لصالح من هذا الخبر ؟؟؟؟؟؟

[rss]

لصالح من هذا الخبر ؟؟؟؟؟؟

لصالح من هذا الخبر ؟؟؟؟؟؟
لماذا تغلق أمريكا **افيها؟


أ.د. سليمان الخطاف

انتشرت أخيرا ظاهرة إغلاق أو بيع ال**افي في الغرب بشكل عام وفي الولايات المتحدة بشكل خاص، ويبدو أن بعض شركات النفط الغربية اقتنعت بعدم جدوى هذه الصناعة على المدى الطويل، في ظل ارتفاع أسعار النفط العالمية وثباتها حول 100 دولار للبرميل، ووضع كثير من القيود الصارمة على المنتجات والانبعاثات من قبل الحكومات الغربية. وظهرت شركات التكرير الصغيرة التي لا تملك حقول النفط الخام في وضع سيئ، لا يساعدها على المنافسة، وأضحت في وضع اقتصادي صعب. ولهذا كثرت أخيرا الأخبار عن إغلاق ال**افي في الغرب، وخاصة في الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك انخفضت أعداد ال**افي في العالم من 756 إلى 655 **فاة، وفي أمريكا انخفض عدد ال**افي من 154 إلى 125 **فاة في فترة زمنية لا تتجاوز عشر سنوات. ويتوقع النقاد أن يستمر ***** الإغلاق في المستقبل القريب، وقد تغلق واحدة من بين كل خمس **اف في الغرب في السنوات العشر المقبلة، إن لم تعمل هذه ال**افي على إعادة هيكلتها أو اندماجها وتكاملها في مشاريع أخرى ذات ربحية عالية كإنتاج البتروكيماويات.
وفي هذا الصدد أعلنت أخيرا شركة هوفنزا البترولية إغلاق **فاتها الواقعة في فرجن إيلاند في الولايات المتحدة، وكانت هذه ال**فاة في عام 1974 أكبر **فاة في العالم بسعة 650 ألف برميل يوميا. وفي عام 2011 تم تقليص هذه الطاقة التكريرية إلى النصف. خسرت هذه ال**فاة نحو 1.3 مليار دولار في ثلاث سنوات، مما أدى إلى إغلاقها. وفي الشمال الشرقي الأمريكي في ولاية بنسلفانيا، قررت شركة كونوكوفيلبس إغلاق **فاتها، كما قررت شركة سونوكو إغلاق **فاتين في بنسلفانيا. وكانت هذه ال**افي الثلاث تمد الشمال الشرقي الأمريكي بنحو 50 في المائة من حاجته للمشتقات البترولية. لكن لا بد من التنويه بأنه على الرغم من إغلاق كثير من ال**افي الأمريكية، إلا أن القدرة التكريرية في زيادة نتيجة للتوسعات في ال**افي القائمة وتحديثها.
ولمعرفة الدوافع المحتملة وراء إغلاق هذه ال**افي، علينا أن نفهم طبيعة سوق المشتقات النفطية الأمريكية من ناحية السعر والطلب وال**در. يراوح سعر الديزل بين 3.5 و4.5 دولار للجالون، وسعر الجازولين ما بين 3 و4 دولار للجالون. وبحسب وكالة معلومات الطاقة الأمريكية eia، يشكل سعر النفط الخام نحو 60 إلى 70 في المائة من سعر الديزل والجازولين، والباقى تكلفة التكرير والتوزيع والتسويق والضرائب. إذًا كلما ارتفع سعر النفط زاد طرديا سعر المشتقات النفطية بنسبة كبيرة، وهذا ينعكس على المستهلك الذي بدأ يشعر بوطأة ارتفاع الأسعار عليه، فبدأ يقلص من استهلاكه سواء باستعمال وسائل النقل الجماعي أو بشراء السيارات ذات المحرك الفعال أو السيارات الهجينة للتقليل من الاعتماد على الوقود الأحفوري. ويعتبر ارتفاع أسعار النفط خطراً غير محسوس على منتجي النفط، يدفع المستهلكين على المديين المتوسط والطويل، للاستغناء عن هذه السلعة الاستراتيجية. لذلك فإن وجود أسعار نفط معتدلة وعادلة للمنتج والمستهلك، مطلب أساسى ورئيس لحماية النفط الخام من البدائل المتربصة.
وفي نظرة سريعة وفاحصة للطلب الأمريكي على النفط الخام وتقلبه صعودا وهبوطاً، نجد أنها استهلكت في عام 2011 نحو 19 مليون برميل من النفط يوميا، استوردت منها نحو تسعة ملايين برميل يوميا من الخارج. وبالنظر إلى السنوات الماضية، نجد أن الطلب الأمريكي على النفط وصل أعلى مستوى ''الذروة'' في عام 2007، حيث وصل الطلب إلى نحو 21 مليون برميل يوميا، وبعدها بدأ بالنزول التدريجي إلى منطقة 18.5 إلى 19 مليون برميل يوميا. وهذا سبب رئيس من اسباب تدني صناعة التكرير في أمريكا.
