْ تُعَانُونَ مِنْ عِيشَةٍ مُقْرِفَة نَكِدَة مَكْرُوهَة مُنَفِّرَة كُلَّمَا نَصَحَكُمْ اِنْسَانٌ بِخَيْرٍ اَوْ وَعَظَكُمْ؟اُبَشِّرُكُمْ اَنَّكُمْ سَتُعَانُونَ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ فِي نَارِ الْجَحِيمِ الَّتِي لَا تَرْحَم؟ وَهُنَا اُرِيدُ اَنْ اَفْهَمَ؟ كَيْفَ سَيُثَقّلُ سُبْحَانَهُ مَوَازِينَ حَسَنَاتِكُمْ اِذَا كَانَتْ كَلِمَةُ الْحَقِّ ثَقِيلَةً عَلَى قُلُوبِكُمْ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة الْحَقِيرَة؟ وَكَيْفَ سَتَصِلُونَ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَةِ الرَّائِعَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَة(وَاَمَّا كَلَامُ الْهَوَى؟ وَاَمَّا كَلَامُ الْعِشْقِ وَالْغَرَام؟ وَاَمَّا كَلَامُ الْبَاطِلِ؟ فَمَا اَخَفَّهُ عَلَى قُلُوبِكُمْ؟ وَمَا اَحْلَاهُ وَمَا اَلَذَّهُ وَمَا اَطْيَبَهُ حِينَمَا يَكُونُ عَسَلاً مَمْزُوجاً بِالسُّمِّ الزُّعَافِ الْقَاتِلِ الْبَطِيء؟ وَلَمْ يَعُدْ يُعْجِبُكُمْ كَلَامُ الْحَقِّ الْمُرّ؟ وَلَكِنَّهُ كَالدَّوَاءِ الْمُرِّ الَّذِي فِيهِ الشِّفَاءُ الْبَطِيءُ اَيْضاً؟ لِاَنَّكُمْ كَمَا تَحَمَّلْتُمْ حَلَاوَةَ الْمَعَاصِي وَتَجَرَّاْتُمْ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَتَجَاوَزْتُمْ كُلَّ الْخُطُوطِ الْحَمْرَاءِ فِيهَا؟ فَعَلَيْكُمْ اَيْضاً اَنْ تَتَحَمَّلُوا مَرَارَةَ الطَّاعَات ِحَتَّى تَعْتَادُواعَلَيْهَا؟ كَمَا يَعْتَادُ الَّذِي قَطَعَ الْاَطِبَّاءُ لَهُ رِجْلَهُ عَلَى رِجْلٍ صِنَاعِيَّةٍ جَدِيدَةٍ؟ فَانْقَطِعُوا اَنْتُمْ اَيْضاً عَنِ الْمَعَاصِي وَاعْتَادُوا عَلَى صِنَاعَةِ الطَّاعَاتِ مِنْ اَجْلِ اِرْضَاءِ الصَّانِعِ سُبْحَانَه؟ وَاِلَّا فمَا اَسْرَعَكُمْ اِلَى مَصِيرٍ اَسْوَدَ يَنْتَظِرُكُمْ؟ وَكُلَّمَا كَانَ هَذَا الْكَلَامُ مِنَ الْبَاطِلِ التَّافِهُ الْحَقِيرُ الْعَاهِرُ خَفِيفاً عَلَيْكُمْ تَعْشَقُهُ قُلُوبُكُمْ؟ كَانَتْ مَوَازِينِكُمْ عِنْدَ اللهِ اَخَفّ؟ حَتَّى تَصِلُوا اِلَى نَتِيجَةٍ وَعِيشَةٍ غَيْرِ رَاضِيَة؟ لِاَنَّكُمْ لَمْ تَعُودُوا تَزِنُونَ عِنْدَ اللهِ جَنَاحَ بَعُوضَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَمَّا مَنْ خَفّتْ مَوِازِينُهُ فَاُمُّهُ هَاوِيَة؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَا هِيَهْ؟ نَارٌ حَامِيَة( جَزَاءً وِفَاقاً لَكُمْ؟ كَمَا اَحْرَقَ كَلَامُ الْبَاطِلِ بِنَارِهِ قُلُوبَكُمْ؟ حَتَّى جَعَلَهَا حَامِيَةً مَلْهُوفَةً تَعْشَقُ مُمَارَسَةَ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْي؟وَبِالْعَكْسِ فَقَدْ يَكُونُ الْخَيْرُ الَّذِي قَدَّرَهُ سُبْحَانَهُ عَلَى اِنْسَانٍ مَا كَالْخَيْرِ الْكَثِيرِ مِنَ الْاَمْوَالِ وَالْاَوْلَادِ مَثَلاً هُوَ الشُّرُّ بِعَيْنِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَعَسَى اَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ( لِاَنَّ هَذِهِ النِّعْمَةَ الْعَظِيمَةَ وَالْخَيْرَ الْكَثِيرَ قَدْ يُعْمِيهِ وَيُطْغِيهِ وَيُنْسِيهِ ذِكْرَ اللهَ وَيَجْعَلُهُ يَسْتَغْنِي عَنِ الْمُنْعِمِ الْمُتَفَضِّلِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَلَّا اِنَّ الْاِنْسَانَ لَيَطْغَى اَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى( وَبِالتَّالِي يَكُونُ مِنَ الَّذِينَ{كَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى الله(عَنْهُمْ وَعَنْ عُبُودِيَّتِهِمْ لَهُ لِاَنَّهُمْ{نَسُوا اللهَ فَاَنْسَاهُمْ اَنْفُسَهُمْ(فَاَصْبَحَتْ قُلُوبُهُمْ خَاوِيَةً فَارِغَةً مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَعَشْعَشَتْ فِيهَا الشَّيَاطِينُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِين(مُلَازِمٌ لَهُ لَايَتْرُكُهُ اَبَداً اِلَّا اِذَا عَادَ اِلَى اللهِ وَاَصْلَحَ عَلَاقَتَهُ مَعَه؟ لَكِنْ لَابُدَّ مِنَ التَّنْبِيهِ اِلَى نَاحِيَةٍ مُهِمَّةٍ جِدّاً وَهُوَ عَدَمُ الْمُبَالَغَةِ كَثِيراً جِدّاً فِي مَوْضُوعِ الْاَخْذِ بِالْاَسْبَابِ اِلَى دَرَجَةِ التَّشَدُّدِ؟ لِاَنَّ بَنِي اِسْرَائِيلَ لَمَّا تَشَدَّدُوا فِي مَوْضُوعِ ذَبْحِ الْبَقَرَةِ شَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِمْ اَيْضاً؟ بِسَبَبِ تَعَنُّتِهِمْ وَعَنَادِهِمْ؟ وَكَانَ بِاِمْكَانِهِمْ اَنْ يَذْبَحُوا اَيَّةَ بَقَرَةٍ عَادِيَّةٍ؟ وَاَنَّهُمْ اَيْضاً حِينَمَا اَخَذُوا بِالْاَسْبَابِ الَّتِي تُوصِلُهُمْ اِلَى مَرْضَاةِ اللهِ؟ شَدَّدُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ اَيْضاً فَشَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَرَهْبَانِيّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ اِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانَ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا(وَاَنَّهُمْ اَيْضاً حِينَمَا شَدَّدُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ وَاَخَذُوا بِاَسْبَابٍ تَافِهَةٍ غَيْرِ شَرْعِيَّةٍ وَغَيْرِ صَحِيحَةٍ وَمُقْنِعَةٍ مِنَ التَّقَاعُسِ وَالتَّخَاذُلِ وَالْجُبْنِ وَالنُّكُولِ عَنْ قِتَالِ الْجَبَّارِينَ شَدَّدَ اللهُ عَلَيْهِمْ اَيْضاً وَجَعَلَ الْاَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ فِي اَحْلَامِهِمْ حِينَمَا{قَالَ فَاِنَّهَا مُحَرَّمَةُ عَلَيْهِمْ اَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الْاَرْض( وَقَدْ كَانَ بِاِمْكَانِهِ سُبْحَانَهُ اَنْ يَنْصُرَهُمْ بِاَضْعَفِ الْاَسْبَابِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى لِسَانِ رَجُلَيْنِ مِنَ الَّذِينَ {يَخَافُونَ اَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَاِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَاِنَّكُمْ غَالِبُون(بِمُجَرَّدِ دُخُولِكُمُ الْبَابَ؟فَلَا يَجُوزُ الْمُبَالَغَةُ فِي الْاَخْذِ بِالْاَسْبَابِ وَلَوْ كَانَتْ مِنَ الْاَسْبَابِ الَّتِي تُوصِلُنَا اِلَى مَرْضَاتِهِ سُبْحَانَهُ؟ وَلَوْ كَانَ رُكْناً مِنْ اَرْكَانِ الْاِسْلَامِ كَالْحَجّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام[يَا اَيُّهَا النَّاسُ اِنَّ اللهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا؟ فَقَالَ رَجُلٌ اَفِي كُلِّ عَامٍ يَارَسُولَ الله؟ فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ غَضَباً شَدِيداً ثُمَّ قَالَ لَهُ لَا وَاِنَّمَا فِي الْعُمُرِ مَرّةً وَاحِدَة وَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ ثُمَّ نَزَلَ قَوْلُهُ تَعَالَى{يَا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَاتَسْاَلُوا عَنْ اَشْيَاءَ اِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَاِنْ تَسْاَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا؟ قَدْ سَاَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ اَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِين(كَمَا حَدَثَ مَعَ بَعْضِ اَصْحَابِ الْمَائِدَةِ الَّذِينَ مَسَخَهُمُ اللهُ اِلَى خَنَازِير؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَلَّا نَذْكُرَ اللهَ اِلَّا قَلِيلاً كَالْمُنَافِقِين لَا؟ وَاِنَّمَا نَذْكُرُهُ سُبْحَانَهُ كَثِيراً دُونَ اَنْ يَسْتَغْرِقَ هَذَا الذّكْرُ اَوْقَاتَنَا كُلَّهَا اِلَى دَرَجَةِ اِلْغَاءِ دُرُوسِ الْعِلْمِ فِي جَمِيعِ اَوْقَاتِنَا؟ لِاَنَّ دُرُوسَ الْعِلْمِ هِيَ اَعْظَمُ ذِكْرٍ لِلهِ تَعَالَى؟ لِاَنَّهَا عَلَى الْاَقَلِّ تُعَلّمُنَا مَعْنَى الْاَذْكَارِ الَّتِي نَذْكُرُهَا صَبَاحاً وَمَسَاءً؟ وَمَعْنَى الدُّعَاءِ الَّذِي نَدْعُوه؟ وَمَعْنَى الْقُرْآنِ الَّذِي نَقْرَؤُه؟ وَاَلَّا نَكُونَ كَالْحَمِيرِ الَّتِي تَحْمِلُ كَثِيراً مِنَ الْكُتُبِ وَمَا فِيهَا مِنْ اَذْكَارٍ وَاَدْعِيَةٍ وَتَفَاسِيرَ وَفِقْهٍ فَوْقَ رَاْسِهَا وَلَاتَفْهَمُ مَا فِيهَا بِعَقْلِهَا؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنِّي اَتَّفِقُ مَعَكَ اَنَّ رَسُولَ اللهِ اَمَرَ بِالْاَخْذِ بِالْاَسْبَابِ فِي مَوْضُوعِ الزَّوَاج؟ وَذَلِكَ وَاضِحٌ فِي قَوْلِهِ{يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ(وَالْبَاءَةُ هِيَ تَكَالِيفُ الزَّوَاج؟ وَلَكِنَّنَا لَانَفْهَمُ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ اَبَداً اَنَّهُ يَدْعُو اِلَى الْمَبَالَغَةِ فِي الْاَخْذِ بِالْاَسْبَابِ الَّتِي تُسَاعِدُ عَلَى الزَّوَاجِ اِلَى دَرَجَةِ وَضْعِ الْمَشَاكِلِ وَالْعَرَاقِيلِ الْمَادِّيَّةِ الْكَبِيرَةِ فِي طَرِيقِ الزَّوَاجِ؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَ الْقَادِرِينَ مِنَ الاَغْنِيَاءِ عَلَى الْعَدْلِ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ اَلَّا يَتَاَخَّرُوا عَنِ الزَّوَاجِ بِهِنَّ؟ وَجَاءَ اَمْرُهُ سُبْحَانَهُ فِي آيَةِ سُورَةِ النِّسَاءِ بِكَلِمَةِ{فَانْكِحُوا(لَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَسْتَعْمِلْ هَذِهِ الْكَلِمَةَ مِنْ اَجْلِ الْفُقَرَاء؟ وَاِنَّمَا اَمَرَ الْقَادِرِينَ عَلَى مُسَاعَدَتِهِمْ مِنْ اَوْلِيَاءِ الْاُمُورِ مِنْ آبَائِهِمْ وَاُمَّهَاتِهِمْ وَاَرْحَامِهِمْ وَالْوُزَرَاءِ وَالْمَسْؤُولِينَ وَعَلَى رَاْسِهِمْ رَئِيسُ الدَّوْلَةِ؟ فَاِنَّهُ يَتَحَمَّلُ الْمَسْؤُولِيَّةَ الْكُبْرَى عِنْدَ اللهِ فِي تَزْوِيجِهِمْ؟ حَتَّى وَلَوْ لَمْ تَسْمَحْ مِيزَانِيَّةُ الدَّوْلَةِ؟ حَتَّى وَلَوِ اقْتَرَضَ قَرْضاً حَسَناً مِنْ اَجْلِ تَزْوِيجِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِهَؤُلاءِ الْاَوْلِيَاءِ جَمِيعِهِمْ{وَاَنْكِحُوا الْاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ اِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِه(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ لِلْفُقَرَاءِ{وَانْكِحُوا( كَمَا قَالَهَا لِلْاَغْنِيَاءِ الْقَادِرِينَ عَلَى الْعَدْلِ فِي التَّعَدُّدِ؟ وَاِنَّمَا جَعَلَ سُبْحَانَهُ مَسْؤُولِيَّةَ تَزْوِيجِ الْفُقَرَاءِ تَقَعُ عَلَى الْجَمِيعِ بَدْءاً مِنْ اَوْلِيَاءِ اُمُورِهِمْ؟ وَعَلَى رَاْسِهِمْ وَلِيُّ الْاَمْرِ الْحَاكِم[وَعَجِبْتُ لِمَنْ رَاَى الدُّنْيَا وَتَقَلُّبَهَا بِاَهْلِهَا ثُمَّ هُوَ يَطْمَئِنُّ اِلَيْهَا( نَعَمْ عَجِيبٌ اَمْرُ هَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي تَخْدَعُهُ هَذِهِ الدُّنْيَا بِزَخَارِفِهَا وَزِينَتِهَا وَمَفَاتِنِهَا وَاِغْرَاءَاتِهَا وَبِمَا فِيهَا مِنْ كُلِّ اَنْوَاعِ الْمُغْرَيَات؟ وَهُوَ يَرَى بِاُمِّ عَيْنَيْهِ كَيْفَ اَنَّ الدُّنْيَا تَتَقَلَّبُ بِاَهْلِهَا وَتَتَغَيَّر؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاِخْوَة؟هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا نَعِيشُهَا وَنَرَاهَا تَتَقَلَّبُ بِاَهْلِهَا مِنْ عُلُوٍّ اِلَى دُنُوّ؟ وَمِنْ دُنُوٍّ اِلَى عُلُوّ؟ وَنَحْنُ وَجِيلُنَا الْحَاضِرُ وَالْمَاضِي شَاهَدْنَا ذَلِكَ بِاُمِّ أعْيُنِنَا؟ اَنَّ اَقْوَاماً كَانُوا فِي الْاَعْلَى ثُمَّ صَارُوا فِي الْاَسْفَل؟ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ اخْتِبَاراً مِنَ اللهِ وَامْتِحَاناً لِقُوَّةِ اِيمَانِهِمْ؟ وَقَدْ يَكُونُ غَضَباً مُسَلَّطاً عَلَيْهِمْ لِاَنَّهُ{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ؟ بِمَا كَسَبَتْ اَيْدِي النَّاسِ؟ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا؟ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون(اَلْآيَة مِنْ سُورَةِ الرُّوم؟ وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ لِيُذِيقَهُمْ كُلَّ الَّذِي عَمِلُوا؟وَلَوْ قَالَهَا لَكَانَ ذَلِكَ حَقّاً وَعَدْلاً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَاتَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة(وَاِنَّمَا يُعَامِلُ اللهُ النَّاسَ بِفَضْلِهِ وَاِحْسَانِهِ وَرَحْمَتِهِ لَابَعَدْلِهِ الْمُطْلَق ابْتِدَاءً؟ وَاِنَّمَا بِبَعْضِ عَدْلِهِ سُبْحَانَه؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَايُرِيدُ لَهُمْ اَنْ يَنْقَرِضَ اَخْيَارُهُمْ وَاَشْرَارُهُمْ؟لَعَلَّ الْاَشْرَارَ يَرْجِعُونَ تَائِبِينَ نَادِمِينَ اِلَى الله؟ وَلَعَلَّ الْاَخْيَارَ يَسْتَدْرِكُونَ مَا فَاتَهُمْ مِنْ تَقْصِيرٍ فِي حَقِّ اللهِ كَمَا ذَكَرَتِ الْآيَة؟ وَلِذَلِكَ قَالَ سُبْحَانَهُ{لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُون(وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ لِيُذِيقَهُمْ كُلَّ الَّذِي عَمِلُوا؟ لَعَلَّ هَذِهِ الْاِذَاقَةَ لِبَعْضِ مَاعَمِلُوا تَكُونُ فَرْكَةَ اُذُنٍ لَهُمْ حَتَّى يَصْحُوا مِنْ غَفْلَتِهِمْ عَنِ الْمَصِيرِ الْاَسْوَدِ الَّذِي يَنْتَظِرُهُمْ فِي جَهَنَّمَ اِذَا لَمْ يَتُوبُوا؟قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ لَايُعَامِلُنَا سُبْحَانَهُ بِعَدْلِهِ ابْتِدَاءً ثُمَّ يَاْمُرُنَا اَنْ نَتَعَامَلَ فِيمَا بَيْنَنَا بِالْعَدْل؟ بَلْ مَعَ عَدُوِّنَا الَّذِي نَكْرَهُهُ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ اِلَى الْاَسْرَى؟ بَلْ مَعَ آبَائِنَا وَاُمَّهَاتِنَا وَاَبْنَائِنَا وَاَرْحَامِنَا بِالْعَدْلِ وَبِشَهَادَةِ الْعَدْلِ وَالْحَقِّ وَلَوْ كَانَتْ ضِدَّهُمْ؟حَتَّى وَلَوْ كُنَّا نُحِبُّهُمْ وَنُشْفِقُ عَلَيْهِمْ؟ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا فُقَرَاءَ ضُعَفَاء؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ قُلُوبُنَا لَاتُطَاوِعُنَا عَلَى اِلْحَاقِ الْاَذَى بِهِمْ وَلَوْ بِشَهَادَةِ عَدْلٍ ضِدَّهُمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنْ يَكُنْ غَنِيّاً اَوْ فَقِيراً فَاللهُ اَوْلَى بِهِمَا(لَانَحْنُ وَلَا قُلُوبُنَا وَلَنْ نَكُونَ اَرْحَمَ مِنَ اللهِ عَلَيْهِمْ{فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى اَنْ تَعْدِلُوا(حَتَّى وَلَوْ اَوْصَلْنَاهُمْ اِلَى حَبْلِ الْمِشْنَقَةِ بِشَهَادَتِنَا الْحَقِّ الْعَادِلَةِ ضِدَّهُمْ؟حَتَّى وَلَوْ شَهِدْنَا عَلَى اَنْفُسِنَا وَوَصَلْنَا مَعَهُمْ اِلَى الْمَوْتِ كَمَا حَصَلَ مَعَ مَاعِز وَالْغَامِدِيَّة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَاْمُرُنَا اَنْ نَاْكُلَ وَاَنْ نَشْرَبَ مِنْ دُونِ اِسْرَافٍ وَلَكِنَّهُ الصَّمَدُ الَّذِي لَايَاْكُلُ وَلَايَشْرَب؟وَيَاْمُرُنَا اَنْ نَنَامَ وَلَكِنَّهُ{لَاتَاْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَانَوْم(وَيَاْمُرُنَا عَزَّ وَجَلَّ اَنْ نَتَزَوَّجَ وَلَكِنَّهُ{لَايَتَّخِذُ صَاحِبَةً وَلَا وَلَداً(وَلَوِ اسْتَعْمَلَ سُبْحَانَهُ مَعَنَا الْعَدْلَ الْمُطْلَقَ فَلَيْسَ ذَلِكَ مِنْ مَصْلَحَتِنَا اَبَداً؟ وَلَوِ اسْتَعْمَلَ سُبْحَانَهُ ذَرّةً وَاحِدَةً فَقَطْ صَغِيرَةً جِدّاً مِنْ عَدْلِهِ سُبْحَانَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ اِنْسَانٍ يَرْفُضُ دُخُولَ الْجَنَّةِ اِلَّا بِعَمَلِهِ وَكَاَنَّهُ لايُرِيدُ مِنَ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ مِنَّةَ عَلَيْهِ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ اَبَداً بِعَمَلِهِ الْمُجَرَّدِ عَنْ رَحْمَةِ الله؟ لِاَنَّ الْعَدْلَ يَقُولُ اَنْ نَضَعَ عَمَلَهُ فِي كَفَّةِ مِيزَان؟ وَنِعْمَةَ بَصَرِهِ فَقَطْ فِي كَفَّةٍ اُخْرَى؟فَمَهْمَا كَانَ قَدْ عَمِلَ فِي حَيَاتِهِ الدُّنْيَا فَلَنْ يَسْتَطِيعَ اَنْ يُكَافِىءَ خَالِقَهُ عَلَى نِعْمَةِ الْبَصَرِ فَقَطْ؟ وَنَحْنُ اِلَى الآن مَا زِلْنَا فِي مُسْتَوَى نِعْمَةِ الْبَصَرِ مِنْ اَجْلِ تَحْقِيقِ الْعَدْلِ مَعَ هَذَا الْاِنْسَان؟ وَلَمْ نَدْخُلْ اِلَى الآن اِلَى مُسْتَوى نِعَمِهِ سُبْحَانَهُ الَّتِي لاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟فَكَيْفَ سَيُكَافِىءُ هَذَا الْاِنْسَانُ خَالِقَهُ عَلَى مُسْتَوَى هَذِه النِّعَمِ الْهَائِلَة؟ وَمَا اسْتَطَاعَ اَنْ يُكَافِىءَ رَبَّهُ وَلَنْ يَسْتَطِيعَ اَبَداً عَلَى نِعْمَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ وَهِيَ بَصَرُهُ؟ وَهُمَا عَيْنَاهُ حَبِيبَتَاه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَنَا اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ بَعِضِنَا بِالْعَدْلِ؟ لِاَنَّنَا قَدْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نُكَافِىءَ بَعْضَنَا بِمُجَرَّدِ الْعَدْلِ؟ وَاِلَّا فَبِالْاِحْسَان؟ وَاِلَّا بِهِمَا مَعاً؟اِلَّا الْوَالِدَيْن؟ وَخَاصَّةً الْاُم؟ فَلَنْ تَسْتَطِيعَ اَخِي اَنْ تُكَافِئَهَا عَلَى طَلْقَةٍ واحدة فَقَطْ مِنْ طَلْقَاتِهَا اَوْ وَجَعٍ وَاحِدٍ فَقَطْ مِنْ اَوْجَاعِهَا وَقَدِ اقْتَرَبَتْ بِهِ مِنَ الْمَوْتِ عِنْدَ وِلَادَتِهَا لَك؟ حَتَّى وَلَوْ حَمَلْتَهَا عَلَى ظَهْرِكَ وَطُفْتَ بِهَا الْكَعْبَة الْمُعَظَّمَةَ الْمُشَرَّفَة؟ بَلْ حَتَّى وَلَوْ طُفْتَ بِهَا الدُّنْيَا كُلَّهَا؟وَمَعَ ذَلِكَ فَلَنْ يُضِيعَ اللهُ لَكَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ تَعَبِكَ مِنْ اَجْلِ بِرِّهِمَا وَالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا؟ وَهُمَا مَخْلُوقَانِ مِثْلُكَ؟ وَاَنْتَ مَخْلُوقٌ مِثْلُهُمَا؟وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي لاتَسْتَطِيعُ اَنْ تُكَافِئَهُمَا؟فَكَيْفَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُكَافِىءَ خَالِقَهُمَا وَهُوَ اَرْحَمُ عَلَيْكَ مِنْهُمَا بِرَحْمَةٍ هَائِلَةٍ{وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء(فَهَلْ وَسِعَتْ رَحْمَةُ وَالِدَيْكَ عَلَيْكَ بِالْقَدْرِ الَّذِي وَسِعَتْهُ رَحْمَةُ الله؟ وَهُوَ سُبْحَانَهُ هُوَ الَّذِي اَعْطَى جُزْءاً صَغِيراً جِدّاً مِنْ رَحْمَتِهِ لَهُمَا حَتَّى يَرْحَمَاكَ؟ وَلَمْ يَبْخَلْ بِذَلِكَ عَلَى الْوُحُوشِ اَيضاً حَتَّى تَرْحَمَ اُنْثَى الْوَحْشِ وَلَدَهَا؟وَلَوْلَا ذَلِكَ لَاَكَلَتْهُ فِي لُقْمَةٍ وَاحِدَة؟ وِلِذَلِكَ اَخِي وَبِسَبَبِ هَذِهِ الرَّحْمَةِ الَّتِي وَهَبَهَا سُبْحَانَهُ لَهُمَا اَمَرَكَ اَيُّهَا الْوَلَدُ اَنْ تَتَوَاضَعَ لَهُمَا وَكَانَ مُرَادُهُ مِنْكَ سُبْحَانَهُ فِي الْحَقِيقَةِ اَنْ تَتَوَاضَعَ لِلرَّحْمَةِ الَّتِي اَعْطَاهَا سُبْحَانَهُ لَهُمَا مِنْ اَجْلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة(لِاَنَّهُمَا اَيْضاً بِحَاجَةٍ اِلَى رَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ كَمَا اَنْتَ بِحَاجَة وَلِذَلِكَ{قُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَمَرَ بِالْعَدْلِ وَالْاِحْسَانِ مَعاً؟ لِاَنَّ هُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَنْفَعُ مَعَهُ الْعَدْلُ فَقَط وَيَقْتَنِعُ بِمَا قَسَمَهُ اللهُ لَهُ وَلايُرِيدُ اَكْثَرَ مِنْ حَقّهِ وَيَخْضَعُ لِلْحَقِّ مِنْ خِلَالِ عَقْلِهِ وَقَلْبِه؟ وَهُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَايَكْتَفِي بِالْعَدْلِ بَلْ يُرِيدُ اَكْثَرَ مِنْ حَقِّهِ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَخْضَعَ لِلْحَقِّ اِلَّا مِنْ خِلَالِ بَطْنِهِ؟ وَلِذَلِكَ اَمَرَ اللهُ بِالْاِحْسَانِ اِلَى اَمْثَالِ هَؤُلاءِ وَهُوَ الزِّيَادَةُ عَلَى الْعَدْلِ؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانُوا مِنَ الطّلَقَاءِ وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ؟ وَخَاصَّةً اِذَا كَانَتْ دَوْلَةُ الْاِسْلَامِ ضَعِيفَةً تَحْتَاجُ اِلَى اَمْثَالِهِمْ؟وَهُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَنْ لَايَنْفَعُ مَعَهُ اِلَّاالْعَدْلُ وَالْاِحْسَانُ مَعاً؟ لِاَنَّهُ يَشْعُرُ بِغَضَاضَةٍ فِي كُلِّ مَرَّةٍ يَعْمَلُ بِهَا وَلَايَاْخُذُ اَكْثَرَ مِنْ حَقّه؟ وَلِذَلِكَ جَاءَ الْاِسْلَامِ بِنِظَامِ الْحَوَافِزِ وَالْمُكَافَآتِ التَّشْجِيعِيَّةِ مِنْ اَجْلِ تَشْجِيعِ اَمْثَالِ هَذَا الْاِنْسَانِ الْعَامِلِ عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الْاِنْتَاجِ وَالْعَمَل؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الْعَدْلُ اَيْضاً مِنَ الْاَسْبَابِ الَّتِي تَصِلُ بِنَا اِلَى مَرْضَاةِ الله؟وَمَعَ ذَلِكَ فَلَايَجُوزُ اسْتِعْمَالُ الْعَدْلِ دَائِماً مُنْفَصِلاً عَنِ الْاِحْسَانِ وَاِلَّا{اُحْضِرَتِ الْاَنْفُسُ الشُّحّ(وَاِلَّا انْتَشَرَتْ فَحْشَاءُ الْبُخْلِ فِي الْمُجْتَمَع ِالْاِنْسَانِيِّ وَعَمَّتْ وَطَمَّتْ؟ وَلِذَلِكَ نَبَّهَنَا سُبْحَانَهُ بَعْدَهَا اِلَى الْاِحْسَانِ فَوْراً فِي نَفْسِ الْآيَةِ بِقَوْلِه {وَاِنْ تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا(وَلَوْ اَرَادَ سُبْحَانَهُ اَنْ يَتَشَدَّدَ فِي مَوْضُوعِ الْعَدْلِ مَا تَسَامَحَ فِي عَدَمِ الْعَدْلِ الْقَلْبِيِّ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ اَبَداً؟ وَلَمَا سَمَحَ بِتَعَدُّدِ الزَّوْجَاتِ مِنْ اَصْلِهِ لِلْقَادِرِ عَلَيْه؟وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ تَسَامَحَ مَعَ عَدَمِ الْعَدْلِ الْقَلْبِيّ؟لِاَنَّ الزَّوْجَ لَايَسْتَطِيعُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَبَداً اَنْ يُوَزِّعَ اَحَاسِيسَهُ وَمَشَاعِرَهُ بِالْعَدْلِ وَالتَّسَاوِي الدَّقِيقِ بَيْنَ زَوْجَاتِهِ وَلَابَيْنَ اَوْلَادِهِ؟ لِاَنَّ الرَّجُلَ لَايَمْلِكُ اَنْ يَتَحَكَّمَ فِي دَقَّاتِ قَلْبِهِ؟ فَكَيْفَ يَمْلِكُ التَّحَكُّمَ فِي مَشَاعِرِهِ الَّتِي تَاْتِيهِ رَغْماً عَنْهُ؟بَلْ اِنِّي وَاللهِ الَّذِي لَا اِلَهَ اِلَّا هُوَ لَاَعْجَبُ مِنْ اَمْرِ اِخْوَانِنَا مِنَ الاَنْصَارِ حِينَمَا شَارَكُوا اِخْوَانَهُمْ مِنَ الْمَهَاجِرِينَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ اَجْمَعِينَ فِي الْمَاْكَلِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ وَالْمَسْكَنِ؟ ثُمَّ قَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ بِالْعَدْل؟ وَلَمْ يَكْتَفُوا بِالْعَدْلِ بَلْ بِالْاِحْسَانِ اَيْضاً؟وَيَا لَيْتَ عَجَبِي يَتَوَقَّفُ؟ بَلْ اِنَّ الْاَنْصَارِيَّ اَرَادَ اَنْ يُشَارِكَهُ اَخُوهُ الْمُهَاجِرُ فِي اَحَاسِيسِهِ وَمَشَاعِرِهِ اَيْضاً وَكَانَ يَقُولُ لَهُ يَا اَخِي سَاُطَلّقُ لَكَ اِحْدَى زَوْجَاتِي حَتَّى تَنْقَضِيَ عِدَّتُهَا ثُمَّ تَتَزَوَّجَهَا؟ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّ اُخُوَّةَ الْاِيمَانِ اَقْوَى بِكَثِيرٍ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّة؟عَلَيْكُمْ اَنْ تَتَنَبَّهُوا اِلَى ذَلِكَ جَيّداً يَا اَهْلَ السُّنَّة وَتَكُونُوا جَمِيعاً عَلَى قَلْبِ اَوْ طَريقَةِ رَجُلَيْنِ تَحَابّا فِي اللهِ اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْه؟ اِنَّهَا الْجَرِيمَةُ الْكُبْرَى عِنْدَ اللهِ اَنْ تَخْذُلُوا اِخْوَاناً لَكُمْ مَظْلُومِينَ مُبَارَكِينَ فِي اَرضِ الشَّامِ الْمُبَارَكَة بِمَا فِيهَا مِنْ سُورِيّا وَ فِلَسْطِينَ وَلُبْنَانَ وَالْاُرْدُنّ حَتَّى وَلَوْ كَانُوا غَيْرَ مُسْلِمِين؟ اِنَّهُ الْاِيثَارُ الَّذِي تَحَقَّقَ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي تَارِيخِ الْبَشَرِيَّةِ فِي مَدِينَةٍ طَالَمَا كَانَ يَحْلُمُ بِهَا عُظَمَاءُ الْفَلَاسِفَةِ وَمِنْهُمْ اَفْلَاطُون؟اِنَّهَا الْمَدِينَةُ الْفَاضِلَةُ الَّتِي لَنْ تَتَكَرَّرَاِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنْ يُفْصِحَ الزَّوْجُ بِاسْتِهْتَارٍعَنْ مَشَاعِرِهِ بَيْنَ زَوْجَاتِهِ وَخَاصَّةً اَمَاَم اَوْلَادِهِ اَنَّهُ يُحِبُّ وَلَداً اَكْثَرَ مِنَ الْآخَر؟ لَا اِيَّاكَ يَا اَخِي اَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ يَنْتُجُ عَنْ ذَلِكَ عَدَاوَةٌ شَدِيدَةٌ وَقَطِيعَةُ رَحِمٍ اَبَدِيَّةٍ بَيْنَ الْاَخِ وَاَخِيهِ بِسَبَبِ الْغَيْرَةِ وَالْحَسَدِ مِنْ حُبِّكَ لِاَحَدِهِمَا دُونَ الْآخَرِ اَوْ اَنَّكَ تُحِبُّهُ اَكْثَرَ مِنْهُ؟ اِيَّاكَ اَخِي الْاَب؟ اِيَّاكَ اَنْ تَكُونَ سَبَباً فِي قَطِيعَةِ الْاَرْحَامِ فَتُصْبِحَ عِنْدَ اللهِ مَلْعُوناً اَصَمَّ وَاَعْمَى عَنْ قَبُولِ الْحَقّ؟ وَلِذَلِكَ تَسَامَحَ سُبْحَانَهُ وَعَفَا عَنْ عَدَمِ الْعَدْلِ الْقَلْبِيِّ بَيْنَ الزَّوْجَاتِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا اَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَة( وَاَمَّا عَدَمُ الْعَدْلِ الْمَادِّيِّ فَلَمْ يَتَسَامَحْ فِيهِ سُبْحَانَهُ اَبَداً بَيْنَ الزَّوْجَاتِ اَوِ الاَوْلَاد؟وَلِذَلِكَ بِمُجَرَّدِ خَوْفِ الزَّوْجِ مِنْ عَدَمِ الْعَدْلِ عَلَيْهِ اَنْ يَعْمَلَ فَوْراً بِقَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً اَوْ مَا مَلَكَتْ اَيْمَانُكُمْ(وَهُنَاكَ مِنَ النَّاسِ مَعَ الْاَسَفِ مَنْ لَا يُعْجِبُهُمْ وَلَا يَنْفَعُ مَعَهُمْ عَدْلٌ وَلَا اِحْسَان؟ وَلِذَلِكَ قَامُوا بِقَتْلِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الثَّلَاثَة؟ ثُمَّ قَتَلُوا حَفِيدَيْ رَسُولِ اللهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْن؟ وَقَدْ كَانُوا جَمِيعاً يَسْتَعْمِلُونَ الْعَدْلَ وَالْاِحْسَانَ مَعاً مَعَ رَعِيَّتِهِمْ؟ وَلَكِنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ جَمِيعاً رَاَى اَنَّ دَوْلَةَ الْاِسْلَامِ اَصْبَحَتْ قَوِيَّةً جِدّاً؟ فَلَا حَاجَةَ اِلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الْاِحْسَانِ اِلَى الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَالطُّلَقَاءِ؟ وَلِذَلِكَ اسْتَعْمَلَ مَعَهُمُ الْعَدْلَ؟ ثُمَّ قَالَ مَقُولَتَهُ الْمَشْهُورَةَ لَا اُسَوِّي فِي الْعَطَاءِ بَيْنَ مَنْ حَارَبَ مَعَ رَسُولِ اللهِ وَبَيْنَ مَنْ حَارَبَ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَقَدْ كَانَ مُبَالِغاً فِي الْاِحْسَانِ اِلَى هَؤُلَاء؟ لِاَنَّ مُعْظَمَهُمْ مِنْ اَرْحَامِهِ مِنْ بَنِي اُمَيَّة؟ وَاللهُ سُبْحَانَهُ كَمَا يَقُولُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَمَرَهُ بِصِلَةِ الْاَرْحَامِ وَالنَّفَقَةِ عَلَيْهِمْ اِلَى حُدُودِ الثُّلُث؟ وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْوَصِيَّة؟ فَمِنْ بَابِ اَوْلَى اَنْ يَكُونَ كَثِيراً اَيْضاً فِي النَّفَقَةِ وَالْهِبَةِ وَالْهَدِيَّةِ وَالْعَطَاء؟ وَاَمَّا الْخَوَارِجُ فَقَدْ كَانُوا يَقُولُونَ مَقَالَةً عَادِلَةً وَهِيَ قَوْلُهُمْ لَاحُكْمَ اِلَّا لِله؟ وَلَكِنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَخْلُطُوا بِهَا اَوْرَاقَ الْحَقِّ مَعَ اَوْرَاقِ الْبَاطِل؟لِاَنَّهُمْ يُرِيدُونَ بِهَا الْاِضْرَارَ بِاِنْسَانٍ عَادِلٍ هُوَ خَلِيفَةُ اللهِ فِي اَرْضِهِ؟ كَمَا يُرِيدُ الْمُنَافِقُونَ الاِضْرَارَ مِنْ بِنَائِهِمْ لِمَسْجِدِ الضِّرَار؟ اِنَّهُ الْاِمَامُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ وَلَطَالَمَا اَحْسَنَ اِلَيْهِمْ؟ وَقَدْ كَانُوا يُرِيدُونَ خَلْعَهُ مِنَ الْخِلَافَةِ بِغَيْرِ حَقّ؟ ثُمَّ قَتَلُوهُ؟ لِاَنَّهُمْ لَمْ يُعْجِبْهُمْ عَدْلٌ وَلَا اِحْسَان؟ كَمَا لَمْ يُعْجِبْ قَتَلَةَ عُثْمَانَ عَدْلٌ وَلَا اِحْسَانٌ وَلَا اِيتَاءُ ذِي قُرْبَى؟ وَلَمْ يَكُنْ ذَنْبُهُ الْوَحِيدُ بِنَظَرِهِمْ اِلَّا اَنَّهُ كَانَ كَصِهْرِهِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا وَقّافاً عِنْدَ كِتَابِ اللهِ الَّذِي يَاْمُرُ بِالتَّحْكِيمِ مِنْ اَجْلِ حَقْنِ دِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْخَوَارِجَ لَعِبُوا دَوْرَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ الَّتِي يَجِبُ قِتَالُهَا؟ لِاَنَّها لَمْ تُفَكِّرْ اِلَّا تَفْكِيراً شَيْطَانِيّاً جَعَلَهَا تُكَفّرُ كُلَّ مَنْ حَوْلَهَا حَتَّى مُرْتَكِبَ الْكَبِيرَةِ اِذَا لَمْ يَعْتَقِدْ بِاِبَاحِيَّتِهَا؟ وَلَمْ يَكْفِهَا اَنَّهَا كَانَتْ تَنْطِقُ بِكَلِمَةِ حَقٍّ اَرَادَتْ مِنَهَا الْبَاطِل؟ بَلْ لَمْ تَتْرُكْ مَجَالاً لِلصُّلْحِ بَيْنَ جَيْشِ عَلِيٍّ وَمُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؟ وَلَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ عَلِيٍّ وَجَيْشِهِ الَّذِي بَقِيَ مَعَهُ مِنَ الْمُؤَيِّدِينَ لِعَدَالَتِهِ وَاِحْسَانِهِ؟ بَلْ اَصْبَحَ الْخَوَارِجُ مِنَ الْمُنْشَقّيِنَ الْمُعَارِضِينَ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَلَمْ يَكُونُوا يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ مِنَ الْفِئَةِ الْبَاغِيَةِ الَّتِي فَاءَتْ وَرَجَعَتْ اِلَى اَمْرِ اللهِ كَمَا حَصَلَ مَعَ جَيْشِ مُعَاوِيَةَ حَتَّى تَنَازَلَ لَهُ الْحَسَنُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَاعَنِ الْخِلَافَةِ حَقْناً لِدِمَاءِ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً؟ لِاَنَّ مُعَاوِيَةَ كَانَ جَدِيراً بِهَا؟ لِاَنَّهُ فَاءَ وَرَجَعَ عَنْ خَطَئِهِ اِلَى اَمْرِ الله؟ فَكَانَ بِذَلِكَ مِنَ الَّذِينَ قَالَ اللهُ فِيْهِمْ{اِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوا اِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَاِذَا هُمْ مُبْصِرُون(وَهَكَذَا كَانَ بَنُو اُمَيَّةَ فِئَةً مُؤْمِنَة؟ وَلَكِنَّهَا بَاغِيَة؟ وَلَكِنَّهَا اَصْبَحَتْ تَفِيءُ وَتَرْجِعُ اِلَى اَمْرِ اللهِ فِي عَهْدِ مُعَاوِيَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ حَتَّى اَتَى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ رَجَعَ فِيهِ بَنُو اُمَيَّةَ اِلَى سَابِقِ عَهْدِهِمْ مِنَ الْبَغْيِ الَّذِي نَهَى عَنْهُ سُبْحَانَهُ فِي قَوْلِهِ{وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ(مِمَّا جَعَلَ الْحُسَيْنَ يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى مَاتَ شَهِيداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَذَلِكَ امْتِثَالاً لِاَمْرِ اللهِ{فَاِنْ بَغَتْ اِحْدَاهُمَا عَلَى الْاُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ اِلَى اَمْرِ الله(وَمَا فَاؤُوا وَمَا رَجَعُوا اِلَى اَمْرِ اللهِ وَلَا اِلَى صَوَابِهِمْ حَتَّى جَاءَ عَهْدُ الْخَلِيفَةِ الْاُمَوِيِّ الْعَادِلِ الْعَظِيم عَمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟؟وَقَدْ كَانَ قَوْمٌ فِي الْاَسْفَلِ ثُمَّ صَارُوا فِي الْاَعْلَى؟ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ اَيْضاً اخْتِبَاراً مِنَ اللهِ وَامْتِحَاناً لَهُمْ؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَشْكُرُوهُ سُبْحَانَهُ عَلَى هَذَا الْعُلُوِّ وَاَنْ يَظَلُّوا مُتَوَاضِعِينَ لِعَظَمَتِهِ مَهْمَا حَصَلَ لَهُمْ مِنْ هَذَا الْعُلُوِّ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَاِذْ تَاَذّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَاَزِيدَنَّكُمْ؟ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ اِنَّ عَذَابِي لَشَدِيد(وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ اخْتِبَاراً لَهُمْ يَخْتَبِرُهُمْ بِهِ سُبْحَانَه؟هَلْ يَشْكُرُونَ اَمْ يَكْفُرُونَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ سُلَيْمَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام{قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي اَاَشْكُرُ اَمْ اَكْفُر(فَاِذَا كَفَرُوا فَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ مَكْرًا وَاسْتِدْرَاجاً لَهُمْ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ حَتَّى يَصِلُوا اِلَى اَعْلَى قِمَّةٍ فِي الْعُلُوِّ فَيَهْوِي بِهِمْ فِي اَسْفَلِ سَافِلِينَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اَمَّنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّم {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَايَعْلَمُون( لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ اِذَا اَرَادَ اَنْ يَنْتَقِمَ مِنْ اِنْسَانٍ اَوْ اُنَاسٍ فَاِنَّهُ لَايَاْتِيهِمْ بِالْعَذَابِ مِنْ دُنُوٍّ مِنْ اَسْفَلَ مِنْهُمْ وَهُمْ ضُعَفَاء مُجَرَّدُونَ مِنَ السِّلَاحِ اللَّائِقِ الَّذِي سَيُحَارِبُونَ بِهِ الله؟ حَتَّى اَنَّ الْمُرَابِي يُقَالُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ خُذْ سِلَاحَكَ لِلْحَرْب؟ لِاَنَّ ذَلِكَ لايَلِيقُ بِجَلَالِهِ سُبْحَانَهُ وَهُوَ اَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّة اَنْ يُجَرِّدَهُمْ مِنَ السِّلَاح؟ بَلْ يَقْبَلُ التَّحَدِّي لَهُمْ ثُمَّ يُرْخِي لَهُمُ الْحَبْلَ شَيْئاً فَشَيْئاً حَتَّى يُصْبِحُوا جَبَّارِينَ اَقْوِيَاء؟ وَقَدْ تَجَاوَزُوا كُلَّ الْخُطُوطِ الْحَمْرَاءِ لِحُدُودِ اللهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ قَوْمِ لُوطٍ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام{فَلَمَّا جَاءَ اَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ؟ فَاَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ؟ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ؟ وَاَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَايَشْعُرُون (وَاَقُولُ وَباِللهِ التَّوْفِيق؟ فِي هَذِهِ الْآيَةِ اَتَاهُمُ اللهُ مِنْ اَسْفَلَ مِنْهُمْ نَعَمْ؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ كَانَ يَسْتَهْدِفُ السَّقْفَ مِنْ فَوْقِهِمْ حَتَّى يِخِرَّ عَلَيْهِمْ؟ فَلَا حُجَّةَ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الآيَةِ عَلَى الْكَلَامِ الَّذِي ذَكَرْتُه؟ وَكَذَلِكَ الْحَالُ اَخِي مَعَ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَاَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطّيْرُ اَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق (فَاِنَّ هَلَاكَ الْمُشْرِكِ اَيْضاً فِي هَذِهِ الْآيَةِ بَدَأ مِنَ الْاَعْلَى اِلَى الْاَسْفَل؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِوَلَدِ نُوحٍ عَلَى اَبِيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام حِينَمَا قَالَ {سَآوِي اِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء(حَتَّى اَهْلَكَهُ اللهُ قَبْلَ اَنْ يَصِلَ اِلَى اَعْلَى الْجَبَل؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِفِرْعَوْنَ حِينَمَا جَعَلَ اللهُ الْاَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ غَرَقاً وَهَلَاكاً وَدَمَاراً بَعْدَ اَنْ كَانَتْ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِ مَنْظَراً رَائِعاً جَذّاباً وَجِنَاناً وَنَعِيماً؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِقَارُونَ بَدَاَ اللهُ اِهْلَاكَهُ مِنَ الْاَعْلَى اِلَى الْاَسْفَلِ قَائِلاً{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْاَرْض(وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ اِلَى الصَّيْحَةِ وَالْحَصْبَاءِ فَاِنَّهُمَا كَانَا يَاْتِيَانِ الظَّالِمِينَ مِنَ الْاَعْلَى قَبْلَ اِهْلَاكِهِمْ بِهِمَا؟وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِعَذَابِ{يَوْمِ الظّلَّةِ اِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيم(جَاءَهُمْ اَيْضاً مِنَ الْاَعْلَى؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ تَقُولُ صُحُفُ اِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام [وَعَجِبْتُ لِمَنْ آمَنَ بِالْحِسَابِ ثُمَّ لَايَعْمَل( عَجَبٌ لِاَمْرِ هَذَا الْاِنْسَانِ الَّذِي يَعْلَمُ اَنَّ اللهَ سَيُحَاسِبُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ لايَعْمَلُ عَمَلاً صَالِحاً يُقَرِّبُهُ اِلَى اللهِ تَعَالَى زُلْفَى وَحُسْنَ مَآب؟ اَمَا يَكْفِيهِ اَنَّهُ حَتَّى لَوْ عَمِلَ وَمَهْمَا عَمِلَ مِنَ الْخَيْرِ فَلَنْ يَسْتَطِيعَ اَنْ يُكَافِىءَ خَالِقَهُ عَلَى مُسْتَوى نِعْمَةِ الْبَصَرِ الَّتِي اَنْعَمَهَا عَلَيْهِ سُبْحَانَه؟ فَكَيْفَ سَيُكَافِئُهُ عَلَى مُسْتَوَى بَقِيَّةِ النِّعَمِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى؟ فَمَا بَالُ هَذَا الْاِنْسَانِ لَايَعْمَل؟ وَاللهُ يَقْبَلُ الْقَلِيلَ مِنَ الْعَمَل؟ بَلْ يَقْبَلُ سُبْحَانَهُ الذَّرَّةَ الصَّغِيرَةَ مِنَ الْعَمَلِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَهُ(وَلَيْسَ مَعْنَى اَنَّهُ يَقْبَلُ الْقَلِيلَ مِنَ الْعَمَلِ مَا يَفْهَمُهُ بَعْضُ الْحَمْقَى الْمُغَفَّلِينَ مِنَ النَّاسِ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ عَنْ فُلَانَةٍ اَنَّهَا قَلِيلَةُ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَلَكِنَّهَا تُحْسِنُ اِلَى جِيرَانِهَا؟ فَقَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ هِيَ فِي الْجَنَّة(فَلَيْسَ مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ اَبَداً اَنَّهَا لَاتَاْتِي بِمَا افْتَرَضَهُ اللهُ عَلَيْهَا اِلَّا قَلِيلاً لَا؟ وَلَكِنَّهَا تَاْتِي بِجَمِيعِ مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْهَا مِنَ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ عَلَى اَكْمَلِ وَجْهٍ وَاَحْسَنِهِ؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَهِيَ قَلِيلَةُ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ فِي النَّوَافِلِ وَمِنْهَا سُنَنُ الرَّوَاتِب وَلَيْسَ فِي الْفَرَائِضِ كَمَا يَفْهَمُ الْاَغْبِيَاء؟ وَفِي اَحَادِيثَ وَرِوَايَاتٍ اُخْرَى[عَجِبْتُ لِاِنْسَانٍ يَعْلَمُ اَنَّ الشَّيْطَانَ يَقُودُهُ اِلَى النَّارِ فَيُطِيعُه؟وَعَجِبْتُ لِاِنْسَانٍ يُؤْمِنُ اَنَّ اللهَ تَعَالَى يَاْخُذُ بِهِ اِلَى الْجَنَّةِ فَيَعْصِي رَبَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِنْسَان؟ اَللهُ تَعَالَى يَدْعُوكَ اِلَى الْجَنَّةِ فَتَتَفَلَّتَ وَتَتَمَلَّصَ مِنْ اَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيه؟ وَالشَّيْطَانُ يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ اَصْحَابِ السَّعِيرِ فَيُطِيعُونَهُ اَمْراً وَنَهْياً؟ وَكُلُّ ذَلِكَ مِنَ الْاَعَاجِيبِ الَّتِي تَفْرِضُ نَفْسَهَا عَلَى الْاِنْسَانِ اِذَا ابْتَعَدَ عَنِ الْاِيمَانِ الْخَالِصِ لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ اَللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ اَحْسَنَه؟آمين؟ نَعَمْ اَيُّهَا الِاخْوَةُ الْكِرَام اِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ غَالِبٌ غَيْرُ مَغْلُوب؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سَرِيعُ الْحِفْظِ؟ وَلَكِنَّهُ سَرِيعُ النِّسْيَانِ اَيْضاً اِذَا لَمْ يَتَعَهَّدْهُ الاِنْسَانُ بِالرُّجُوعِ اِلَيْهِ وَمُذَاكَرَتِهِ وَمُدَارَسَتِهِ؟ اَحْيَاناً يَاْتِي خَطِيبُ الْجُمُعَةِ وَيَصْعَدُ عَلَى الْمِنْبَرِ مِنْ اَجْلِ شَرْحِ آيَة؟ وَيُكَرِّرُهَا ثُمَّ يَنْزِلُ مِنْ اَجْلِ اَدَاءِ الصَّلَاة؟ فَاِذَا بِهِ يَقْرَؤُهَا ثُمَّ يُخْطِىءُ بِهَا؟ لِيُشْعِرَكَ اللهُ اَنَّكَ مَهْمَا زَعَمْتَ لِنَفْسِكَ بِاَنَّكَ حَافِظٌ لِلْقُرْآنِ؟ فَاِنَّكَ مَعَ ذَلِكَ تُخْطِىءُ فِي آيَةٍ قَدْ تُكَرِّرُهَا عَلَى النَّاسِ كُلَّ يَوْمٍ اَوْ فِي كُلِّ خُطْبَةِ جُمُعَةٍ؟ وَذَلِكَ حَتَّى لَايَغْتَرَّ الْمُؤْمِنُ بِعِلْمِهِ اَوْ بِنَفْسِهِ؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ مِنْ اَحَدِ الاِخْوَةِ يَسْاَلُ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم( وَكَلِمَةُ آتَيْنَاكَ بِمَعْنَى اَعْطَيْنَاكَ وَمَنَحْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ شَيْئاً هَامّاً جِدّاً وَهُوَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم؟وَقَدِ اخْتَلَفَ الْمُفَسِّرُونَ فِي مَعْنَى السَّبْعِ الْمَثَانِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ الاخْتِلَافِ فَاِنَّ اَكْثَرَهُمْ يَقُولُ اِنَّهَا سُورَةُ الْفَاتِحَة؟ وَهِيَ سَبْعُ آيَات؟ وَسُمِّيَتْ بِالْمَثَانِي؟ لِاَنَّهَا تُكَرَّرُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ مِنْ رَكَعَاتِ الصَّلاة؟وَتَرَى اَخِي النَّاسَ فِي مُنَاسَبَاتٍ كَثِيرَةٍ يَقْرَؤُونَ الْفَاتِحَة؟وَهِيَ اَكْثَرُ سَورَةٍ تُتْلَى فِي الصَّلاةِ وَتُكَرَّر؟بَلْ وَيَقْرَؤُهَا النَّاسُ اَيْضاً فِي غَيْرِ الصَّلاةِ وَيُهْدُونَ ثَوَابَهَا اِلَى اَرْوَاحِ الْاَمْوَات؟ وَقَدْ يَقْرَؤُونَهَا عَلَى نِيَّةِ التَّوفِيق؟ وَلَوْ اَنَّكَ اَخِي اقْتَصَرْتَ فِي قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ عَلَى مَا فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ وَهُوَ 17 رَكْعَة فَاِنَّك تَقْرَاُ الْفَاتِحَة 17 مَرَّةٍ اَيضاً سَوَاءٌ كُنْتَ اِمَاماً فِي الصَّلاةِ اَوْ مُنْفَرِداً عَنِ جَمَاعَةِ الْمَسْجِدِ فِي بَيْتِكَ بِسَبَبِ عُذْرٍ شَرْعِيٍّ قَاهِر؟نَعَمْ اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تُقَدِّسَ بِقُوَّةٍ هَائِلَة{ سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم (قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ السَّبْعَ الْمَثَانِي هِيَ مِنَ الْقُرْآنِ الْعَظِيم؟ فَلِمَاذَا فَصَلَ سُبْحَانَهُ ذِكْرَهَا عَنْ ذِكْرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ فِي هَذِهِ الْآيَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ مِنْ اَجْلِ تَسْلِيطِ الضَّوْءِ عَلَيْهَا جَيِّداً وَالاهْتِمَامِ بِهَا؟ وَمِنْ اَجْلِ تَسْلِيطِ الْاَضْوَاءِ عَلَى الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ اَيْضاً؟ حَتَّى اَنَّ الشَّافِعِيَّةَ لَايُجِيزُونَ لِلْمَاْمُومِ اَلَّا يَقْرَأ الْفَاتِحَةَ وَرَاءَ الْاِمَام؟وَذَلِكَ بَعْدَ اَنْ يَسْكُتَ الْاِمَامُ شَيْئاً قَلِيلاً بَعْدَ قِرَاءَتِهِ لِلْفَاتِحَة؟ مِنْ اَجْلِ اِعْطَاءِ الْمَاْمُومِ فُرْصَةً لِيَقْرَأ الْفَاتِحَةَ هُوَ اَيْضاً سِرّاً بَعْدَ قِرَاءَةِ الْاِمَامِ الْجَهْرِيَّةِ لِلْفَاتِحَة؟ وَاحْتَجَّ الشَّافِعِيَّةُ بِحَدِيثٍ صَحِيحٍ وَرَدَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام [لَاصَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب( بِمَعْنَى اَنَّ صَلَاتَهُ بَاطِلَة؟ وَنَقُولُ لِلْاَحْنَاف؟ مَا رَاْيُكُمْ بِهَذَا الْحَدِيث؟ قَالُوا بِمَعْنَى اَنَّ صَلَاتَهُ نَاقِصَة بِمَعْنَى اَنَّ ثَوَابَهَا نَاقِص؟ بِمَعْنَى لَاصَلَاةَ كَامِلَةً عِنْدَ اللهِ لِمَنْ لَمْ يَقْرَاْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب؟ اَوْ بِمَعْنَى لَاثَوَابَ اِطْلَاقاً عِنْدَ الْبَعْضِ الْآخَرِ مِنَ الْحَنَفِيَّة؟ بِمَعْنَى لَاثَوَابَ اَبَداً لِمَنْ لَمْ يَقْرَاْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب؟ وَلَيْسَتْ بِاطِلَةً كَمَا يَقُولُ الشَّافِعِيَّة؟بَلْ يَسْقُطُ عَنِ الْمُصَلّي اَدَاؤُهَا وَفَرْضُهَا مِنَ النَّاحِيَةِ الْفِقْهِيَّةِ وَلَوْ لَمْ يَحْصَلْ عَلَى الثَّوَابِ مُطْلَقاً؟ وَلَوْ حَصَلَ عَلَى بَعْضِ الثَّوَابِ عَلَى رَاْيِ الْبَعْضِ الْآخَر؟ وَهَذَا اِذَا صَلَّى مُنْفَرِداً مِنْ دُونِ اِمَام؟ وَاَمَّا قِرَاءَةُ الْمَاْمُومِ وَرَاءَ الْاِمَام؟ فَقَدْ قَالَ الْحَنَفِيَّةُ عَنْهَا اَنَّهَا لَغْو؟ لِاَنَّ الْمَاْمُومَ تَبَعٌ لِلْاِمَامِ عِنْدَ الْقِيَامِ وَالْقِرَاءَةِ دُونَ التَّسَابِيحِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُود؟ وَدُونَ الْقُعُودِ الْاَوَّلِ وَالْاَخِيرِ مِنْ اَجْلِ التَّحِيَّات؟ وَعَلَيْهِ اَنْ يُجِيبَ الْاِمَامَ عِنْدَ اِلاعْتِدَالِ مِنَ الرُّكُوعِ بِقَوْلِهِ رَبّنَا وَلَكَ الْحَمْد؟ وَلَيْسَ مِنَ اللَّيَاقَةِ وَحُسْنِ الْاَدَبِ مَعَ الْاِمَامِ؟ اَنْ يُكَرِّرَ الْمَاْمُومُ قَولَ الْاِمَامِ كَالْبَبَّغَاء سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَه كَمَا يَفْعَلُ الشَّافِعِيَّة؟ لِاَنَّ الْاِمَامَ هُوَ قَائِدُ الصَّلاة؟ وَالْمَاْمُومُ جُنْدِيٌّ مِنْ جُنُودِهِ؟ فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشَّافِعِيَّةُ اَنَّ الْمَاْمُومَ غَيْرُ مُلْزَمٍ اَنْ يَكُونَ تَبَعاً لِلْاِمَامِ فِي قِرَاءَةِ الْفَاتِحَةِ كَمَا اَنَّهُ غَيْرُ مُلْزَمٍ بِذَلِكَ فِي التَّسَابِيحِ وَالْقُعُودِ الْاَوَّلِ وَالْاَخِير؟فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ يُمْكِنُنَا اَنْ نَصِلَ اِلَى حَلٍّ وَسَطٍ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ؟ وَلَكِنَّهُ قَدْ لَايُرْضِيكُمْ؟ فَلَوْ قَرَاَ الْمَاْمُومُ الْفَاتِحَةَ مَرَّةً وَاحِدَةً فَقَطْ فِي الصَّلاةِ دُونَ اَنْ يُكَرِّرَهَا؟ فَهَلْ تُجْزِؤُهُ اَوْ تَكْفِيه؟ فَاِنْ قُلْتُمْ لَا؟ فَاِنَّنَا نَحْتَجُّ عَلَيْكُمْ بِقَوْلِ الْعُلَمَاءِ حَوْلَ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيّ(قَالُوا لَوْ لَمْ يُصَلَّ عَلَيهِ فِي الْعُمَرِ اِلَّا مَرَّةً وَاحِدَةً لَاَجْزَاَهُ ذَلِكَ وَكَفَاه؟ وَلَوْ كَانَ فِي ذَلِكَ جَفْوةٌ مَقِيتَةٌ لِلنَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام؟ وَمَعَ ذَلِكَ نَقُولَ لِلشَّافِعِيَّةِ اَنَّ الْحَلَّ الْوَسَطَ الَّذِي نَرْتَاحُ اِلَيْهِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَاْمُومِ هُوَ اَنَّهُ اِذَا قَرَاَ الْاِمَامُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْاُولَيَيْنِ جَهْراً فَعَلَى الْمَاْمُومِ اَنْ يَسْكُتَ فِي صَلاةِ الْفَجْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالتَّرَاوِيحِ وَالْعِيدَيْن؟ وَاَمَّا اِذَا قَرَاَ الْاِمَامُ سِرّاً فِي بَقِيَّةِ رَكَعَاتِ الصَّلاةِ الْجَهْرِيَّةِ وَهِيَ الرَّكْعَةُ الثَّالِثَة مِنْ صَلاةِ الْمَغْرِبِ وَالرَّكْعَتَيْنِ الْاُخْرَيَيْنِ مِنْ صَلَاةِ الْعِشَاءِ وَجَمِيعِ رَكَعَاتِ الصَّلَاةِ السِّرِّيَّةِ مِنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْر؟ فَهُنَا لَامَانِعَ لِلْمَاْمُومِ اَنْ يَقْرَاَ الْفَاتِحَةَ وَشَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الاُولَيَيْنِ مِنَ الصَّلاةِ السِّرِّيَّةِ؟ وَالْفَاتِحَةُ فَقَطْ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الْاُخْرَيَيْنِ فِي بَقِيَّةِ الْاَوْقَاتِ اَيْضاً بِمَا فِيهَا الرَّكْعَة الثَّالِثَةُ مِنْ صَلَاةِ الْمَغْرِب؟ وَلَا رَكْعَتَيْنِ اُخْرَيَيْنِ فِي صَلَاةِ الْفَجْر؟ وَاَمَّا اِذَا صَلَّى مُنْفَرِداً مَعْذُوراً فِي بَيْتِهِ اَوِ الْمَسْجِدِ اَوْ فِي أيِّ مَكَانٍ طَاهِرٍ غَيْرِ مَغْصُوب فَاِنَّهُ يَقْرَاُ الْفَاتِحَةَ وَشَيْئاً مِنَ الْقُرْآنِ فِي جَمِيعِ رَكَعَاتِ سُنَنِ الرَّوَاتِبِ وَالنَّوَافِلِ وَالتَّرَاوِيحِ وَالتَّهَجُّدِ وَالْوَتْرِ وَالرَّكْعَتَيْنِ الْاُولَيَيْنِ فَقَطْ مِنَ الْفَرَائِضِ بِمَا فِيهَا مِنْ فَرِيضَة الصُّبْحِ وَلَايَقْرَاُ اِلَّا الْفَاتِحَةَ فِيمَا عَدَاهُمَا مِنَ الْفَرَائِضِ بِمَا فِيهَا مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّالِثَةِ مِنْ فَرِيضَةِ الْمَغْرِب؟ وَنَقُولُ لِلشَّافِعِيَّة سُبْحَانَ مَنْ رَحِمَنَا وَاَرَاحَنَا مِنْ تَشَدُّدِكُمْ وَسَمَحَ بِهَذَا اِلاخْتِلَافِ فِي الْمَفَاهِيمِ الْفِقْهِيَّةِ وَاَنْقَذَنَا بِالْاَحْنَافِ مِنَ الْوُقُوعِ فِي الْحَرَجِ الشَّدِيد؟ كَمَا اَنْقَذَنَا بِاُمِّ الْمُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا بِسُورَةِ النُّورِ الْمُبَارَكَةِ وَآيَةِ التَّيَمُّمِ وَغَيْرِهَا؟ فَمَاذَا تَقُولُونَ فِي اِمَامٍ مَسَافِرٍ مَسْتَعْجِلٍ مَلْهُوف؟هَلْ عَلَيْهِ اَنْ يَسْكُتَ قَلِيلاً مِنْ اَجْلِ اَنْ يَقْرَاَ الْمَاْمُومُونَ خَلْفَهُ الْفَاتِحَةَ؟ فَرُبَّمَا كَانُوا مَسْتَعْجِلِينَ اَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَفُوتَهُمْ قِطَارُ السَّفَر؟وَمَتَى كَانَتِ الرَّاحَةُ قَائِمَةً فِي السَّفَرِ الَّذِي هُوَ قِطْعَةٌ مِنَ الْعَذَاب؟ وَمَا فَائِدَةُ قَصْرِ الصَّلاةِ الرُّبَاعِيَّةِ اِلَى رَكْعَتَيْنِ اِذَا كُنْتُمْ لَاتَقْتَصِرُونَ عَلَى قِرَاءَةِ الْاِمَام لِلْفَاتِحَة؟ وَمَا مَعْنَى هَذِهِ الرُّخْصَةُ الَّتِي اَعْطَاهَا سُبْحَانَهُ لَنَا بِالْقَصْرِ وَالْجَمْعِ تَقْدِيماً اَوْ تَاْخِيراً؟