أما أسباب نقص الطلب على الجازولين في أمريكا، فتعود بشكل رئيس إلى الارتفاعات الكبيرة والمتتالية في الطلب على الوقود الحيوي أي الإيثانول. استهلكت أمريكا 41 مليون برميل من الإيثانول في عام 2001، ثم ارتفع هذا الاستهلاك إلى الضعفين في خمس سنوات، ليصل إلى أكثر من 131 مليون برميل في 2006، وذلك بسبب استبدال الإيثانول لمادة الإيثر mtbe. وفي عام 2011 وصل الاستهلاك الأمريكي للإيثانول إلى نحو 310 ملايين برميل. ويشكل الإيثانول حاليا 10 في المائة من الجازولين e10، وهناك محاولات لرفع هذه النسبة إلى 15 في المائة. إذاً تستهلك أمريكا نحو مليون برميل من الإيثانول يوميا، وفي المقابل انخفض استهلاك أمريكا من الجازولين نحو 0.6 مليون برميل يوميا من صيف 2007 إلى صيف 2012 نتيجة لخلط الإيثانول بالجازولين ولارتفاع الأسعار على المستهلكين، حيث تضاعف سعر جالون الجازولين - بحسب eia - من 1.9 دولار في صيف 2004 إلى نحو أربعة دولارات في صيف 2012. شكل هذا الانخفاض في الطلب على الجازولين والارتفاع للإيثانول دعماً للمزارعين، وحظاً سيئاً لصناعة التكرير في أمريكا.
إن من أهم أسباب تشجيع الاستثمار في بدائل الطاقة، وعدم الترحيب بصناعة النفط في أمريكا، عدم وجود احتياطيات كبيرة للنفط في أمريكا. فقد وصل الإنتاج الأمريكي ذروته في عام 1970 مسجلا نحو 10.5 مليون برميل يومياً، وبعد هذا التاريخ بدأت الهوة تتسع بين الاستهلاك والإنتاج، لتصل إلى نحو عشرة ملايين برميل يومياً في الوقت الحالي. وتقدر الاحتياطيات المثبتة له في الولايات المتحدة بنحو 30 مليار برميل بحسب تقرير شركة بريتش بتروليوم الإحصائي لعام 2012، وهو يشكل نحو 2 في المائة من الاحتياطيات العالمية. وبالاستهلاك الأمريكي الحالي الذي يقدر بنحو 19 مليون برميل يوميا، فهذا يعني أن الاحتياطيات الأمريكية تكفي لمدة خمس سنوات بدون استيراد من الخارج، وتكفي لمدة عشر سنوات لو تم الاستمرار على مستوى الإنتاج الحالي نفسه، البالغ نحو 9 - 8 ملايين برميل يوميا. وفي الوقت نفسه تمتلك أمريكا أراضي شاسعة وزراعة متطورة ومياه وجماعات مؤثرة في الانتخابات، ولهذا تم سن القوانين لدعم الوقود الحيوي المتجدد. لذا نرى أن هبوط الاستهلاك الأمريكي للجازولين، وصعود استهلاك الإيثانول، يعودان لتشجيع المزارعين على إنتاج الإيثانول الحيوي. وبهذا استطاعت أمريكا أن تثبط من صناعة تكرير الخام، حيث لا تملك احتياطيات كبيرة منه، بوضع كثير من القيود الصارمة وتشجيع كل أنواع الطاقة البديلة والإلزام بها بقوة القانون، وفي الوقت نفسه كبلت مشتقات النفط بالضرائب الباهظة. وهذا أدى إلى صعود تكاليف صناعة التكرير في أمريكا إلى درجة أن كثيرا من ال**افي أصبحت في وضع سيئ مع الهبوط التدريجي للطلب على منتجاتها، مما أحدث خسائر في بعضها أدى إلى إغلاقها.
على الرغم من أن الأمريكيين أصبحوا مدمنين على النفط (كوقود لوسائل النقل المختلفة) - بحسب قول ساستهم - إلا أنهم يعلمون أن معظم هذا النفط مستورد من الخارج. لذلك فهم على استعداد لعمل كل شيء من أجل تأمين **ادر موثوقة للوقود السائل من **ادر مختلفة سواء أحفورية أو حيوية. إن أمريكا بلد مفتوح تجاريا، ووجود **اف بالقرب منها تستطيع توفير الجازولين والديزل بأسعار تنافس الوقود الحيوي، وتنافس أسعار السيارات الهجينة، قد يفتح فرصاً ثمينة للاستثمار في تكرير النفط الخام من البلدان المنتجة للنفط كدول الخليج العربي. وهذا قد يريح العالم من عصر الذرة وقصب السكر إلى وقود، بدلا من استخدامه الطبيعي كغذاء لملايين البشر. ويجعل الاستثمار في النفوط غير التقليدية مثل النفوط الصخرية والكتيمة مكلفا وغير تجاريا.
كما يجب ألا ننسى أن المستقبل يخبئ كثيرا من المفاجآت، فمن كان يتوقع هذه الطفرة في إنتاج الغاز الصخري والتطور التقني الكبير في هذا المجال! لذلك فإن وجود احتياطسات هائلة من البترول الصخري (1.5 إلى تريليوني برميل) غير التقليدي في أمريكا، قد يحفز على تطوير تقنيات مناسبة لاستخلاص الجازولين والديزل منه، بالرغم من التكلفة العالية لتكرير هذا النوع من النفط.

المصدر: Forums

---

gwhgp lk i`h hgofv ??????