هَلْ نُشَدِّدُ عَلَى اَنْفُسِنَا حَتَّى يُشَدِّدَ اللهُ عَلَيْنَا كَمَا شَدَّدَ عَلَى بَنِي اِسْرَائِيلَ مِنْ قَبْل؟ بِسَبَبِ تَنَطُّعِهِمْ وَتَشَدُّدِهِمْ وَتَعَنُّتِهِمْ وَعَنَادِهِمْ وَتَلَكُّئِهِمْ وَاسْتِبْطَائِهِمْ فِي اَسْهَلِ اَمْرٍ كَتَبَهُ اللهُ عَلَيْهِمْ وَهُوَ اَنْ يَذْبَحُوا بَقَرَة؟ وَنَقُولُ لِلْاَحْنَاف سُبْحَانَ مَنْ اَرَاحَنَا مِنْ تَشَدُّدِكُمْ اَيْضاً فلَا جَمْعَ بين الْعَصْرَيْنِ وَالْعِشَاءَيْنِ عِنْدَكُمْ اِلَّا فِي يَوْمِ عَرَفَة وَمُزْدَلِفَة؟ وَمَافَائِدَةُ الْجَمْعِ الصُّورِيِّ الْحَصْرِيِّ تَاْخِيراً لَاتَقْدِيماً وَنَحْنُ لَانَسْتَطِيعُ حَصْرَاَوْقَاتِ السَّفَرِوَلَاالتَّحَكُّمَ بِهَا اِلَّاعَلَى طَرِيقَةِ مَنْ اَنْقَذَنَا مِنْ تَشَدُّدِكُمْ قَصْراً وَجَمْعاً وَهُمُ الشَّافِعِيَّةُ رَحِمَهُمُ اللهُ مَعَ بَقِيَّةِ الْمَذَاهِبِ وَرَحِمَكُمْ سُبْحَانَهُ مَعَهُمْ اَيْضاً؟ فَسُبْحَانَ مَنْ جَعَلَ اخْتِلَافَ اُمَّتِهِ رَحْمَةً لِلْاُمَّةِ جَمْعَاء؟ وَرَحْمَةً لِاَئِمَّةِ الْمَذَاهِبِ الْمُجْتَهِدِينَ بِاَجْرَيْنِ اِذَا اَصَابُوا؟ وَاَجْرٍ وَاحِدٍ اِذَا اَخْطَؤُوا؟؟ وَمِنْ حَمَاقَةِ وَغَبَاءِ بَعْضِ الْمُتَصَوِّفَةِ؟ وَبِصَرَاحَة لَمْ اَرَ فِي حَيَاتِي اَجْهَلَ وَلَا اَخْبَثَ مِنْ هَؤُلاءِ الْمُتَصَوِّفَةِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الرِّفَاعِيَّةِ عَلَى الْمَذْهَبِ الشَّافِعِيّ؟ وَلَا اَجِدُ وَصْفاً بَلِيغاً غَيْرَ مُبَالَغٍ فِيهِ لَهُمْ وَلِلْاَحْبَاشِ تَوَائِمِ التَّشَيُّعِ اِلَّا اَنَّهُمْ اَصْحَابُ عُقُولٍ فِرْعَوْنِيَّةٍ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ؟وَالْحَقِيقَةُ اَنِّي اَجِدُ نَفْسِي عَاجِزَةً عَنِ انْتِزَاعِهِمْ مِنْ اَحْضَانِ التَّشَيُّع؟ وَمِنْ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ لِي بَعْضُ الْاَحْنَافِ عَلَى الطَّرِيقَةِ الصُّوفِيَّةِ الشَّاذِلِيَّة؟ اَنَّهُ سَاَلَ صُوفِيّاً رِفَاعِيّاً شَافِعِيّاً قَائِلاً؟ لِمَاذَا تَتَمَهَّلُونَ قَلِيلاً قَاعِدِينَ بِضْعَةَ ثَوَانِي قَبْلَ الْقِيَامِ اِلَى الرَّكْعَةِ الْاُخْرَى؟هَذَا شَيْءٌ لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللهِ اِلَّا بَعْدَ اَنْ كَبِرَ فِي السِّنِّ وَاَرْهَقَهُ الْمَرَض؟ فَقَالَ لَهُ الْاَحْمَقُ الْغَبِيُّ كَلَامُكَ غَيْرُ صَحِيح؟ فَقَدْ كَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي حَيَاتِهِ كُلّهَا؟ لِاَنَّ قِيَامَ الْمُصَلّي اِلَى الرَّكْعَةِ التَّالِيَةِ بِسُرْعَةٍ وَمِنْ دُونِ هَذَا الْقُعُودِ الْقَصِيرِ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنْ تَكَبُّرِ الْمُصَلّي عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين؟ فَقَالَ لَهُ الشَّاذِلِيّ مَعْنَى كَلَامِكَ اَنَّنَا جَمِيعاً مُتَكَبِّرُونَ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِين اِلَّا اَتْبَاعَ الطَّرِيقَةِ الرِّفَاعِيَّة؟ وَكَانَ يَرْوِي لِي هَذِهِ الْقِصَّةَ عَلَى سَمَّاعَةِ الْهَاتِف؟ فَقُلْتُ لَهُ مَا شَاءَ اللهُ عَلَى اَتْبَاعِ الطَّرِيقَةِ الرِّفَاعِيَّة وَالْاَحْبَاش وَهُمْ يَتَكَبَّرُونَ عَلَى اللهِ بِقَوْلِهِمْ اَلْغَوْثُ الْاَعْظَم شَيْخُنَا عبد القادر الجيلاني؟ وَبِقَوْلِ الْاَحْبَاش شيخنا احمد الرفاعي هُوَ الْغَوْثُ الْاَعْظَمُ وَالْمَدَدُ الْاَكْبَرُ؟ فَمَاذَا بَقِيَ للهِ مِنْ هَذِهِ الْعَظَمَةِ وَالْغَوْثِ وَالْمَدَد؟ كَمْ هُمْ مُوَحِّدُونَ حَتَّى الْمَوْت؟ وَكَمْ هُمْ مُخْلِصُونَ للهِ الْوَاحِدِ الاَحَدِ لَاشَرِيكَ لَهُ عِنْدَهُمْ اَبَداً؟ اَسْتَحْلِفُكَ بِاللهِ؟ اَنْ تَذْهَبَ اِلَى مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِهِمْ؟ ثُمَّ تَرَى هَذَا التَّوْحِيدَ الْخَالِصَ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ بِاُمِّ عَيْنَيْكَ؟ ثُمَّ تَتَّصِلَ بِي وَتُخَابِرَنِي عَلَى الْهَاتِفِ بِمَا حَصَل؟وَمَرَّتِ الْاَيَّام؟ وَفِي يَوْمٍ مِنَ الاَيَّام؟ اِتَّصَلَ بِي؟ وَقَال اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا اُخْت سُنْدُس؟ فَقُلْتُ لَهُ وَعَلَيْكُمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه؟ فَقَالَ لِي لَوْ تَعْلَمِينَ يَا اخت سندس مَا رَاَيْتُ فِي مَجَالِسِهِمْ وَحَضْرَتِهِمُ الشَّيْطَانِيَّةِ لَضَحِكْتِ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتِ كَثِيراً؟ فَقُلْتُ لَهُ مَاذَا رَاَيْتَ بِاللهِ عَلَيْك؟ فَقَالَ رَاَيْتُهُمْ يُصَلُّونَ وَقَدْ اَحَاطَتْ بِهِمُ صُوَرُ مَشَايِخِهِمْ فِي كُلِّ اِلاتِّجَاهَات؟ وَحَتَّى جِهَةُ الْقِبْلَةِ لَمْ تَسْلَمْ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ الَّتِي يُعَظّمُونَهَا وَيَرْكَعُونَ وَيَسْجُدُونَ لَهَا؟ وَقَدْ لَفَتَتْ نَظَرِي صُورَةٌ مِنْ هَذِهِ الصُّوَرِ مُعَلَّقَةٌ فِي وَسَطِ جِهَةِ الْقِبْلَةِ وَفِي مِحْرَابِ اِمَامِهِمْ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا اَلْغَوْثُ الْاَعْظَمُ وَالْمَدَدُ الْاَكْبَرُ وَالْبَازُ الْاَشْهَبُ سِيدِي عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي؟ فَقُلْتُ لَهُ كَيْفَ يَكُونُ لِعَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي هَذَا قُدْرَةٌ عَلَى هَذَا الْغَوْثِ الْاَعْظَمِ وَهُوَ عَبْدٌ لِلْقَادِرِ الْمُقْتَدِرِغَيَاثِ الْمُسْتَغِيثِينَ الْاَعْظَمِ الْحَيِّ الَّذِي لَايَمُوتُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَمَا حَاجَتُكُمْ اِلَى اَنْ تَسْتَغِيثُوا بِاِنْسَانٍ مَيِّتٍ لَاحَوْلَ لَهُ وَلَاقُوَّة كَعَبْدِ الْقَادِرِ الْجِيلَانِي؟ فَقَالَ لِي يَا اُخْتُ سُنْدُس نَحْنُ الشَّاذِلِيَّةَ لَانَسْتَغِيثُ بِغَيْرِ اللهِ وَلَانُعَظّمُ الصّوَرَ وَنَحْنُ مِنْ اَصَحِّ الطُّرُقِ الصُّوفِيَّة؟ فَقُلْتُ لَهُ لِمَاذَا اِذاً تَضَعُونَ صُورَةَ شَيْخِكُمْ اَحْمَدَ الْجَامِي فِي جَيْبَةِ قَمِيصِكُمُ الْيُسْرَى مُلَاصِقَةً لِقُلُوبِكُمْ وَاَنْتُمْ تُصَلّون؟ فَاِلَى اَيْنَ تَتَّجِهُونَ بِقُلُوبِكُمْ؟ هَلْ اِلَى شَيْخِكُمْ اَوْ اِلَى خَالِقِهِ وَخَالِقِي وَخَالِقِكُمْ؟ فَمَا كَانَ مِنْهُ اِلَّا اَنْ اَغْلَقَ الْخَطّ فِي وَجْهِي وَمِنْ يَوْمِهَا لَمْ اَعُدْ اَسْمَعُ صَوْتَه؟؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاِخْوَةُ الْكَرَام{سَبْعاً مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم(لَكِنَّ الْعُلَمَاءَ قَالُوا اِنَّ هَذَا الْفَصْلَ بَيْنَهُمَا هُوَ مِنْ بَابِ عَطْفِ الْعَامِّ وَهُوَ الْقُرْآنُ الْعَظِيم عَلَى الْخَاصِّ وَهُوَ السَّبْعُ الْمَثَانِي؟ وَاَمَّا لِمَاذَا هَذَا الْعَطْف؟ قَالُوا لِيُبْرِزَ سُبْحَانَهُ وَيُظْهِرَ قِيمَةَ وَقَدْرَ الْمَعْطُوفِ وَالْمَعْطُوفِ عَلَيْه؟ وَمَعَ اَنَّ السَّبْعَ الْمَثَانِي مِنَ الْقُرْآن؟ لَمْ يَقُلْ لَهُ سُبْحَانَهُ {آتَيْنَاكَ الْقُرْآنَ الْعَظِيم(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَقْتَصِرْ عَلَى ذِكْرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيم؟ وَلَوِ اقْتَصَرَ سُبْحَانَهُ عَلَى ذِكْرِ الْقُرْآنِ الْعَظِيم؟ فَمِنْهُ تِلْكَ السَّبْعُ الْمَثَانِي اَيْضاً؟ وَهَذِهِ الآيَةُ هِيَ شَبِيهَةٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ اِلَيْه{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا(وَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ الرُّوحَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَلَاحَاجَةَ لِذِكْرِهِ مَعَهُمْ؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَرَادَ اَنْ يُبَيِّنَ مَنْزِلَتَهُ وَفَضْلَهُ عَلَى سَائِرِ الْمَلَائِكَةِ جَمِيعاً وَهُوَ جِبْرِيلُ رُوحُ اللهِ الْمَلَائِكِيّ؟ كَمَا اَنَّ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلام هُوَ رُوحُ اللهِ الْبَشَرِيّ؟ وَلَقَدْ اَضَافَهُمَا سُبْحَانَهُ اِلَى رُوحِهِ الْعَلِيَّةِ اِضَافَةَ تَشْرِيفٍ لَهُمَا لَا اِضَافَةَ تَشْرِيكٍ مَعَ ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ سُبْحَانَه؟لِاَنَّهُ الْمَعْبُودُ الَّذِي لَا يَقْبَلُ اَنْ يُشَارِكَهُ اَحَدٌ اَبَداً فِي صِفَةِ الْمَعْبُودِيَّة؟ وَلَا اَنْ يَنْتَهِكَ اَحَدٌ خُصُوصِيَّتَهُ فِيهَا اَبَداً حَتَّى وَلَوْ كَانَ مَلَكاً مُقَرَّباً اَوْ نَبِيّاً مُرْسَلاً؟ وَلَايَقْبَلُ سُبْحَانَهُ الْعُبُودِيَّةَ مِنْ اَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَبَداً اِلَّا اَنْ تَكُونَ خَالِصَةً لِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ كَمَا اَضَافَ سُبْحَانَهُ مَا اَضَافَ تَشْرِيفاً اِلَى اِبْرَاهِيمَ خَلِيلُ الله؟ وَمُوسَى كَلِيمُ الله؟ وَالنَّاقَةِ فِي عَهْدِ صَالِح نَاقَةُ الله؟ وَمُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِمُ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ؟ وَهُوَ نَبِيُّ اللهِ اَيْضاً مَعَ جَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ؟ وَمَعَ كُلِّ هَذَا الْاِكْرَامِ وَالتَّشْرِيفِ لِجَمِيعِ الاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِنِّ وَغَيْرِهِمْ مِنْ مَخْلُوقَاتِ الله؟ لَمْ نَسْمَعْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَقْسَمَ بِحَيَاةِ اَحَدٍ مِنْهُمْ اَوْ مَوْتِه؟ اِلَّا مَا كَانَ مِنْ اَمْرِ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ حِينَمَا اَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِحَيَاتِهِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَعَمْرُكَ اِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُون(وَلَوْ اَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِمَوتِهِ اَوْ مَوْتِ اَحَدٍ مِنْ بَقِيَّةِ رُسُلِهِ وَغَيْرِهِمْ؟ لَجَازَ لَنَا اَنْ نَسْتَغِيثَ بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ اَوْ بِغَيْرِهِ مِمَّنْ اَقْسَمَ بِمَوْتِهِمْ؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ لَمْ يَفْعَلْ؟ وَاَرْجُو مِنَ الْمُتَصَوِّفَةِ وَالْاَحْبَاشِ وَالشِّيعَةِ اَنْ يَنْتَبِهُوا لِكَلامِي جَيِّداً؟ وَهُوَ اَنَّهُ لايَجُوزُ اِلاسْتِغَاثَةُ بِاَحَدٍ بَعْدَ مَوْتِه؟ فَاِنِ احْتَجَّ عَلَيْنَا الشِّيعَةُ وَغَيْرُهُمْ بِقَوْلِ الْمَسِيحِ عَلَيْهِ السَّلَام{وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً اَيْنَمَا كُنْتُ(وَاَنَّهُ يَجُوزُ اِلاسْتِغَاثَةُ بِالْمَسِيحِ بَعْدَ مَوْتِهِ مِنْ اَجْلِ الْحُصُولِ عَلَى بَرَكَتِهِ بِدَلِيلِ هَذِهِ الْآيَةِ؟ فَاِنَّنَا نَقُولُ لَهُمْ كُنَّا سَنَتَّفِقُ مَعَكُمْ لَوْلَا قَوْلُ الْمَسِيحِ فِي نَفْسِ الْآيَةِ{مَا دُمْتُ حَيّاً(بِمَعْنَى اَنَّ بَرَكَتَهُ انْقَطَعَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ فِي مَجَالِ اِلاسْتِغَاثَةِ بِهِ؟ اِلَّا مَا شَاءَ اللهُ مِنِ اسْتِغَاثَةِ النَّاسِ بِهِ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَقْتُلَ الْاَعْوَرَ الدَّجَّالَ وَيُرِيحَهُمْ مِنْ شَرِّه؟ وَمَعَ ذَلِكَ لَنْ يَرْضَى اَنْ يَسْتَغِيثَ النَّاسُ بِهِ بِدَلِيلِ اَنَّهُ يَرْفُضُ اَنْ يَكُونَ اِمَاماً لَهُمْ فِي الصَّلاة؟ بَلْ يَقِفُ مَاْمُوماً وَرَاءَ اِمَامِهِمُ الْمَهْدِيِّ حَتَّى يَسْتَغِيثَ مَعَهُمْ بِاللهِ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَهُ اَنْ يَنَجِّيَهُمْ مِنْ شَرِّ يَاْجُوجَ وَمَاْجُوج؟وَمِنْ اَجْلِ الْمَزِيدِ مِنَ التَّوْضِيحِ لِآيَةِ الْمَثَانِي وَالْقُرْآن؟ اَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلاً مِنَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي تُسَاعِدُ كَثِيراً عَلَى فَهْمِ الْقُرْآن؟ حِينَمَا نَقُولُ مَثَلاً جَاءَ زَيْدٌ وَالْقَوْم؟ فَمِنَ الْمَعْلُومِ اَنَّ زَيْداً مِنَ الْقَوم؟ وَاِنَّمَا يُرِيدُ الْقَائِلُ بِمَجِيئِهِ اَنْ يُبْرِزَ قِيمَةَ زَيْدٍ وَقَدْرَهُ لِلْعَيَانِ مِنَ الْقَوْم؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاِخْوَة؟ وَاِذَا كَانَ هَذَا الْعَطَاءُ الرَّبَّانِيُّ لِنَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ فَاِنَّ هَذَا الْخَيْرَ يَشِعُّ عَلَيْنَا كَذَلِك؟ فَمَا آتَاهُ سُبْحَانَهُ لِرَسُولِهِ مِنْ هَذَا الْخَيْرِ الْقُرْآنِيِّ الْعَظِيم؟ اَعْطَانَا اِيَّاهُ كَذَلِك؟ بَلْ اَعْطَاهُ لِلْعَالَمِ اَجْمَعَ بِمَا فِيهِ مِنَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْجِبَالِ وَغَيْرِهَا مِنْ مَخْلُوقَاتِ الله؟ فَنَحْنُ دَائِماً بِخَيْرٍ مَا دُمْنَا مَعَ هَذَا الْقُرْآنِ قَوْلاً وَعَمَلاً؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ عَنْ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى {وَبِالْحَقِّ اَنْزَلْنَاهُ؟ وَبِالْحَقِّ نَزَل ( وَكَلِمَةُ اَنْزَلْنَاهُ هِيَ فِعْل مَاضِي مَبْنِي عَلَى السُّكُونِ الظَّاهِرَةِ عَلَى حَرْفِ اللَّام ؟بِسَبَبِ اتِّصَالِ هَذَا الْفِعْلِ بِحَرْف نَا الدَّالَّةِ عَلَى جَمَاعَةِ الْفَاعِلِين؟ وَنَا ضَمِير مُتَّصِل مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُونِ فِي مَحَلّ رَفْع فَاعِل؟ وَالْهَاء فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ هِيَ هَاءُ الْغَائِب؟ وَهِيَ ضَمِير مُتَّصِل مَبْنِي عَلَى الضَّمَّة فِي مَحَلّ نَصْب مَفْعُول بِهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ الْكَرِيم{وَبِالْحَقِّ اَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَل( فَمَا هُوَ الْفَرْقُ بَيْنَ اَنْزَلَ وَنَزَل(وَكَلِمَة اَنْزَلْنَاهُ مِنْ اَنْزَلَ؟ وَهُوَ فِعْل مُتَعَدِّي يَحْتَاجُ اِلَى مَفْعُول بِهِ حَتَّى يَسْتَقِيمَ الْمَعْنَى وَيَكْتَمِل؟ بِمَعْنَى نَحْنُ اَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآن؟ وَهُنَاكَ رَاْيٌ يَقُولُ اَنَّهُ سُبْحَانَهُ اَنْزَلَ الْقُرْآنَ اِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِمَا الصَّلاةُ وَالسَّلَامُ مُنَجَّماً؟ بِمَعْنَى مُفَرَّقاً؟ وَلَيْسَ دَفْعَةً وَاحِدَةً كَمَا نَزَلَ اِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا؟ وَلَيْسَ دَفْعَةً وَاحِدَةً اَيْضاً كَمَا نَزَلَ الْكِتَابُ الْمُقَدَّسُ بِعَهْدَيْهِ الْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ عَلَى مُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلًاةُ وَالسَّلَام؟ بَلْ نَزَلَ الْعَهْدُ الْاَخِيرُ مِنَ الْقُرْآنِ كَالْغَيْثِ قَطْرَةً قَطْرَة؟ حَتَّى لَايَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللهِ حُجَّةٌ بَعْدَهُ لَوْ اَنْزَلَهُ دَفْعَةً وَاحِدَةً بقولهم يَا رَبّ لَقَدْ اَخَذْتَ عُقُولَنَا بِالطُّوفَانِ وَاَغْرَقْتَهَا بِالْمَطَرِ الْغَزِيرِ مِنَ السُّوَرِ وَالْآيَات؟ وَنَحْنُ مِنْ اُمَّةٍ اُمِّيَّةٍ اَرْسَلْتَ لَهَا نَبِيّاً اُمِّيّاً وَجَعَلْتَهُ يَحْتَاجُ اِلَى مَنْ يَكْتُبُ لَهُ الْوَحْيَ آيَةً آيَة؟ وَرَسُولُ اللهِ يُمْلِي عَلَيْهِ مَا يَكْتُبُه؟ ثُمَّ يُصَادِقُ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهَا بَعْدَ اَنْ يَقْرَاَهَا اَمَامَهُ كَاتِبُ الْوَحْيِ مَكْتُوبَةً؟ ثُمَّ يَجْمَعُ زَيْدُ بْنُ ثَابِت جَمِيعَ الْمَكْتُوبَاتِ مِنَ الْآيَاتِ مِنَ السُّطُورِ وَالصُّدُور بَعْدَ وَفَاةِ الرَّسُولِ الْاَعْظَم؟وَلَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ؟ بَلْ يُشْهِدُ اثْنَيْنِ مِنْ حَفَظَةِ الصَّحَابَةِ وَالْقُرَّاءِ عَلَى كُلِّ آيَةٍ يَكْتُبُهَا حَتَّى اكْتَمَلَ جَمْعُ الْقُرْآنِ وَوَضَعُوهُ عَلَى شَكْلِ مُصْحَفٍ فِي بَيْتِ اُمِّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اِلَى اَنْ جَاءَ عَلَى النَّاسِ وَقْتٌ وَاحْتَاجَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنْ يَسْتَعِيرَ الْمُصْحَفَ الشَّرِيفَ مِنْ بَيْتِ اُمِّ الْمُؤْمِنِينَ حَفْصَةَ حَتَّى يَنْسَخَ مِنْهُ نُسَخاً كَثِيرَةً يُوَزِّعُهَا عَلَى الْبِلَادِ الْاِسْلَامِيَّة؟ اِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَشُكَّ فِي اَيَّةِ حَالَةٍ مِنْ اَحْوَالِ الْقُرْآن؟ فَحِينَمَا اَنْزَلَهُ اللهُ تَعَالَى اِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا اَنْزَلَهُ بِالْحَقِّ حَقّاً وَصِدْقاً؟ وَحِينَمَا نَزَلَ مُنَجَّماً مُفَرَّقاً عَلَى قَلْبِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ نَزَلَ كَذَلِكَ بِالْحَقّ؟ بِمَعْنَى اَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ لَمْ يُزَوِّرِ الْقُرْآن؟ وَلَمْ يَزِدْ عَلَيْهِ شَيْئاً؟ وَلَمْ يُنْقِصْ مِنْهُ شَيْئاً؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ( وَكَلِمَة قُرْآناً مَفْعُول بِهِ مَنْصُوب عَلَى اِلاشْتِغَالِ لِفْعْلٍ مَحْذُوف تَقْدِيرُهُ فَرَقْنَا قُرْآناً فَرَقْنَاهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا الْفِعْلَ الْمَحْذُوفَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ كَلِمَةَ{قُرْآناً(تَشْتَغِلُ بِالنَّصْبِ دُونَ الرَّفْعِ اَوِ الْجَرّ؟ وَعَلَامَةُ نَصْبِهَا تَنْوِينُ الْفَتْحَتَيْنِ الظَّاهِرُ عَلَى آخِرِهَا؟ وَلَوْ قَالَ سُبْحَانَهُ وَقُرْآناً فَرَقْنَا مِنْ دُونِ الْهَاءِ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ؟ فَاِنَّ كَلِمَةَ قُرْآناً تُصْبِحُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مَفْعُولاً بِهِ مُقَدَّماً لِلْفِعْلِ الظَّاهِرِ غَيْرِ الْمَحْذُوفِ اَنْزَلْنَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَاهُوَ التَّفْسِيرُ الْمَنْطِقِيُّ لِتَقْدِيرِ الْكَلَامِ فِي الْآيَةِ حِينَمَا نَقُول وَفَرَقْنَا قُرْآناً فَرَقْنَاه؟ وَاَقُولُ لَكَ وَاللهُ اَعْلَم؟ اَنَّ الْوَاوَ هِيَ وَاوُ الْقَسَم؟ وَتَقْدِيرُ الْكَلَام وَعِزَّتِنَا وَجَلَالِنَا فَرَقْنَا قُرْآناً فَرَقْنَاهُ؟ وَمَعْنَى كَلِمَة فَرَقْنَا الْمَحْذُوفَة أيْ مُنْذُ الْاَزَل؟ وَاَمَّا كَلِمَةَ فَرَقْنَاهُ فَفِي زَمَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَمَعْنَى فَرَقْنَا وَفَرَقْنَاهُ أيْ اَنْزَلْنَاهُ مُوَزَّعاً مُنَجَّماً مُفَرَّقاً مِنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا الْاُولَى؟ لَا عَلَى دَفْعَةٍ وَاحِدَة؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ(بِمَعْنَى لِتَقْرَاَ يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا الْقُرْآن؟ فَاِنَّ الْقُرْآنَ لَايَنْقَطِعُ مَا دُمْتَ حَيّاً تَمْكُثُ مَعَهُمْ وَتُقِيمُ فِيهِمْ وَتَسْكُنُ مَعَهُمْ فِي بَلَدٍ وَاحِد؟ وَلِذَلِكَ بَقِيَ الْقُرْآنُ يَنْزِلُ عَلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام 23 سنة؟ ثُمَّ يَقُولُ عَزَّ وَجَلّ {وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلَا( وَكَلِمَة تَنْزِيلاً مَفْعُول مُطْلَق مُؤَكِّد لِلْفِعْل نَزَّلْنَاهُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ تَعَالَى نَزَّلَ هَذَا الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً يَلِيقُ بِمَكَانَةِ هَذَا الْقُرْآن؟ لِاَنَّهُ صِفَةُ الله؟ لِاَنَّ الْكَلَامَ هُوَ صِفَةُ الْمُتَكَلّم؟ ثُمَّ يَقُولُ جَلَّ جَلَالُهُ {قُلْ آمِنُوا بِهِ اَوْ لَاتُؤْمِنُوا( وَذَلِكَ بِمُوجِبِ حُرِّيَّةِ اِلاخْتِيَارِ الَّتِي اَعْطَيْتُكُمْ اِيَّاهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاَنْتُمْ لَاتَنْفَعُونَ اللهَ شَيْئاً بِاِيمَانِكُمْ؟ وَلَاتَضُرُّونَهُ بِعَدَمِ اِيمَانِكُمْ؟ وَاِنَّمَا اِذَا آمَنْتُمْ نَفَعْتُمْ اَنْفُسَكُمْ دُونَ رَبِّكُمْ؟ وَاِذَا كَفَرْتُمْ اَلْحَقْتُمُ الضَّرَرَ بِاَنْفُسِكُمْ دَونَ رَبِّكُمْ اَيْضاً؟ بعد ذلك سألَني بعضُ الاُخوةِ قائلاً؟ ما بالُ ا***نِ البصريِّ رحمهُ اللهُ حينما كانَ يروي الحديثَ عنْ رسولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام ويُسْنِدُهُ اليه اِذَا بهِ يُسْقِطُ الصحابيَّ ولايَذْكُرُه؟ والجوابُ على ذلكَ اَنَّ هذا النوعَ مِنَ الاحاديثِ اسْمُهُ الحديثُ الْمُرْسَل؟ وَالْمُرْسَلُ بمعنى اَنَّهُ اَرْسَلَهُ أيْ اَطْلَقَهُ الى رسولِ اللهِ دُونَ اَنْ يَذْكُرَ التَّابِعِيُّ الصَّحَابِيَّ؟ وَالتَّابِعِيُّ هُنَا هُوَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيّ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّهُ لَمَّا سُئِلَ البصريُّ عَنْ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُ السَّائِلُ يَا عَمَّاه كَيْفَ تَذْكُرُ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَاَنْتَ لَمْ تَسْمَعْ رَسُولَ اللهِ اَصْلاً؟ فَقَالَ الْحَسَنُ لِلسَّائِل وَهَلْ سَمِعْتَنِي يَوْماً اَقُولُ عَنْ نَفْسِي اَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ الله؟ وَلَوْ قُلْتُهَا لَكُنْتُ كَاذِباً؟ وَهَذَا لايَلِيقُ بِالْعُلَمَاءِ وَرَثَةِ الاَنْبِيَاءِ؟ وَلاسِيَّمَا هَؤُلاءِ التَّابِعِين؟ وَاَنَا وَاحِدٌ مِنْهُمْ؟ وَلَكِنَّنِي كُنْتُ اَقُولُ دَائِماً رُوِيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ السَّائِلُ اَرْجُوكَ اُرِيدُ تَوْضِيحاً اَكْثَر؟ فَقَالَ يَا ابْنَ اَخِي(وَهُوَ لَيْسَ ابْنَ اَخِيهِ طَبْعاً؟ وَلَكِنَّ العَرَبَ تَقُولُ ذَلِكَ مِنْ بَابِ التَّوَدُّدِ وَالتَّحَبُّب( يَاابْنَ اَخِي؟ كُلُّ مَا تَسْمَعُهُ مِنِّي وَاُسْنِدُهُ اِلَى رَسُولِ اللهِ دُونَ اَنْ اَذْكُرَ الصَّحَابِيَّ فَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْه؟ وَلَكِنِّي اَخَافُ سَيْفَ الْحَجَّاجِ اِذَا ذَكَرْتُ عَلِيّاً بِخَيْر؟ فَهَذَا هُوَ الَّذِي يَمْنَعُنِي مِنْ عَدَمِ اِسْقَاطِ الصَّحَابِيّ؟ وَاَقُولُ لِلْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ لاغُبَارَ عَلَيْكَ فِي ذَلِكَ فَهَذَا الَّذِي تَفْعَلُهُ هُوَ مِنْ بَابِ التَّقِيَّةِ الْمَشْرُوعَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {اِلَّا اَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاة(فَاِنْ قِيل؟ اِنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ فِي الْكَافِرِينَ فَقَطْ؟ قُلْنَا اِنَّ الْفِئَةَ الْبَاغِيَةَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ تَدْخُلُ مَعَهُمْ اَيْضاً(قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ فِي اَيَّامِنَا يَاْتِي خَطِيبُ الْجُمُعَةِ لِيَقُولَ لِلنَّاسِ قَالَ رَسُولُ اللهِ عليه الصلاة والسلام وَيُسْقِطُ الصَّحَابِيّ؟ بَلْ يُسْقِطُ السِّلْسِلَةَ كُلَّهَا؟ فَهَلْ يُؤْخَذُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الَّذِي يَرْوِيهِ الْخَطِيبُ اَوِ الْوَاعِظُ اَوِ الْمُدَرِّسُ اَوِ الْمُعَلِّمُ عَنْ رَسُولِ اللهِ عليه الصلاة والسلام؟ بَلْ اِنَّ هَؤُلاءِ جَمِيعاً لَمْ يَسْمَعُوهُ مِنَ الْبُخَارِي وَلا مِنَ ا***ن البصري وَلَمْ يَسْمَعُوهُ مِنْ اَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَة؟ فَكَيْفَ نَاْخُذُ مِنْهُمْ وَلا نَعْتَرِضُ عَلَيْهِمْ وَقَدِ اعْتَرَضَ السَّائِلُ عَلَى البصري لِاَنَّهُ فَقَطْ اَسْقَطَ صَحَابِيّاً وَاحِداً؟ فَكَيْفَ نَحْنُ نَرْضَى اَنْ نَاْخُذَ الْحَدِيثَ مِنْ هَؤُلاءِ وَقَدْ اَسْقَطُوا مَا اَسْقَطُوا وَاَسْقَطْنَا مَعَهُمْ اَيْضاً كُلَّ هَذِهِ السِّلْسِلَةَ الْمُتَّصِلَةَ اِلَى رَسُولِ الله؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ لَمَّا اسْتَقَرَّتِ الاَحَادِيثُ وَصَارَ لَهَا مَرَاجِعُ وَصَارَتْ لَهَا كُتُبٌ صَحِيحَة وَاعْتَرَفَ الْعُلَمَاءُ بِصِحَّتِهَا وَاجْتَهَدُوا فِي تَنْقِيَتِهَا؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ اُبِيحَ لِلْوَاعِظِ اَوِ الْخَطِيبِ اَنْ يَقُولَ مَثَلاً رَوَى الْبُخَارِيُّ عَنْ فُلان عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ اَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال[اِنَّمَا الاَعْمَالُ بِالنِّيَّات( وَاَحْيَاناً يُسْقِطُ الْخَطِيبُ الصَّحَابَة؟ وَاَحْيَاناً يُسْقِطُ الْمَرْجِعَ الَّذِي هُوَ الْكِتَاب وَيَتَجَاهَلُ ذِكْرَهُمْ جَمِيعاً مِنْ اَجْلِ الاخْتِصَارِ وَعَدَمِ اِضَاعَةِ الْوَقْت؟ اِلَّا اِذَا احْتَاجَ الْحَدِيثُ اِلَى التَّحَقُّقِ مِنْ رِوَايَتِه؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ فِي عَصْرِنَا هَذَا جَائِز؟ لَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَنْ يَكُونَ مَنْ يَرْوِي الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَالِماً مُؤْتَمَناً لايُؤَلّفُ الاَحَادِيثَ مِنْ عِنْدِهِ وَلايَنْسِبُهَا اِلَى رَسُولِ اللهِ كَذِباً وَافْتِرَاءً؟ وَحَتَّى لَوْ رَوَى عَلَى النَّاسِ حَدِيثاً صَحِيحاً فَلا يَجُوزُ لَهُ اَنْ يُنْقِصَ مِنْهُ اَوْ يَزِيدَ فِيهِ مَا لَيْسَ مِنْهُ عَلَى حَسَبِ هَوَاه؟ وَلايَجُوزُ لَهُ ذَلِكَ اَبَداً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام[مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّار] وَنَحْنُ اَيْضاً لايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَرْمِيَ الْحَدِيثَ فِي سَلَّةِ الْمُهْمَلاتِ اِذَا كَانَ مَكْتُوباً عَلَى وَرَقَةِ رُوزْنَامَة اَوْ غَيْرِهَا قَبْلَ اَنْ نَتَاَكَّدَ مِنْ صِحَّتِهِ وَمِنَ الْكِتَابِ الَّذِي اسْتُخْرِجَ مِنْهُ هَذَا الْحَدِيث؟ وَالْخُلاصَةُ اَنَّ الْحَدِيثَ الْمُرْسَلَ هُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي يَرْوِيهِ التَّابِعِيُّ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَيُسْقِطُ مِنْهُ الصَّحَابِيّ؟ وَاَمَّا الْحَدِيثُ الْمَوْقُوفُ فَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي اَوْقَفَهُ الرَّاوِي عَلَى الصَّحَابِي كَاَنْ يَقُولَ مَثَلاً عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه قَال اِنَّ اللهَ اَعَزَّنَا بِالاِسْلام وَمَهْمَا ابْتَغَيْنَا الْعِزَّةَ فِي غَيْرِهِ اَذَلَّنَا الله؟ وَلَمْ يَذْكُرِ الرَّاوِي هُنَا الرَّسُولَ عليه الصلاة والسلام؟ فَهَذَا الْحَدِيثُ مَوْقُوفٌ عَلَى الصَّحَابي عُمَرَ دُونَ اَنْ يَتَجَاوَزَهُ اِلَى رَسُولِ الله؟ وَاَمَّا الْحَدِيثُ الْمَرْفُوعُ فَهُوَ الْحَدِيثُ الَّذِي يُرْفَعُ اِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وَيُسَمَّى حَدِيثاً مَرْفُوعاً مِنَ الرِّفْعَةِ اِلَى جَلالِ قَدْرِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟هَلْ يُؤْخَذُ بِالْحَدِيثِ الْمَوْقُوفِ عَلَى الصَّحَابِي؟ وَاَقُولُ لَكَ اِنَّ الْعُلَمَاءَ اَحْرَار؟ يَخْتَارُونَ مِنْ اَقْوَالِ الصَّحَابَةِ مَا يَشَاؤُون؟ وَيَجُوزُ لِلْعُلَمَاءِ اَنْ يَرْفُضُوا الاَخْذَ بِاَحَادِيثِ الصَّحَابَةِ الْمَوْقُوفَةِ عَلَيْهِمْ دُونَ رَسُولِ الله؟ فَرُبَّمَا كَانَتْ هَذِهِ الاَحَادِيثُ مِنِ اجْتِهَادِ الصَّحَابَةِ وَرَسُولُ اللهِ لَمْ يَاْمُرْ بِهَا؟ اِلَّا؟؟؟ وَانْتَبِهُوا لِمَا اَقُولُهُ جَيِّداً؟ اَقُولُ اِلَّا اِذَا كَانَ هَذَا الْحَدِيثُ الْمَوْقُوفُ فِي اُمُورٍ لا يُمْكِنُ لِلْعَقْلِ اَنْ يَسْتَقِلَّ بِالْعِلْمِ بِهَا لِاَنَّهَا فَوْقَ طَاقَتِه؟ كَاَنْ يُرْوَى عَنِ الصَّحَابِيِّ مَشْهَداً مِنْ مَشَاهِدِ يَوْمِ الْقِيَامَة؟ لِاَنَّ الصَّحَابِيَّ لايَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَحَدَّثَ عَنْ اَحْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؟ اِلَّا بِمَا سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام؟ لِاَنَّ هَذِهِ اُمُورٌ غَيْبِيَّةٌ لامَجَالَ لِلْعَقْلِ اَنْ يَجْتَهِدَ فِيهَا اَبَداً؟ وَلَا لِاَحَدٍ اَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهَا اِلَّا بِمَا اَطْلَعَ اللهُ رُسُلَهُ وَاَخْبَرَهُمْ؟ وَمَا اَنْزَلَ سُبْحَانَهُ لِهَذا الْعَقْلِ الْبَشَرِيِّ مِنْ سُلْطَانٍ اِلَّا سُلْطَاناً مَحْدُوداً يَشْتَرِكُ فِيهِ الْمَلائِكَةُ اَيْضاً؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ سُلْطَانُهُمْ فَوْقَ سُلْطَانِ الْبَشَرِ فَاِنَّهُ يَبْقَى مَحْدُوداً اَيْضاً؟ وَلَمْ يُعْطِ سبحانهُ اَبَداً سُلْطَاناً مُطْلَقاً لاَحَدٍ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ كَالَّذِي ذَكَرَهُ فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلّ{يَا مَعْشَرَ الْاِنْسِ وَالْجِنِّ اِنِ اسْتَطَعْتُمْ اَنْ تَنْفُذُوا مِنْ اَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالاَرْضِ فَانفُذُوا؟ لَاتَنْفُذُونَ اِلَّا بِسُلْطَان؟ فَبِاَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان(اِلَّا مَا كَانَ مِنْ اَمْرِ نَبِيِّنَا عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام حِينَمَا عَرَجَ بِهِ سبحانهُ اِلَى السَّمَاوَاتِ الْعُلَى؟ وَالْوَيْلُ لِتَارِكِ الصَّلاةِ وَمَانِعِ الزَّكَاةِ بَعْدَ اَنْ جَمَعَ اللهُ بَيْنَهُمَا فِي اَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِينَ آيَة؟ وَبَعْدَ اَنْ اَحَاطَ سبحانهُ الصَّلاةَ خَاصَّةً بِهَذِهِ الْهَالَةِ الْمُقَدَّسَةِ وَالْحَفَاءِ وَالتَّكْرِيمِ وَالْمُعْجِزَةِ الْكُبْرَى مِنَ الْاِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات؟ فَيَا وَيْلَهُ وَيَا سَوَادَ لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ مَنْ يَسْتَهِينُ بِهَا وَيُقَلّلُ مِنْ قِيمَتِهَا؟ وَالْخُلاصَةُ اَنَّهُ سبحانهُ هَيَّأَ لِسُنَّةِ النَّبِيِّ عليه الصلاة والسلامُ عُلَمَاءَ اَفْذَاذاً عَبَاقِرَة؟ دَرَسُوا الْحَدِيثَ دِرَاسَةً مُتْقَنَة؟ وَبَرَعُوا بِالْعِلْمِ الَّذِي يُبَيِّنُ اَحْوَالَ الرِّجَالِ وَدَرَجَاتِ الْحَدِيثِ وَهُوَ مَا يُسَمَّى مُصْطَلَحَ الْحَدِيث؟ وَالْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ الله؟ هُوَ الْحَسَنْ بْنُ اَبِي الْحَسَن؟ وَنُسِبَ اِلَى بَلْدَتِهِ الَّتِي هِيَ البَصْرَى؟ وَاَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ يُنْسَبُونَ اِلَى بُلْدَانِهِمْ وَمِنْهُمْ عُلَمَاءُ الْحَدِيث؟ فَالْبُخَارِيُّ نِسْبَةً اِلَى بُخَارَى؟ وَالسَّمَرْقَنْدِيُّ نِسْبَةً اِلَى سَمَرْقَنْد؟ وَالنَّسَائِيُّ نِسْبَةً اِلَى مَدِينَةٍ تُسَمَّى النَّسَاء بِتَشْدِيدِ النُّونِ وَفَتْحِهَا وَلَيْسَ كَسْرَهَا كَمَا يَنْطِقُهَا الْبَعْض؟ وَكَذَلِكَ كَثِيرٌ مِنَ هَؤُلاءِ الْعُلَمَاء؟ وَحَتَّى فِي عَصْرِنَا فَاَكْثَرُ الْقُرَّاءِ الَّذِينَ كُنَّا نَعْرِفُهُمْ كَانُوا يُنْسَبُونَ اِلَى قُرَاهُمْ وَبِلادِهِمْ؟ فَمَثلاً يُقَال اَلشَّيْخ عَبْدُ الْفَتَّاحِ الشَّعْشَاعِيُّ نِسْبَةً اِلَى بَلَدٍ اسْمُهَا شَعْشَاع؟ وَكَذَلِكَ صِدِّيقُ الْمِنْشَاوِيُّ نِسْبَةً اِلَى مِنْشَاءَ؟ وَطَهَ الْفَشْنِي نِسْبَةً اِلَى فَشْنَا؟ وَاَمَّا مَنْصُورُ الشَّامِيُّ الدَّمَنْهُورِيُّ فَاَصْلُهُ وَمَسْقَطُ رَاْسِهِ فِي بِلادِ الشَّام ثُمَّ اسْتَوْطَنَ فِي مَدِينَةِ دَمَنْهُور؟ نَعَمْ اَيُّهَا الاُخْوَة؟ وَحَتَّى عَلَى مُسْتَوى الاُسَر؟ فَهَذَا مِنْ اُسْرَةِ الطَّرْطُوسِيّ؟ وَهَذَا مِنْ بَيْتِ اَوْ عَائِلَةِ الطَّرَابُلْسِيِّ اَوِ النَّابْلُسِيّ؟ وَكُلُّ هَذَا نِسْبَةً اِلَى الْمُدُنِ اَوِ الْبَلْدَاتِ الَّتِي يَنْتَسِبُونَ اِلَيْهَا؟ وَهَذِهِ الْيَاءُ تُسَمَّى يَاءَ النِّسْبَة؟ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي قَوْلِنَا مَثَلاً طَرْطُوسِيّ؟ شَامِيّ؟ حَلَبِيّ؟ وَقَدْ تَحْصَلُ النِّسْبَةُ اَيْضاً بِسَبَبِ الْمِهَنِ وَالْحِرَفِ وَالصَّنْعَاتِ الَّتِي كَانَ يُمَارِسُهَا الاَجْدَادُ قَدِيماً؟ فَيُقَال فُلَان مِنْ بَيْتِ اَوْ عَائِلَةِ النَّجَّار؟ وَفُلانٌ آخَرُ مِنْ بَيْتِ الْحَدَّاد؟ وَثَالِثٌ مِنْ بَيْتِ الْخَيَّاط؟ اِلَى آخِرِ مَا هُنَالِك؟ وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ بِاسْمِ اللهِ وَعَلَى بَرَكَتِهِ سُبْحَانَهُ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَاِلَيْهِ اُنِيب؟ يَقُولُ اللهُ عَزَّ وَجَلّ {يَسْاَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَة؟ قُلْ اِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ؟ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبَا(اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وُجِّهَ اِلَيْهِ هَذَا السُّؤَالُ مِنْ كُلِّ النَّاس؟ وُجِّهَ اِلَيْهِ مِنَ الْمُسْلِمِين؟ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَسْتَعِدُّوا لَهَا؟ لا اِنْكَاراً لَهَا؟ وَوُجِّهَ اِلَيْهِ اَيْضاً مِنَ الْمُشْرِكِين؟ اِسْتِبْعَاداً لَهَا وَهُزْؤاً وَسُخْرِيَةً بِهَا؟ فَالسُّؤَالُ وَاحِد؟ وَلَكِنَّ الْفَرْقَ كَبِير؟ بِسَبَبِ نَوَايَا السَّائِلِينَ الَّتِي تَخْتَلِفُ مِنْ اِنْسَانٍ اِلَى آخَر؟ وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ اِذَا سَاَلَهُ الْمُسْلِمُ عَنِ السَّاعَةِ؟ يَقُولُ لَهُ مَاذَا اَعْدَدْتَّ لَهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ السَّاعَةَ مَجْهُولَةٌ؟ وَلَيْسَ وَقْتُ وُقُوعِهَا مِنْ شَاْنِي وَشَاْنِكَ؟ وَاِنَّمَا الْمُهِمُّ مِنْ شَاْنِي وَشَاْنِكَ بِهَا هُوَ اَنْ نَسْتَعِدَّ لَهَا جَيِّداً؟ وَاَنْ نُعِدَّ الْعِدَّةَ لَهَا مِنْ خَيْرِ الزَّادِ التَّقْوَى الَّتِي يَنْتُجُ عَنْهَا الاِيمَانُ وَالْعَمَلُ الصَّالِح؟ وَكَلِمَة اِنَّمَا فِي الآيَة تُفِيدُ الْحَصْر؟ أيْ لايَعْلَمُهَا عِلْمًا يَقِينِيّاً حَصْرِيّاً اِلَّا الله؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ قَدْ يَعْلَمُهَا بَعْضُ الْمُقَرَّبِينَ اِلَى اللهِ تَخْمِينِيّاً وَبِشَكْلٍ تَقْرِيبِيّ اَقْرَبَ اِلَى الْخَطَأِ مِنْهُ اِلَى الصَّحّ؟ وَلَكِنْ مَتَى تَكُونُ بِالضَّبْطِ فَهَذَا لايَعْلَمُهُ اِلَّا هُوَ سُبْحَانَه؟ ثُمَّ يَقُولُ سُبْحَانَهُ فِي الآيَة{وَمَايُدْرِيكَ(هُنَاكَ اِمَامٌ مِنْ اَئِمَّةِ اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ اسْمُهُ الْفَرَّاءُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى يَقُول اِذَا قَالَ الْقُرْآنُ {وَمَا يُدْرِيكَ(فَاِنَّهُ لَنْ يُدْرِيَكَ لَا فِي الْمَاضِي وَلَا فِي الْحَاضِرِ وَلَا فِي الْمُسْتَقْبَل؟وَاَمَّا اِذَا قَالَ الْقُرْآنُ{وَمَا َادْرَاكَ فَاِنَّهُ سَيُدْرِيكَ فِي الْوَقْتِ الْمُنَاسِبِ وَلَوْ فَوْراً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلْحَاقَّةُ؟ مَاالْحَاقَّةُ؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ؟ كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَة{اَلْقَارِعَةُ مَاالْقَارِعَةُ؟ وَمَااَدْرَاكَ مَاالْقَارِعَة؟ يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوث{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ؟ وَمَا اَدْرَاكَ مَاالطَّارِقُ؟ النَّجْمُ الثَّاقِب}وَاَمَّا حِينَمَا يَقُولُ سبحانهُ{وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبَا(فَهُنَا لَارَسُولُ اللهِ وَلَاغَيْرُ رَسُولِ اللهِ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَعْرِفَ مَتَى تَكُونُ السَّاعَةُ بِالتَّحْدِيدِ الدَّقِيق؟ وَكَلِمَة قَرِيبَا فِي الآيَة مُذَكَّرْ؟ وَقَدْ جَاءَتْ وَصْفاً لِكَلِمَةِ السَّاعَةِ وَكَلِمَة السَّاعَة هِيَ مُؤَنَّث؟ فَاِنْ قِيل؟ كَيْفَ يَتَّفِقُ الْمُؤَنَّثُ مَعَ الْمُذَكَّرِ فِي اللَّغَةِ الْعَرَبِيَّة وَالْقَاعِدَة النَّحَوِيَّة تَقُول بِوُجُوبِ تَطَابُقِ الصِّفَة مَعَ الْمَوصُوف فِي اَشْيَاءَ وَمِنْهَا التَّذْكِيرُ وَالتَّاْنِيث؟ بَلْ كَانَ مِنْ حَقِّ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ عَلَيْهِ سبحانهُ اَنْ يَقُول وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبَة بِالتَّاءِ الْمَرْبُوطَة التِي تَتَحَوَّلُ اِلَى هَاءِ السَّكْتِ السَّاكِنَة عِنْدَ وُقُوفِنَا عَلَيْهَا مُرَاعَاةً لِاَحْكَامِ التَّجْوِيد؟ قُلْنَا؟ اِنَّهُ سبحانهُ جَاءَ بِكَلِمَة{تَكُون(مُرَاعَاةً لِلتَّاْنِيثِ فِي كَلِمَةِ السَّاعَة؟ فَلَوْ كَانَتِ السَّاعَةُ مُذَكَّراً لَقَالَ سبحانهُ يَكُون وَلَمْ يَقُل{تَكُون(وَلَكِنَّهُ سبحانهُ حِينَمَا جَاءَ اِلَى كَلِمَة{قَرِيبَا(قَالَهَا بِصِيغَةِ الْمُذَكَّر وَلَمْ يَقُلْهَا بِصِيغَةِ الْمُؤَنَّث؟مُرَاعَاةً لِلْوَقْتِ الْمُبْهَمِ فِي الآيَة وَالَّذِي نَفْهَمُهُ مِنْهَا؟ لِاَنَّ كلمةَ الْوَقْتِ مُذَكَّر مَوْصُوف مَحْذُوف فِي الآيَة نَفْهَمُهُ مِنْ سِيَاقِهَا وَمَعْنَاهَا؟ وَقَدْ اَرَادَ سبحانهُ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ الْمَوْصُوفِ الْمَحْذُوف اَنْ يَتَطَابَقَ مَعَ صِفَتِهِ وَهِيَ كَلِمَة{قَرِيبَا(وَهِيَ مُذَكَّرٌ اَيْضاً دُونَ السَّاعَةِ الْمُؤَنَّثَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ تَقْدِيرَ الْكَلِمَةِ الْمَحْذُوفَةِ هُوَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ وَقْتَ السَّاعَةِ يَكُونُ قَرِيبَا؟ وَكَاَنَّهُ سبحانهُ يُرِيدُ اَنْ يقول وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ فِي وَقْتٍ قَرِيب؟ ثُمَّ يَقُولُ سبحانه{اِنَّ اللهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَاَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرَا؟خَالِدِينَ فِيهَا اَبَداً لَايَجِدُونَ وَلِيّاً وَلَانَصِيرَا؟ يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا اَطَعْنَا اللهَ وَاَطَعْنَا الرَّسُولَا( وَالَّذِي يَهُمُّنِي الآنَ مِنْ هَذِهِ الآيَةِ هُوَ كَلِمَةُ {الرَّسُولَاْ(وَاَصْلُهَا(اَلرَّسولَ( بِفَتْحِ اللَّامِ وَقَصْرِهَا مِنْ دُونِ مَدٍّ طَبِيعِيّ مِقْدَارُهُ حَرَكَتَان؟ وَقَدْ سَاَلَنِي سَائِل عَنْ هَذِهِ الاَلِفِ الزَّائِدَة فِي الْكَلِمَة؟ وَجَوَابِي لَهُ اَنَّهَا تُسَمَّى اَلِفَ الاِطْلَاق؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ سبحانهُ اَطْلَقَ صَوْتَ الْكَافِرِينَ فِي هَذِهِ الْكَلِمَة مُرَاعَاةً لِلْقَافِيَةِ الْقُرْآنِيَّةِ غَيْرِ الشِّعْرِيَّةِ وَغَيْرِ النَّثْرِيَّة؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ كَمَا هُوَ مَعْلُوم اَخَذَ حَدّاً وَسَطاً بَيْنَ الشِّعْرِ وَالنَّثْر؟ فَلَا هُوَ شِعْر؟ وَلَا هُوَ نَثْر؟ وَلَكِنَّهُ بَيْنَ بَيْن؟ ثُمَّ يَقُولُ سبحانهُ عَنْهُمْ وَعَلَى لِسَانِهِمْ {وَقَالُوا رَبَّنَا اِنَّا اَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَاَضَلُّونَا السَّبِيلَاْ( وَطَبْعاً كَلِمَةُ{السَّبِيلَاْ(اَصْلُهَا(السَّبِيلَ بِفَتْحِ اللَّام؟وَفِي سُورَةِ الاَحْزَابِ اَيْضاً{اِذْ جَاؤُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ اَسْفَلَ مِنْكُمْ؟ وَاِذْ زَاغَتِ الْاَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظّنُونَاْ هُنَالِكَ(وَطَبْعاً فَاِنَّكَ اَخِي تَجِدُ سُكُوناً صَغِيرَةً عَلَى اَلِفِ الْاِطْلَاقِ هَذِهِ؟ وَقَدْ تَسْاَلُنِي كَيْفَ نَقْرَأُ اَمْثَالَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ فِي عِلْمِ التَّجْوِيدِ وَصْلاً وَوَقْفاً؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ الْقُرَّاءَ لَهُمْ ثَلَاثَةُ مَذَاهِبَ فِي قِرَاءَتِهَا؟اَمَّا الْفَرِيقُ الْاَوَّلُ وَهُوَ فَرِيقُ حَفْص وَهِيَ الْقِرَاءَةُ الَّتِي نَقْرَؤُهَا فِي بِلَادِ الشَّام؟ فَذَهَبَ اِلَى اَنَّ اَلِفَ الْاِطْلَاقِ هَذِهِ تَثْبُتُ فِي حَالَةِ الْوَقْفِ فَقَطْ دُونَ حَالَةِ الْوَصْل؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا فِي حَالَةِ الْوَقْفِ تَكُونُ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي {وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظّنُونَاْ~( بِمِقْدَار حَرَكَتَيْ مَدّ طَبِيعِيّ عَرَضَتْ لَهُ السُّكُون عَلَى اَلِفِ الاِطْلَاق؟ وَاَمَّا فِي حَالَةِ الْوَصْلِ {وَتَظُنّونَ بِاللهِ الظّنُونَ هُنَالِكَ( بِقَصْرٍ لِلنُّونِ الْمَفْتُوحَةِ فِي كَلِمَةِ الظّنُونَ وَمِنْ دُونِ مَدّ؟ وَالْقَصْرُ يَكُونُ عَلَى شَكْلِ خَطْفٍ لَفْظِيٍّ لِلْفَتْحَةِ عَلَى النُّون بِمِقْدَارِ لَحْسَةٍ لِلْحَرْفِ الْمُتَحَرِّكِ بِالْفَتْحَةِ هُنَا وَبِالضَّمَّةِ فِي غَيْرِهِ وَالْكَسْرَةِ اَيْضاً وَمِنْ دُونِ مَدٍّ اَبَداً؟ وَاللَّحْسَةُ تَكُونُ اَقَلَّ مِنَ حَرَكَتَيْنِ وبِمِقْدَارحَرَكَة فَقَطْ يُرْمَزُ لَهَا بِالْفَتْحَة كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى عَلَى قِرَاءَةِ حَفْص {اَنَاْ اَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً(بِقَصْرِ النُّونِ عَلَى الْفَتْحَةِ في كلمة اَنَاْ مَعَ تَجَاهُلِ لَفْظِ الْاَلِفِ الْمَنْسُوخَةِ لَفْظاً لَا كِتَابَةً عَلَى لَهْجَةِ حَفْص؟ وَلَايَجُوزُ اَنْ تَقُولَ عَلَى قِرَاءَةِ حَفْصٍ اَنَا~أكْثَرُ بِمَدِّ الْاَلِفِ فِي حَالَةِ الْوَصْلِ مَعَ الْكَلِمَةِ التَّالِيَةِ؟اِلَّا فِي حَالَةِ الْوَقْفِ بِمَدٍّ طَبِيعِيّ عَارِضٍ لِلسُّكُونِ الظَّاهِرَةِ عَلَى الْاَلِف عَلَى شَكْلِ دَائِرَةٍ مُغْلَقَةٍ غَيْرِ مَفْتُوحَةٍ كَمَا فِي الرَّسْمِ الْقُرْآنِيِّ فِي الْمَصَاحِف؟وَاَمَّا عَلَى قِرَاءَةِ وَرْش وَالَّتِي لَاتَقُولُ بِالنَّسْخِ؟وَهِيَ قِرَاءَةُ اَهْلِ الْمَغْرِبِ الْعَرَبِيّ؟ فَيَجُوزُ لَكَ اَخِي اَنْ تَمُدَّ الْاَلِفَ فِي كَلِمَةِ اَنَاْ~أكْثَرُ مَدّاً مُنْفَصِلاً اِلَى حُدُودِ سِتِّ حَرَكَاتٍ فِي حَالَةِ الْوَصْل وَحَرَكَتَيْنِ فِي حَالَةِ الْوَقْف؟ فَاِذَا رَاَيْتَ اَخِي سُكُوناً عَلَى شَكْلِ دَائِرَةٍ مُغْلَقَةٍ غَيْرِ مَفْتُوحَة كَمَا فِي كَلِمَةِ اَنَاْ؟ فَاعْلَمْ اَنَّهَا سُكُونٌ غَيْرُ اَصْلِيَّةٍ عَلَى حَرْفٍ قَدْ يَكُونُ غَيْرَ اَصْلِيٍّ اَيْضاً هُوَ الْاَلِف وَلَيْسَ مِنْ اَصْلِ الْكَلِمَةِ؟ لِاَنَّهُ مَحَلُّ خِلَافٍ بَيْنَ الْقُرَّاء فِي مَدِّهِ اَوْ عَدَمِ مَدِّهِ فِي حَالَةِ الْوَصْلِ كَمَا شَرَحْنَا قَبْلَ قَلِيل؟وَاَمَّا اِذَا رَاَيْتَ اَخِي سُكُوناً مَفْتُوحَةً غَيْرَ مُغْلَقَةٍ فِي الْمُصْحَف كَمَا فِي اَوَّلِ سُورَةِ الْبَقَرَة فِي قَوْلِهِ تَعَالَى(لَارَيْبَ فِيه( فَاعْلَمْ اَخِي اَنَّهَا سُكُونٌ اَصْلِيَّةُ عَلَى حَرْفٍ اَصْلِيٍّ مِنْ اَصْلِ الْكَلِمَة كَمَا فِي حَرْفِ الْيَاءِ فِي كَلِمَةِ رَيْب؟ وَمَعَ الاَسَف لَمْ اَجِدْ هَذِهِ السُّكُونَ الْمَفْتُوحَةَ عِنْدِي فِي لَوحَةِ الْمَفَاتِيح مَعَ الْعِلْمِ اَنَّنِي اُعَانِي اَيْضاً مِنْ عَدَمِ ظُهُورِ بَعْضِ الْحَرَكَاتِ عَلَى بَعْضِ الْحُرُوفِ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ كَالضَّمَّةِ وَالشَّدَّةِ وَغَيْرِهِمَا؟ وَقَدْ يَكُونُ ذَلِكَ نَتِيجَةَ عَيْبٍ قَسْرِيٍّ فِي بَرْنَامَج وُورْد وَاَرْجُو مِنْ شَرِكَة مِكْرُوسُوفْت اُوفِيس تَحْدِيثَهُ بِمَا يَتَوَافَقُ مَعَ ظُهُورِ هَذِهِ الْحَرَكَات؟ وَاَمَّا الْفَرِيقُ الْثَّانِي مِنَ الْقُرَّاءِ فَقَدْ ذَهَبَ اِلَى اَنَّ اَلِفَ الْاِطْلَاقِ هَذِهِ ثَابِتَةٌ فِي الْوَصْلِ وَفِي الْوَقْفِ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي {اَلظّنُونَاْ~ هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ( بِمِقْدَارِ حَرَكَتَيْ مَدّ طَبِيعِي؟ وَاَمَّا الْفَرِيقُ الثَّالِثُ مِنَ الْقُرَّاءِ فَقَدْ ذَهَبَ اِلَى حَذْفِ اَلِفِ الْاِطْلَاقِ هَذِهِ فِي الْوَصْلِ وَفِي الْوَقْفِ اَيْضاً عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{اَلظّنُونَ هُنَالِكَ وَهَذَا فِي حَالَةِ الْوَصْل( بِالْقَصْرِ وَمِنْ دُونِ مَدٍّ طَبِيعِيّ وَلَا غَيْرِه؟ وَاَمَّا فِي حَالَةِ الْوَقْفِ فَهِيَ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي{اَلظُّنُونْ( وَاحْتَجُّوا بِاَنَّ هُنَاكَ حُرُوفاً كَثِيرَةً فِي غَيْرِ الْقُرْآن وَفِي اللغةِ العربية تُكْتَبُ وَلَا تُلْفَظ؟ وَحَتَّى فِي اللُّغَاتِ الاَجْنَبِيَّةِ اَيْضاً وَخَاصّةً الْفَرَنْسِيَّة وَالانكليزيّة فَاِنَّهَا تُكْتَبُ وَلاتُلْفَظ؟ فَمَثَلاً فِي اللغةِ العربية كَلِمَةُ قَالُوا؟هَلْ يَصِحُّ اَنْ نَقُول قَالُوَا مُرَاعَاةً لِلْاَلِفِ الَّتِي تُكْتَبُ وَلاتُلْفَظ؟ بِالتَّاْكِيدِ لَايَصِحّ لَا فِي الْوَقْف وَلَا فِي الْوَصْل اِلَّا اَنْ نَقُول قَالُوا بِدُونِ فَتْحِ الْوَاو؟ وَهَذِهِ الْوَاوُ تُسَمَّى وَاوَ فِعْلِ الْجَمَاعَة؟ وَهُنَاكَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يُخْطِئُونَ وَلَا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ وَاوِ الْفِعْلِ هَذِهِ وَبَيْنَ وَاوِ اسْمِ الْفَاعِل؟ وَقَدْ جَاءَتْ هَذِهِ الْاَلِفُ الْفَارِقَةُ الَّتِي تُكْتَبُ وَلَا تُلْفَظُ مِنْ اَجْلِ هَذَا التَّمْيِيز؟ فَنَقُولُ مَثَلاً جَاءَ مُدَرِّسُو الصَّفّ؟ جَاءَ مُعَلِّمُو الصَّفّ؟ فَحِينَمَا نَنْظُرُ اِلَى الْوَاوِ مِنْ دُونِ رَفِيقَتِهَا الْاَلِف فَعَلَيْنَا اَنْ نَعْلَمَ اَنَّهَا وَاوُ اسْمِ الْفَاعِل؟ وَتُسَمَّى اَيْضاً وَاوَ جَمَاعَةِ الْفَاعِلِين كَمَا فِي هَذَا الْمِثَالِ الَّذِي مَرَّ مَعَنَا وَهُوَ كلمة مُعَلّمُو؟ وَهِيَ لَيْسَتْ وَاوَ فِعْلِ الْجَمَاعَة كَمَا فِي كَلِمَة قَالُوا؟ وَعَلَيْنَا اَيْضاً اَنْ نُفَرِّقَ بَيْنَ وَاوِ فِعْلِ الْجَمَاعَةِ فِي كَلِمَةِ دَنَوْا مَثَلاً؟ وَبَيْنَ وَاو حَرْفِ الْعِلَّةِ فِي كَلِمَةِ يَدْنُو؟وَكَلِمَةُ دَنَوْا فِعْل مَاضِي مَبْنِي عَلَى الْفَتْحَةِ الْمُقَدَّرَةِ عَلَى اَلِفِ الْعِلَّةِ الطَّوِيلَةِ الْمَحْذُوفَة؟ وَوَاوُ الْجَمَاعَةِ هِيَ ضَمِيرٌ مُتَّصِلٌ مَبْنِيٌّ عَلَى السُّكُون فِي مَحَلّ رَفْع فَاعِل؟ وَالْاَلِفُ فِي آخِرِ الْكَلِمَةِ فَارِقَة لِلتَّفْرِيقِ بَيْنَ وَاوِ فِعْلِ الْجَمَاعَةِ دَنَوْا وَبَيْنَ وَاوِ حَرْفِ الْعِلَّةِ فِي مُضَارِعِ الْفِعْل الْمَاضِيِ دَنَوا وَهُوَ يَدْنُو؟ وَاَمَّا لِمَاذَا حَذَفْنَا اَلِفَ الْعِلَّةِ الطَّوِيلَةِ فِي كَلِمَةِ دَنَوْا؟ فَلِاَنَّهُ لايَلْتَقِي سَاكِنَانِ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ بِعَكْسِ اللَّغَاتِ الاَجْنَبِيَّة؟ وَاَمَّا مَا هُمَا السَّاكِنَان؟ فَهُمَا اَلِفُ الْعِلَّةِ الطَّوِيلَةُ الْمَحْذُوفَةُ فِي الْفِعْل دَنَوْا وَاَصْلُهُ دَنَاوْا؟ وَاَمَّا السَّاكِنُ الثَّانِي فَهُوَ وَاوُ فِعْلِ الْجَمَاعَةِ فِي نَفْسِ الْكَلِمَة؟ قَد يَقُولُ قَائِل اِنَّ الْقَاعِدَةَ النَّحْوِيَّةَ وَالْاِعْرَابِيَّةَ فِي اللغةِ العربيَّةِ تَقُول يُبْنَى الْفِعْلُ الْمَاضِي عَلَى الضَّمَّةِ وَليْسَ الْفَتْحَة كَمَا فِي كَلِمَة دَنَوْا اِذَا اتَّصَلَتْ بِهِ وَاوُ الْجَمَاعَةِ؟وَاَقُولُ لَكَ كُنْتُ سَاَتَّفِقُ مَعَكَ لَوْلَا اَنَّ اَلِفَ الْعِلَّةِ الطَّوِيلَةِ الْمَحْذُوفَةِ سَبَقَتْ وَاوَ الْجَمَاعَة؟ بَعْدَ ذَلِكَ سَاَلَنِي سَائِل؟ لِمَاذَا نَقُولُ عَنِ الضَّمَّةِ مَثَلاً اَنَّهَا مُقَدَّرَة لِلثّقَل وَهِيَ عَلَامَةُ رَفْعِ الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ كَمَا هُوَ مَعْلُوم وَكَمَا فِي كَلِمَةِ يَدْنُو؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ قَوْلَنَا عَنِ الضَّمَّةِ اَنَّهَا مُقَدَّرَةٌ وَلَمْ نَقُلْ عَنْهَا اَنَّهَا ظَاهِرَة فَلِصُعُوبَةِ وَثِقَلِ لَفْظِهَا عَلَى وَاوِ حَرْفِ الْعِلَّة؟ وَيَقُولُ عُلَمَاءُ الْاِعْرَاب لِتَعَذّرِ لَفْظِهَا اَيْضاً اِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِيلاً عَلَى حَرْفِ الْعِلَّةِ وَهُوَ الْاَلِف كَمَا فِي قَوْلِنَا يُرْمَى؟ فَهَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُول يُرْمَاوْ حَتَّى نَاْتِيَ بِالضَّمَّة؟ لَا وَذَلِكَ لِتَعَذّرِ لَفْظِ الضَّمَّةِ عَلَى اللّسَان؟ وَلِثِقَلِ لَفْظِهَا عَلَى حَرْفَيِ الْعِلَّةِ الْآَخَرَيْن وَهُمَا الْوَاوُ وَالْيَاء؟فَهَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ بِسُهُولَة يَدْنُوُ بِالنِّسْبَةِ لِلْوَاو؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ يَرْمِيُ بِالنِّسْبَةِ لِلْيَاء؟لَا وَذَلِكَ لِثِقَلِ الضَّمَّةِ عَلَى اللّسَانِ فِي الْحَالَتَيْن؟ بِمَعْنَى اَنَّ لَفْظَ الضَّمَّةِ ثَقِيلٌ جِدّاً عَلَى اللّسَانِ كَمَا فِي كَلِمَةِ يَدْنُو؟ فَلَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نَنْطِقَهَا عَلَى شَكْلِ يَدْنُوُ اِلَّا بِصُعُوبَةٍ بَالِغَةٍ وَثِقَلٍ كَبِيرٍ عَلَى اللّسَان؟ وَكَلِمَةُ يَدْنُو فِعْل مُضَارِع مَرْفُوع لِتَجَرُّدِهِ عَنِ النَّاصِبِ وَالْجَازِم؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَمْ يَسْبِقْهُ حَرْفُ نَصْبٍ اَوْ حَرْفُ جَزْم وَعَلَامَة رَفْعِهِ الضَّمَّةُ الْمُقَدَّرَة عَلَى الْوَاو لِلثّقَلِ كَمَا شَرَحْنَا قَبْلَ قَلِيل؟ وَاَمَّا اِذَا سَبَقَهُ حَرْفٌ نَاصِب مِثَال لَنْ يَدْنُوَ فَاِنَّنَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَاْتِيَ بِالْفَتْحَةِ وَنَلْفِظَهَا وَنَنْطِقَهَا بِكُلِّ سُهُولَة وَلَاتَعَذّرَ وَلَاثِقَلَ وَلَاصُعُوبَةَ فِي لَفْظِهَا فَيُصْبِحُ اِعْرَابُ كَلِمَةِ لَنْ يَدْنُوَ فِعْل مُضَارِع مَنْصُوب بِلَنْ وَعَلَامَة نَصْبِهِ الْفَتْحَة الظَّاهِرَة عَلَى آخِرِ حَرْفٍ فِيه؟ وَاَمَّا اِذَا سَبَقَهُ حَرْفٌ جَازِم فَيُصْبِحُ عَلَى الشَّكْلِ التَّالِي لَمْ يَدْنُ؟وَهُوَ فِعْل مُضَارِع مَجْزُوم بِلَمْ وَعَلَامَة جَزْمِهِ حَذْفُ حَرْفِ الْعِلَّةِ مِنْ آخِرِهِ وَحَرْفُ الْعِلَّةِ هُنَا هِيَ الْوَاوُ الْمَحْذُوفَة مِنْ كلمة يدنو؟؟؟ تَرَى بَعْضَ النَّاسِ اَخِي مَعَ الاَسَف عِنْدَهُمْ مَبَادِىءُ مَبَادِىءِ عِلْمِ التَّجْوِيد؟ بَلْ اِنَّهُمْ قَدْ لايَفْقَهُونَ شَيْئاً مِنَ التَّجْوِيد وَلَا مِنْ لَهَجَاتِ الْقُرْآن؟ ثُمَّ يَتَطَاوَلُونَ عَلَى هَؤُلَاءِ الْقُرَّاءِ بِقَوْلِهِمْ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ يُخْطِئُونَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآن؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاء اَنْتُمْ مَا زِلْتُمْ صَاعِدِين؟ وَقَدْ وَقَفْتُمْ عَلَى اَوَّلِ دَرَجَةٍ مِنَ السُّلَّمِ التَّجْوِيدِيّ؟ هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تَتَسَلَّقُوا ثُمَّ تَصِلُوا اِلَى نَاطِحَاتِ السَّحَابِ دَفْعَةً وَاحِدَة؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا جَهِلْتَ شَيْئاً فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّهُ لايُوجَدُ هَذَا الشَّيْء؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَاَدَّبَ وَخَاصَّةً حِينَمَا نَطْلُبُ الْعِلْم؟ اَمَاعَلِمْتُمْ اَنَّ صُعُودَ السُّلَّمِ يَكُونُ دَرَجَةً دَرَجَة؟ عَيْبٌ عَلَيْكُمْ اَنْ تَدَّعُوا اَشْيَاءَ لَسْتُمْ مُخْتَصِّينَ بِهَا؟ وَلَسْتُمْ بِالتَّالِي اَهْلاً لِتَقْيِيمِ قِرَاءَةِ هَؤُلَاءِ بِصَوَابٍ اَوْ خَطَاْ؟ لِاَنَّكُم اَعْدَاءُ لِمَا تَجْهَلُون؟ وَسَتُصْبِحُونَ اَعْدَاءَ اللهِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ الْقَرِيبِ اِذَا بَقِيتُمْ عَلَى جَهْلِكُمْ هَذَا؟ لِاَنَّ اللهَ لايَعْذُرُ الْجَاهِلَ اَبَداً؟ بَلْ جَعَلَ طَلَبَ الْعِلْمِ فَرِيضَةً عَلَيْهِ وَلَوْ فِي الصِّينِ الشُّيُوعِيَّةِ الاِلْحَادِيَّة؟ ثُمَّ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ يَبْحَثَ عَنِ الْحَقِيقَةِ الْكُبْرَى بِصَفَاءٍ وَرَوِيَّة؟ وَمِنْ دُونِ حِقْدٍ اَوْ تَعَصُّبٍ اَعْمَى اَوْ حَمِيَّةٍ جَاهِلِيّة؟ بَلْ بِالْمَنْطِقِ وَالْعَقْلِ وَالشَّرْعِ وَالْمَنْهَجِ الْعِلْمِيِّ وَالْمَوْضُوعِيَّةِ؟ الَّتِي تُوصِلُهُ اِلَى الدُّخُولِ فِي مَلَكُوتِ اللهِ وَالْوَحْدَانِيَّة؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ اَوِ اللَّهَجَاتِ السَّبْعِ هِيَ قِرَاءَاتٌ تَوْقِيفِيَّةٌ؟ وَرَدَتْ ثُمَّ تَلَقَّيْنَاهَا عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام؟وَكَلِمَة تَوْقِيفِيَّة بِمَعْنَى اَنَّنَا كَقُرَّاء مُلْزَمُونَ شَرْعاً اَنْ نَقِفَ عِنْدَ الْحَدِّ الَّذِي شَرَعَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ فِي قِرَاءَتِهَا وَصَادَقَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ الْاَمِينُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام بَعْدَ مُوَافَقَةِ رَبِّ الْعِزَّةِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَفْصَحُ هَذِهِ اللَّهَجَاتِ عَلَى الْاِطْلَاقِ هِيَ لَهْجَةُ قُرَيْش؟ وَنَحْنُ حِينَمَا نَقُولُ قِرَاءَة وَرْش؟ اَوْ قِرَاءَة حَفْص؟ اَوْ نَافِع اَوْ غَيْرُهُمْ؟ فَاِنَّنَا نَعْنِي اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلاءِ اَخَذَ قِرَاءَةً مِنْ هَذِهِ الْقِرَاءَاتِ الْمَسْمُوعَةِ عَنِ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلام وَاجْتَهَدُوا فِيهَا ضِمْنَ الْحُدُودِ التَّوْقِيفِيَّةِ الصَّارِمَةِ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاةُ وَالسَّلَام؟ وَاَمَّا مَا حَصَلَ اَيَّامَ عُثْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ فَقَدْ قَامَ بَعْضُ النَّاسِ الْجُهَّالِ بِالاجْتِهَادِ الْخَاطِىءِ فِيهَا مُتَجَاوِزِينَ الْحُدُودَ التَّوْقِيفِيَّةَ الَّتِي وَرَدَتْ عَنْ رَسُولِ اللهِ وَاَصْبَحُوا يَلْحَنُونَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَيُخْطِئُونَ بِشَكْلٍ فَاحِشٍ هَزْلِيٍّ سَاخِرٍ يُؤَدِّي اِلَى تَغْيِيرِ الْمَعْنَى الَّذِي اَرَادَهُ سُبْحَانَه؟ وَخَاصَّةً مَنْ بَقِيَ مِنَ الْقَلِيلِ مِنْهُمْ مِنْ اَتْبَاعِ مُسَيْلَمَةَ الْكَذَّاب وَالَّذِينَ اَصْبَحُوا اَتْبَاعَ ابْنِ سَبَاَ الْيَهُودِيّ فِيمَا بَعْد؟ مِمَّا اضْطّرَّ عُثْمَانَ اِلَى اِحْرَاقِ جَمِيعِ الْمَصَاحِفِ الَّتِي تُخَالِفُ لَهْجَةَ قُرَيْشٍ خَوْفاً عَلَى الْقُرْآنِ مِنَ التَّحْرِيفِ لَفْظاً اَوْ مَعْنَى؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ اِلَى تَرْتِيبِ السُّوَرِ وَالْآيَاتِ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيم؟ هَلْ هُوَ اَمْرٌ تَوْقِيفِيٌّ اَوِ اجْتِهَادِيّ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّهُ اَمْرٌ تَوْقِيفِيٌّ مَوْقُوفٌ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ وَاِرَادَتِهِ سُبْحَانَه؟ وَلَايَجُوزُالاجْتِهَادُ فِيهِ اِلَى غَيْرِ اِرَادَتِه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَكَيْفَ وَصَلَ اِلَيْنَا الْقُرْآنُ بِهَذَا التَّرْتِيبِ التَّوقِيفِيّ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي اِنَّ جِبْرِيلَ سَمِعَهُ مِنَ الله؟ وَنَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ سَمِعَهُ مِنْ جِبْرِيل؟ وَالْاَزْوَاجُ وَآلُ الْبَيْتِ وَالصَّحَابَةُ جَمِيعُهُمْ سَمِعُوهُ مِنْ رَسُولِ الله؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ كُلُّ خَلَفٍ اَتَى بَعْدَهُمْ سَمِعُوهُ مِنَ السَّلَفِ الَّذِينَ سَبَقُوهُمْ اِلَى اَيَّامِنَا هَذِه؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَايَجُوزُ لَكَ مِنْ اَجْلِ تَعَلُّمِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَنْ تَكْتَفِيَ بِقِرَاءَتِهِ عَلَى نَفْسِكَ فَقَطْ دُونَ اَنْ تَقْرَأَهُ عَلَى مُعَلّمٍ اَوْ تَسْمَعَهُ مِنْه؟ وَاِلَّا وَقَعْتَ فِي الْخَطَأِ الشَّدِيدِ حِينَمَا تَفْتَحُ الْمُصْحَفَ وَتَجِدُ قَوْلَهُ تَعَالَى اَلِفْ لَا~م مي~م وَقَدْ تَقْرَؤُهَا اَلَمْ بِمَعْنَى وَجَع؟ وَقَدْ تَجِدُ قَوْلَهُ تَعَالَى كَا~فْ هَا يَا عَ~يْن صَا~دْ فَتَقْرَؤُهَا كَهْيَعَصْ؟ وَقَدْ تَجِدُ قَوْلَهُ تَعَالَى يَا سي~ن فَاِذَا بِكَ تَقْرَؤُهُ عَلَى شَكْلِ يَاسْ بِمَعْنَى نَعَمْ فِي اللغة الانكليزية؟ فَلا بُدَّ لِلْقِرَاءَةِ اِذاً مِنَ التَّلْقِينِ عَلَى يَدِ مُقْرِىءٍ خَبِير وَخَاصَّةً فِي اَحْكَامِ التَّجْوِيد؟ لِاَنَّ اَحْكَامَ التَّجْوِيدِ اَيْضاً لايُمْكِنُكَ تَعَلُّمُهَا بِاَنْ تَقْرَأَعَنْهَا فَقَطْ اَوْ تَحْفَظَهَا غَيْباً عَنْ ظَهْرِ قَلْب؟ وَلَا يَكْفِيكَ اَنْ تَقْرَأَ عَنْ اَحْكَامِ الْغُنَّةِ اَوِ الْمَدِّ الْمُتَّصِلِ اَوِ الْمُنْفَصِلِ اَوِ الْاِقْلَابِ اَوِ الْاِخْفَاءِ اَوْ حُرُوفِ الْاِشْمَامِ اَوْ حُرُوفِ الصَّفِيرِ اَوِ التَّفْخِيمِ اَوِ التَّرْقِيقِ اَوْغَيْرِهَا مِنْ اَحْكَامِ التَّجْوِيد؟ بَلْ يَجِبُ اَنْ تُطَبِّقَ مَا قَرَاْتَهُ عَنْهَا اَمَامَ مُعَلّمٍ خَبِير؟ وَعَلَى الْمُعَلّمِ اَنْ يُرَاقِبَ حَرَكَةَ فَمِكَ وَلِسَانِكَ وَشَفَتَيْكَ وَاَنْفِكَ مِنْ اَجْلِ اِخْرَاجِ هَذِهِ الاَحْكَامِ وَالْحُرُوفِ مِنْهُمْ بِشَكْلٍ صَحِيح؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ تَخْرُجَ الْغُنَّةُ مِنْ اَنْفِكَ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ اِذَا كُنْتَ مُصَاباً بِاحْتِقَانٍ شَدِيدٍ فِي اَنْفِكَ نَتِيجَةَ زُكَامٍ اَوْ رَشَح؟ قَدْ يَاْتِي اِنْسَانٌ وَيَقُول؟ وَاللهِ اَنَا قَرَأتُ عِنْدَ الْمُعَلّمِ فُلَان اَوْعِنْدَ الشَّيْخِ فُلَان؟ وَلَكِنَّ هَذَا الشَّيْخَ اَوِ الْمُعَلَّمَ مَعَ الْاَسَفِ اَقْرَأهُ دُونَ اَنْ يُعَلّمَهُ التَّجْوِيد؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اِذَا كَانَ الطّفْلُ الصَّغِيرُ يَجِدُ صُعُوبَةً فِي تَعَلُّمِ التَّجْوِيد؟ فَيُكْتَفَى بِتَعْلِيمِهِ حَرَكَاتِ الْاِعْرَابِ مِنَ الضَّمَّةِ وَالْفَتْحَةِ وَالْكَسْرَةِ وَالسُّكُونِ وَالشَّدَّةِ وَغَيْرِهَا مَبْدَئِيّاً؟ حَتَّى لَايُخْطِىءَ فِي قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ خَطَأ فَاحِشاً؟ فَاِذَا اَتْقَنَ قِرَاءَةَ الْقُرْآنِ جَيّداً اِعْرَاباً وَنَحْواً وَاِمْلَاءً؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ نَبْدَاُ بِتَعْلِيمِهِ اَحْكَامَ التَّجْوِيدِ شَيْئاً فَشَيْئاً؟ اَلْاَسْهَلَ عَلَيْه؟ فَالْاَسْهَل؟ وَهُنَا اُحِبُّ اَنْ اُنَّبِّهَ اِلَى نَاحِيَةٍ مُهِمَّةٍ جِدّاً؟ وَهِيَ تَعْلِيمُ الطّفْلِ لَفْظَ الْحُرُوفِ اللَّثَوِيَّةِ جَيِّداً؟ وَهِيَ الذّال؟ وَالظّاء؟ وَالثّاء؟ وَلَامُشْكِلَةَ عَلَى مَا اَظُنُّ مَعَ اَطْفَالِ الْخَلِيجِ فِي لَفْظِ هَذِهِ الْحُرُوفِ لَفْظاً صَحِيحاً؟لَكِنَّ الْمُشْكِلَةَ هِيَ مَعَ اَطْفَالِ بِلادِ الشَّامِ وَغَيْرِهِمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ الْاَجَانِبَ يُدَرِّبُونَ اَطْفَالَهُمْ جَيِّداًعَلَى لَفْظِ هَذِهِ الْحُرُوفِ فِي لُغَاتِهِمْ؟ فِي الْوَقْتِ الَّذِي نَرَى فِيهِ اِهْمَالاً شَدِيداً فِي بِلادِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ اَجْلِ تَعَلُّمِ لَفْظِ هَذِهِ الْحُرُوفِ لَفْظاً صَحِيحاً؟ بَلْ اِنَّكَ اَخِي تَرَى الْعَرَبِيَّ الْمُسْلِمَ لَايَتَجَرَّأ اَنْ يَتَكَلَّمَ الانكليزيَّة اَوِ الْفَرَنْسِيَّة اَمَامَ النَّاسِ اِلَّا بِنُطْقِ هَذِهِ الْحُرُوفِ اللَّثَوِيَّةِ نُطْقاً صَحِيحاً؟ بَلْ بِلَكْنَةٍ مُطَابِقَةٍ تَمَاماً لِمَا يَتَكَلَّمُهُ الانْكِلِيزُ فِي بِلَادِهِمْ اَوِ الْفَرَنْسِيُّونَ اَوْ غَيْرُهُمْ؟ وَلَكِنَّكَ اَخِي لاتَجِدُ اهْتِمَاماً مِنْ اَكْثَرِ الْمُسْلِمينَ مِنْ اَجْلِ نُطْقِ الْقُرْآنِ بِلَكْنَةٍ عَرَبِيَّةٍ صَحِيحَة؟ وَخَاصَّةً فِي هَذِهِ الْحُرُوفِ اللَّثَوِيَّةِ وَهِي ظ؟ ذ؟ ث؟ بَلْ اِنَّ التَّعْلِيمَاتِ اَتَتْ مِنْ عُبَّادِ الصَّلِيبِ بِعَدَمِ قَبُولِ أيِّ طَالِبٍ عَرَبِيٍّ فِي جَامِعَاتِهِمْ اِذَا لَمْ يَنْطِقِ الانْكِلِيزِيَّة بِلَكْنَةٍ بَرِيطَانِيّةٍ اَوْ اَمْرِيكِيَّةٍ صَحِيحَة؟ اَوْ لَمْ يَنْطِقِ الْفَرَنْسِيَّةَ كَالْعَاهِرَاتِ بِشَكْلِ نَوَاعِم عَفْواً اَقْصِدُ بِشَكْلٍ حَضَارِيٍّ اَنِيقٍ اَنِيتَاك؟ عَفْواً اَقْصِدُ اَتِيكَات وَالْوَيْلُ لَهُ اِذَا لَمْ يَلْفِظْ حَرْفَ الرَّاءِ عَلَى شَكْلِ حَرْفِ الْغَيْنِ كَمَا كَانَتْ تَلُوكُهُ الْعَائِلَةُ الْمَالِكَةُ الْفَرَنْسِيَّةُ قَدِيماً كَالْقَحْبَات؟ وَالْاَدْهَى مِنْ ذَلِكَ وَالْاَمَرُّ اَنْ نَرَى اِخْوَانَنَا مِنَ الْمِصْرِيِّينَ يُلْغُونَ حَرْفَ الْجِيمِ تَمَاماً مِنْ قَامُوسِهِمُ اللُّغَوِيِّ وَيَسْتَعِيضُونَ عَنْهُ بِاَوَّلِ حَرْفٍ مِنْ كَلِمَةِ good كَمَا فَعَلَ عُبَّادُ الصَّلِيبِ الْفَرَنْسِيُّونَ تَمَاماً بِحَرْفِ الرَّاء وَاسْتَعَاضُوا عَنْهُ بِحَرْفِ الْغَيْن؟وَالْاَوْقَحُ مِنْهُمْ هُمُ الْبَدْوُ السَّفَلَةُ مِنَ الْاَعْرَابِ الَّذِينَ قَالَ اللهُ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ{اَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَاَجْدَرُ اَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا اَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِه(حِينَمَا يَسْتَعِيضُونَ عَنْ حَرْفِ الْقَافِ اَيْضاً بِاَوَّلِ حَرْفٍ مِنَ الْكَلِمَةِ الانْكِلِيزِيَّةِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا؟ فَمَاذَا بَقِيَ مِنْ حُرُوفِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟مَاذَا بَقِيَ مِنْ حُرُوفِ الْقُرْآنِ وَلَمْ تُضَيِّعُوهُ اَيُّهَا الاَوْغَاد؟ وَلَمْ يَعُدْ يَنْقُصُنَا اَخِي اِلَّا اَهْلُ الْكُوَيْت حِينَمَا يَسْتَعِيضُونَ عَنْ حَرْفِ الْجِيمِ بِحَرْفِ الْيَاءِ وَيُلْغُونَ الْجِيمَ تَمَاماً مِنْ قَامُوسِهِمُ اللُّغَوِيّ؟ فَبِاللهِ عَلَيْكَ اَخِي مَاذَا تَفْهَمُ مِنْ قَوْلِهِمْ عَنِ الدَّجَاجَةِ اَنَّهَا دَيَايَة؟ اَلَيْسَ مِنَ السُّخْفِ وَالْحَمَاقَةِ وَالتَّفَاهَةِ اَنْ نَسْتَمِعَ اِلَى لَهَجَاتِ هَؤُلاءِ وَخَاصَّةً تِلْكَ اللَّهْجَةُ الْبَرْبَرِيَّةُ الْوَقِحَة الَّتِي يَتَكَلَّمُ بِهَا اَهْلُ الْمَغْرِب وَالَّتِي لَاعَلَاقَةَ لَهَا بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ لَامِنْ قَرِيب وَلَا مِنْ بَعِيد؟ ثُمَّ تَرَاهُمْ اَخِي بَعْدَ ذَلِكَ وَبِكُلِّ وَقَاحَة يَسْتَمِيتُونَ فِي الدِّفَاعِ وَالْمُحَافَظَةِ عَلَى هَذَا التُّرَاثِ الْبَرْبَرِيِّ الْحَقِير دُونَ اَدْنَى اهْتِمَامٍ بِتُرَاثِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم لَوْلَا اَنَّهُ سُبْحَانَهُ حَفِظَ هَذِهِ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةِ بِفَضْلِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ لَاَضَاعَ هَؤُلاءِ الاَوْغَادُ تُرَاثَهَا وَجَمِيعَ مَعَالِمِهَا فِي اَيَّامٍ مَعْدُودَة؟ فَهَلْ نَرْفَعُ رُؤُوسَنَا بِلُغَاتِ وَلَهَجَاتِ عُبَّادِ الصَّلِيب؟ وَلَانَرْفَعُ رَاْساً بِلُغَةِ الْقُرْآنِ الْعَرَبِي؟وَاعْلَمُوا اَنَّ تَعَلُّمَ لَفْظِ هَذِهِ الْحُرُوفِ الَّتِي تُضَّيِّعُونَهَا فِي لَهَجَاتِكُمْ مَعَ الذَّال وَالظّاءِ وَالثّاءِ لَفْظاً صَحِيحاً هِيَ عِنْدَ اللهِ اَهَمُّ مِنْ تَعَلُّمِ اَحْكَامِ التَّجْوِيدِ كُلّهَا؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَقُول اِنَّ التَّجْوِيدَ هُوَ عِلْمٌ مَطْلُوبٌ مِنَ الْمُسْلِمِ اَنْ يَتَعَلَّمَهُ؟ مِنْ اَجْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ قِرَاءَةً صَحِيحَة؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ يَقُولُ صَاحِبُهُ؟ نَحْنُ نَسْمَعُ عَنْ وُجُودِ الْمُصْحَفِ الْمُعَلّم؟ وَالْمُصْحَفِ الْمُرَتَّلِ؟ وَالْمُصْحَفِ الْمُجَوَّد؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ اَلتَّرْتِيلُ هُوَ اَنْ تُرَتِّلَ كَلَامَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى دُونَ اَنْ تَتَرَيَّثَ اَوْ تَتَمَهَّلَ كَمَا يَكُونُ فِي الْمُصْحَفِ الْمُجَوَّدِ مَعَ مُرَاعَاةِ اَحْكَامِ وَقَوَاعِدِ التَّجْوِيد؟ لِاَنَّ التَّجْوِيدَ يَجِبُ اَنْ يَكُونَ حَاضِراً فِي جَمِيعِ اَنْوَاعِ الْقِرَاءَاتِ سَوَاءٌ كَانَتْ تَرْتِيلاً اَوْ تَجْوِيداً اَوْ حَدْراً؟ وَاَمَّا الْمُصْحَفُ الْمُجَوَّدُ فَهُوَ الْقُرْآنُ الْمُلَحَّنُ وَهُوَ مَوْضُوعُ الْمُشَارَكَةِ الَّذِي سَنَاْتِي عَلَيْهِ اِنْ شَاءَ الله؟ وَاِنْ كَانَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ لَاتُعْجِبُ كَثِيراً مِنَ النَّاس وَهِيَ كَلِمَة الْقُرْآنِ الْمُلَحَّن؟ وَهُوَ الَّذِي يُوَقَّعُ اَوْ يُقْرَاُ عَلَى اَنْغَامٍ خَاصّة؟وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ فِيمَا مَضَى اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَة؟وَهِيَ هَلْ يَجُوزُ عَلَى الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَنْ يُلَحَّنَ اَوْ يُقْرَاَ بِالْاَلْحَان؟ وَقَدِ اتَّفَقُوا جَمِيعاً عَلَى اَنَّهُ لَايَجُوزُ اَنْ يُقْرَاَ بِالْاَلْحَانِ الْمُقْتَرِنَةِ بِالْمُوسِيقَا اَوِ الْآلَاتِ الْمُوسِيقِيَّةِ وَالْمَعَازِف؟ وَقَدْ مَرَّتْ فَتْرَةٌ مِنَ الْفَتَرَاتِ عَلَى الْمُوسِيقَار مُحَمَّد بْنُ عَبْدِ الْوَهَّاب؟ حِينَمَا اَرَادَ اَنْ يُلَحِّنَ الْقُرْآنَ تَلْحِيناً آلِيّاً مُوسِيقِيّاً؟ فَمَنَعُوهُ مِنْ ذَلِك؟وَهَذَا بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاء؟ وَاَمَّا اَنْ تُوَقَّعَ اَوْ تَخْضَعَ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ لِلنَّغَمَاتِ وَالْاَلْحَانِ الْمَعْرُوفَةِ وَهِيَ مَا يُسَمَّى بِالْمَقَامَات هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ اَوْ لَايَجُوز؟ فَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ قَدِيماً فِي هَذِهِ الْمَسْاَلَةِ؟ فَمِنْ مُجِيزٍ اِلَى مَانِع؟ وَاَمَّا فِي اَيَّامِنَا فَاِنَّكَ اخي تَرَاهُمْ وَكَاَنَّهُمْ قَدِ اتَّفَقُوا جَمِيعُهُمْ عَلَى جَوَازِ ذَلِك؟ حَتَّى اَنَّكَ اَخِي تَرَى الَّذِينَ كَانُوا مُتَشَبِّثِينَ وَمُتَمَسِّكِينَ بِرَاْيِهِمْ فِي عَدَمِ الْجَوَازِ فِي السُّعُودِيَّة؟ تَرَاهُمْ يَقْرَؤُونَ الْقُرْآنَ مُجَوَّداً مَعَ مُرَاعَاةِ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ وَاَحْكَامِ التَّجْوِيد؟ وَالْخُلاصَةُ اَخِي اَنَّهُ حَصَلَ فِي اَيَّامِنَا شِبْهُ اِجْمَاعٍ عَلَى جَوَازِ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ بِالْاَلْحَانِ الْمُوسِيقِيَّة؟ وَلِكِنْ غَيْرِ الآلِيَّة؟ لَا عَلَى الْعُود؟ وَلَا عَلَى الْكَامَانْجَا؟ وَلَا غَيْرِهَا مِنَ الْآلَاتِ الْمُوسِيقِيَّةِ الْمُحَرَّمَةِ اسْتِعْمَالاً مِنْ اَجْلِ قِرَاءَةِ الْقُرْآن؟وَلِذَلِكَ فَقَدْ صَدَرَ قَرَارٌ بِالْاِجْمَاعِ؟ بِالنِّسْبَةِ لِمُقْرِىءِ الْقُرْآنِ؟ بِمَنْعِهِ مِنْ ذَلِكَ؟ وَعَدَمِ الْاِذْنِ لَهُ؟ وَعَدَمِ اِعْطَائِهِ اِجَازَةً؟ اِلَّا بَعْدَ اَنْ يُتْقِنَ هَذِهِ الْمَقَامَاتِ وَالاَنْغَامِ وَاَحْكَامِ التَّجْوِيدِ اَيْضاً؟ وَقَدْ ظَلَّ الشَّيْخ محمود الطبلاوي مَحْرُوماً مِنْ هَذِهِ الْاِجَازَةِ وَالْاِذْنِ لَهُ بِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ عَلَى عَامَّةِ النَّاسِ سَبْعَ سَنَوَات؟ وَكُلَّمَا كَانُوا يَمْتَحِنُونَهُ يَرْسَبُ فِي الامْتِحَان؟ حَتَّى اَتْقَنَ هَذِهِ الْاَلْحَانَ وَالْمَقَامَاتِ؟ ثُمَّ اَجَازُوهُ وَسَمَحُوا لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ؟ وَاَصْبَحَ مِنَ الْمُقْرِئِينَ الْمَشْهُورِينَ بَارَكَ اللهُ فِيه؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ الْمُجَوَّدِ الْمُلَحَّنِ بِالْمَقَامَاتِ عِنْدَ اَدَاءِ الصَّلَاة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ لَايَجُوزُ اِطْلَاقاً اسْتِعْمَالُهُ فِي الصَّلاةِ؟ وَلَكِنْ يَجُوزُ اسْتِعْمَالُهُ خَارِجَ الصَّلاةِ فَقَطْ؟ وَهَذَا بِاِجْمَاعِ الْعُلَمَاءِ؟ وَلَكِنْ عَلَى شَرْط؟ وَلَوْ كَانَ خَارِجَ الصَّلَاة؟ وَهُوَ اَلَّا يَتَغَلَّبَ اللَّحْنُ عَلَى أيَّةِ قَاعِدَةٍ اَوْ حُكْمٍ مِنْ اَحْكَامِ التَّجْوِيد أوْ قَوَاعِدِ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَاِعْرَابِهَا وَنَحْوِهَا؟ وَلَايَجُوزُ مُطْلَقاً وَلَا بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نُلْغِيَ حُكْماً تَجْوِيدِيّاً مِنْ اَجْلِ مُرَاعَاةِ النَّغْمَةِ اَوِ الْمَقَام؟ فَاِذَا تَعَارَضَ اللَّحْنُ مَعَ حُكْمِ التَّجْوِيد؟ فَيُقَدَّمُ حُكْمُ التَّجْوِيدِ حَتْماً وَاِلْزَاماً عَلَى هَذَا اللَّحْن؟ وَاحْتَجَّ الَّذِينَ اَجَازُوا هَذِهِ الْاَلْحَانَ وَالْمَقَامَاتِ عِنْدَ قِرَاءَةِ القرآن؟ حِينَمَا قَالُوا يَا اِخْوَان؟ اَللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ لَهَا قَوَاعِدُهَا مِنَ النَّحْوِ وَالْاِعْرَابِ وَالْاِمْلَاءِ وَالصَّرْفِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ؟ وَكَذَلِكَ الْاَصْوَاتُ لَهَا قَوَاعِدُهَا؟فَلِمَاذَا نُطَبِّقُ قَوَاعِدَ اللَّغَةِ؟ وَلَانُطَبِّقُ قَوَاعِدَ الْاَصْوَاتِ وَالْاَلْحَان؟وَاَقُولُ لِهَؤُلاءِ نَحْنُ نَتَّفِقُ مَعَكُمْ؟ وَلَكِنَّ اَحْكَامَ التَّجْوِيدِ لَهَا قَوَاعِدُهَا اَيْضاً؟ وَهِيَ اَوْلَى مِنْ قَوَاعِدِ الْمَقَامَاتِ وَالْاَلْحَانِ وَالْاَصْوَات؟؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ حَفِظَ اللهُ هَذَا الْقُرْآن؟ وَاَوْكَلَ حِفْظَهُ اِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّة؟ وَسُبْحَانَ اللهِ؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى اُنَاساً لَايُؤْمِنُونَ بِالْقُرْآن؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَعْتَنُونَ بِطَبْعِ الْقُرْآن؟ وَيَتَفَنَّنُونَ فِي تَزْيِينِهِ بِاَجْمَلِ الدِّيكُورَاتِ وَالصَّفَحَاتِ وَالْاَلْوَان؟ وَكُلُّ ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى سَيَحْفَظُ هَذَا الْقُرْآنَ رَسْماً وَحِفْظاً اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ وَلَكِنَّنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِين؟ هَلْ نَقُومُ بِحِفْظِهِ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً اَمْ{قَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ اِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورَا(حَتَّى هَجَرْنَاهُ لَفْظاً وَمَعْنىً وَتَفْسِيراً وَاَحْكَاماً شَرْعِيَّةً وَحَلَالاً وَحَرَاماً؟نَعَمْ اَيُّهَا الْاُخْوَةُ الْكِرَام؟ لَقَدْ اَوْكَلَ اللهُ تَعَالَى حِفْظَ هَذَا الْقُرْآنِ رَسْماً وَقِرَاءَةً وَحِفْظاً فِي الصُّدُورِاِلَى ذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ سُبْحَانَهُ رَغْماً عَنْ اُنُوفِ الْبَشَر؟ وَلَمْ يُعْطِ سُبْحَانَهُ لِاَحَدٍ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ وَالْاَمَانَةِ فِي حِفْظِهِ اَوْ عَدَمِ حِفْظِهِ كَمَا اَعْطَى ذَلِكَ سُبْحَانَهُ لِمَنْ سَبَقَنَا مِنَ الْاُمَمِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {بِمَا اسْتُحْفِظُوا عَلَيْهِ مِنْ كِتَابِ الله(وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ اَوْكَلَ تَطْبِيقَهُ الْعَمَلِيَّ اِلَى اِرَادَةِ الْاِنْسَان؟وَاَعْطَاهُ حُرِّيَّةَ الاخْتِيَارِ وَالتَّكْلِيفِ الشَّرْعِيِّ فِي تَطْبِيقِهِ اَوْ عَدَمِ تَطْبِيقِه؟ لِاَنَّ الْاِنْسَانَ يَسْتَطِيعُ اَنْ يُطِيعَ اللهَ وَرَسُولَه؟ وَيَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ يَعْصِيَ اللهَ وَرَسُولَه؟ وَبَابُ التَّوْبَةِ النَّصُوحِ مَفْتُوحٌ لِلْجَمِيعِ عَلَى الرَّغْمِ مِنْ اُنُوفِ شَيَاطِينِ الْاِنْسِ وَالْجِنّ؟ وَاَعْظَمُ خُطْوَةٍ تَكُونُ فِي الاتِّجَاهِ الصَّحِيحِ؟ اَنْ يَفْتَحَ التَّائِبُ قَلْبَهُ لِهَذَا الْقُرْآنِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَاَقَامُوا الصَّلَاةَ يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُور(بِمَعْنَى اَنَّهَا تِجَارَةٌ رَابِحَةٌ حَتْماً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {لَنْ( وَالَّتِي تُفِيدُ نَفْيَ الْخَسَارَةِ الْقَطْعِيَّ عَنْ هَذِهِ التِّجَارَةِ الرَّابِحَةِ فِي الْمَاضِي وَالْحَاضِرِ وَالْمُسْتَقْبَل؟ وَلِذَلِكَ تَبْقَى الْحُجَّةُ عَلَيْنَا اِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ؟ اَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَجِبُ الْاَخْذُ بِهِ؟ وَيَجِبُ الْعَمَلُ بِهِ؟ وَاِلَّا كُنَّا شَاذّينَ عَنْ مَنْهَجِ اللهِ تَعَالَى؟؟بَعْدَ ذَلِكَ نَاْتِي اِلَى الْاِجَابَة عَلَى السُّؤَالِ الْاَخِيرِ فِي هَذِهِ الْمُشَارَكَة؟ قَالَ لِي بَعْضُ الْاِخْوَة؟ هُنَاكَ قُمْصَانٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا بِاللُّغَةِ الْاَجْنَبِيَّةِ دِعَايَاتٍ لِاُمُورٍ غَيْرِ شَرْعِيَّة؟ فَلِمَاذَا لَاتُنَبِّهِينَ عَلَى ذَلِكَ يَا اُخْتُ سُنْدُس؟ وَاَقُولُ اَنَّنَا وَلِلهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ قَدْ نَبَّهْنَا عَلَى ذَلِكَ كَثِيراً؟ وَلَكِنْ لَاحَيَاةَ لِمَنْ تُنَادِي؟ وَنَحْنُ فِعْلاً مَا زِلْنَا نَعِيشُ مِنْ حَيْثُ الشَّخْصِيَّةِ الْمُسْتَقِلَّةِ؟ وَمِنْ حَيْثُ الثَّقَافَةِ؟ فِي طَوْرِ الطُّفُولَةِ؟ وَالطِّفْلُ دَائِماً يُقَلِّدُ مَنْ هُوَ اَكْبَرُ مِنْه؟ تَرَى ابْنَكَ مَثَلاً اَوِ ابْنَتَكَ اِذَا كُنْتَ اَخِي تُصَلّي يَقِفَانِ بِجَانِبِكَ وَيُصَلّيَان؟ وَاِذَا كُنْتَ اَخِي تُدَخِّنُ فَرُبَّمَا غَافَلَكَ ابْنُكَ وَلَفَّ وَرَقَةً وَاَشْعَلَهَا ثُمَّ وَضَعَهَا فِي فَمِه؟ لِاَنَّهُ فِي سِنِّ الْمُحَاكَاةِ وَالتَّقْلِيدِ الْاَعْمَى غَيْرِ الْمُنْضَبِطِ بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ وَكَاَنَّهُ يَتِيمٌ لَا اَبَا لَهُ وَلَا اُمّ؟ وَنَحْنُ مَعَ الْاَسَفِ مَا زِلْنَا فِي سِنِّ الطّفُولَةِ نَنْظُرُ اِلَى اَنْفُسِنَا اَنَّنَا ضُعَفَاءُ وَاَنَّنَا مُتَاَخِّرُون؟ وَنَنْظُرُ نَظْرَةَ الْكَمَالِ وَالْقُدْسِيَّةِ اِلَى الْغَرْبِ الصَّلِيبِي؟ وَلِذَلِكَ اَخِي لَوْ ذَهَبْتَ اِلَى فَرَنْسَا اَوْ اِلَى لَنْدَن اَوْ اِلَى أيِّ بَلَد؟ فَهَلْ تَجِدُ الْاَجَانِبَ يَلْبَسُونَ قُمْصَاناً مَكْتُوباً عَلَيْهَا بِاللّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ نَحْنُ اِذاً فِي دَوْرِ الطُّفُولَة؟ فِي دَوْرِ التَّقْلِيد؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْغَرْبَ يَرْسُمُ لَنَا وَنَحْنُ نُنَفّذُ ذَلِكَ بِدُونِ أيِّ تَفْكِير؟ وَلِذَلِكَ تَرَى الْآنَ اَنَّهُمْ يَمْلَؤُونَ الْاَسْوَاقَ بِمِثْلِ هَذِهِ الْقُمْصَان؟ وَلَانَدْرِي مَاذَا يُكْتَبُ عَلَيْهَا؟ وَرُبَّمَا عَلَيْهَا صُوَرٌ لِاَبْطَالِ الْكُرَة؟ وَنَحْنُ لَايَهُمُّنَا ذَلِكَ اَبَداً؟ بَلْ نُنْشِىءُ اَبْنَاءَنَا عَلَى التَّقْلِيدِ الْاَعْمَى؟ حَتَّى اَصْبَحَتْ ثَقَافَةُ الْغَرْبِ وَسِيَاسَتُهُ بِالنِّسْبَةِ لَنَا مَلَكَةً خَبِيثَةً مَلَكَتْ ثُمَّ سَيْطَرَتْ عَلَى قُلُوبِنَا قَبْلَ عُقُولِنَا؟ وَالَّذِي يَتَزَعَّمُ هَذِهِ الثَّقَافَةَ هُمُ الْيَهُود؟وَهُمُ الَّذِينَ يُفَصِّلُونَ لَنَا؟ وَنَحْنُ نَلْبَسُ مِنْ دُونِ أيِّ اعْتِرَاض؟ طَالَمَا اَنَّ هَذِهِ الْقُمْصَانَ اَتَتْ مِنْ بَارِيس اَوْ مِنْ بُيُوتِ الْاَزْيَاء؟ فَيَا سَلَام هَذِهِ هِيَ الثّيَابُ الرَّاقِيَة؟ مَاذَا يَكْتُبُونَ عَلَيْهَا؟ لَانَدْرِي؟ جُونْ سِيبّا؟ وِي مِسْيُو؟قَدِيش مَنَّكْ حِلُو؟ كَاسْ كُوسِّي؟ فَيَقُولُ لَهَا الْمِسْيُو دَاخِلْ عَلِيكِ وِعْلِيه ؟بَسْ خَلِّينِي آخُدْ مِنُّو بَوْسِي؟فَتَقُولُ لَهُ الْمَدَامُ الْمُحَتَرَمَة عَجِّلْ قَبِلْ حُضُورْ زَوْجِي خِدْلَكْ مِنُّو لَحْسِي؟هَذِهِ هِيَ الْاَلْفَاظُ الرَّاقِيَةُ الَّتِي تُعْجِبُنَا؟ وَهَذَا شَرُّ الْبَلَاء؟ فَاِلَى مَتَى سَنَبْقَى فِي هَذَا الْحَضِيضِ وَالْهَاوِيَة؟ حَتَّى اَنَّنَا نُعَلّمُ اَطْفَالَنَا تَحِيَّةَ الْاَجَانِب هَايْ وَبَايْ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ السَّخِيف؟ وَلَمْ تَعُدْ تُعْجِبُنَا تَحِيَّةُ الْاِسْلَام اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ؟ وَلَااُرِيدُ لِاَحَدٍ اَنْ يَفْهَمَ مِنْ كَلَامِي اَنَّنِي اَمْنَعُ تَعَلُّمَ اللّغَاتِ الْاَجْنَبِيَّة؟ لَا يَا اَخِي عَلَيْكَ اَنْ تَتَعَلَّمَهَا وَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ وَالْفَضْلُ الْكَبِيرُ عِنْدَ الله؟ وَلَكِنْ لَيْسَ عَلَى حِسَابِ اللّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ الَّتِي هِيَ لُغَةُ قَوْمِكَ وَلُغَةُ دِينِك؟ لِاَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ نَزَلَ بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة؟ وَنَبِيُّ الْاِسْلَامِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَبِيّ وَاِنْ كَانَ رَحْمَةً لِلْعَالَمِين؟ وَالْبِيئَةُ الَّتِي نَزَلَ فِيهَا الْقُرْآنُ هِيَ بِيئَةٌ عَرَبِيّة؟ تَرَاهَا حَاجّةً وَمُتَحَجِّبَةً وَمُلْتَزِمَةً وَتُصَلّي بِخُشُوع؟ وَمَعَ ذَلِكَ اِذَا اَرَادَتْ اَنْ تُكَلّمَ وَلَدَهَا عَلَى الْهَاتِفِ تَقُولُ لَهُ هَايْ بَايْ؟ وَلَقَدْ سَمِعْتُهُ بِاُذُنَيَّ وَهُوَ يَقُولُ لِوَلَدِهِ بَعْدَ اَنِ انْتَهَى مِنْ صَلَاتِهِ بَايْ بَايْ؟ فَهَلْ اُكَذّبُ اُذُنَيّ؟ وَمَعَ الْاَسَفِ اَصْبَحَتْ كَلِمَةُ السَّلَامِ ثَقِيلَةً عَلَى اَلْسِنَةِ كَثِيرٍ مِنَ النَّاس؟ وَلَقَدْ كَانَ الْمُشْرِكُونَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْش يَقُولُونَ عِمْ صَبَاحاً اَوْ مَسَاءً؟ فَقَالَ لَهُمْ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اِنَّ اللهَ قَدْ اَبْدَلَكُمْ مِنْ هَذِهِ التَّحِيَّةِ خَيْراً مِنْهَا اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ؟ اِنَّهَا تَحِيَّةُ السَّلَامِ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا؟ فِي النَّهَارِ؟ وَفِي الصَّبَاحِ؟ وَفِي الْمَسَاءِ؟ لِلرِّجَالِ؟ وَلِلنِّسَاءِ؟ وَلِلْاَطْفَالِ؟ وَكَذَلِكَ هِيَ تَحِيَّةُ اَهْلِ الْجَنَّةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَاب(فَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ هَؤُلَاءِ الْمَلَائِكَة؟ هَلْ يَقُولُونَ لَهُمْ باي باي هاي هاي؟ مَعَاذَ الله؟ بَلْ يَقُولُونَ {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ؟ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّار(لِمَاذَا اَيُّهَا الاِخْوَةُ لَا يُوجَدُ عِنْدَنَا شَخْصِيَّةٌ مُسْتَقِلَّة؟ وَعِزَّةٌ نَفْسِيَّةٌ نَفْتَخِرُ بِهَا؟ تَرَاهُ يُرِيدُ اَنْ يَفْتَتِحَ مَحَلاًّ تِجَارِيّاً اَوْ غَيْرَهُ؟ وَمَعَاذَ اللهِ اَنْ يُسَمِّيَهُ بِاسمٍ عَرَبِيّ؟ بَلْ يُسَمِّيهِ بِاسْمٍ اَجْنَبِيّ؟ لِاَنَّهُ يُرِيدُ اَنْ يَجْذِبَ النَّاسَ اِلَيْه؟ لِاَنَّهُ يَعْلَمُ اَنَّ نُفُوسَ هَؤُلاءِ فِيهَا هَذَا الْمَرَض وَهُوَ الشُّعُورُ بِالنَّقْص؟ اَللَّهُمَّ خَلِّصْنَا يَا رَبُّ مِنْ هَذَا الْمَرَض آمِين؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي اللهِ سُنْدُس وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِين
المصدر: Forums


ig d[,. rvhxm hgrvNk f,hs'm hghgphk hgl,sdrdm ,hglrhlhj?

رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML

الساعة الآن 04:30 PM

converter url html by fahad

 


أقسام المنتدى

الشريعة و الحياة | المنتدى العام | مـنـتـدى الـعـرب الـمـسافـرون | أزياء - فساتين - عبايات - ملابس نسائية - موضة | مكياج - ميك اب - عطورات - تسريحات شعر - العناية بالبشرة | װ.. أطآيبُ ״ شّهية ]●ะ | اعشاب طبية - الطب البديل - تغذية - رجيم - العناية بالجسم | ديكور - اثاث - غرف نوم - اكسسوارات منزلية | صور - غرائب - كاريكاتير | {.. YouTube..} | منتدى الاسئله والاستفسارات والطلبات | مواضيع منقولة من مواقع اخرى | اخبار التقنية | مواضيع منقولة من مواقع اخرى2 | منتدى تغذيات | منتدى تغذيات الكلي | قِصصْ الأنْبِيَاء | قِسمْ الرَّسُول الكَرِيمْ والصَّحَابة الكِرامْ | القِسمْ الإِسْلاَمِي العَامْ | قِسمْ المَواضِيْع العَامَّة | قِسمْ الشِعرْ والشُعَرَاء | قِسمْ الخَوَاطِر المَنقُولَة | قِسمْ الصُوَرْ | قِسمْ القِصصْ والرِوَايَات | قِسمْ حَوَّاءْ | قِسمْ الطِب والصِحَّة | قِسمْ الصَوتِيَّات والمَرئيَّات الإسْلاميَّة | قِسمْ مَطبَخ صَمْت الوَدَاعْ | قِسمْ الدِيكورْ | قِسمْ كٌرَة القََدَمْ العَرَبِيَّة والعَالمِيَّة | قِسمْ المكْياجْ والإكْسسْوارَات | قِسمْ المَاسِنجرْ | قِسمْ الِسِياحَة والسَفرْ | قِسمْ أَفْلاَمْ الكَرتُونْ | قِسمْ الفِيدْيو المُتَنَوعْ | منتديات الرياضة | اخبار | مواضيع منقولة من مواقع اخرى3 | موقع اجنبي | كوكو فرنسا | كوكو هندية | كوكو روسي | كوكو دنمارك | كوكو ياباني | اخر اخبار العولمة | عالم الحياة الزوجية | عرض أحدث عمليات البحث الشائعة |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Adsense Management by Losha
This Forum used Arshfny Mod by islam servant
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47