بسم
الله الرحمن الرحيم
الصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين
الله
أكبر ولله الحمد
أنور سعيد رجل اعمال يمتلك الكثير من الأموال والعقارات رجل عادي ليس بالمتدين كثيرا يصلي الفروض ويدفع الزكاة وبعض الاحيان يتصدق بما تجود به نفسه يعيش حياة لا مبالاة لأن الوقت في الكثير من الاحيان يسرقه لكثرة الاشغال والأعمال ومتابعة أملاكه وشركاته.
في مساء أحد الأيام وبعد الانتهاء من أعماله ذهب الى فراشه لينام وبدأ قبل النوم بالتفكر في هذه الحياة لقد اصبح عمري الآن خمسه وخمسون عاما والايام تركض بي واخذت الأفكار تاخذه وتاتي به واذا به يغوص في ملكوت
الله نهض مفزوعا استغفر
الله وشرب قليلا من الماء ثم عاد لينام من جديد وللمرة الثانيه ينهض مفزوعا من منامه أحست زوجته به نهضت وذكرت
الله وسالته ما الذي شاهدته في منامك , استغفر
الله ونظر الى زوجته ثم قال لها اتعرفين أرضي التي تقع بالقرب من الكنيسه الكبيرة في البلد , قالت له زوجته بالتأكيد اعرفها ما بالها , قال أنور إن شاء
الله قررت أتبرع بها لبناء مسجد عليها وعلى نفقتي الخاصه لقد مضى بي العمر لاهيا واريد ان افعل شيء في حياتي يرضي وجه
الله .
في الصباح توجه الى دائرة الاوقاف والمقدسات واخبرهم بنيته بالتبرع بهذه الارض لبناء مسجد وعلى نفقته الخاصه , الاوقاف شكرت انور كثيرا وتقبلت الأمر برحابة صدر وبدأت الإجراءت , علم القساوسه في الكنيسه بأن مسجدا ضخما سيبنى بالقرب من كنيستهم فجن جنونهم وتوجهوا مباشره الى المحافظ ليمنعوا بناء المسجد بالقرب من كنيستهم ولكن المحافظ قال لهم هذه ارضه وملكه وهو حر في بناء اي شيء عليها , غضب القساوسه اشد الغضب وتوجهوا مسرعين الى انور لمحادثته , يا عم انور سنقوم بشراء هذه الارض بأي مبلغ تطلبه ونحن بحاجه ماسه لهذه الارض , أنور يرفض بيع هذه الارض ولكن القساوسه بدأوا بكافة الطرق والاساليب في اقناع انور لبيعهم الارض ولكن دون ان يتوصلوا الى شيء لقد كان قرارا لا رجعه فيه , واخيرا عرض عليه احد القساوسه هذا الأمر , سيدي العزيز انور سنتبرع لك بارض غيرها وسنقوم نحن ببناء مسجد عليها على نفقة الكنيسه وسنقوم بدفع ثمن الأرض لك ماذا تقول ؟ فكر قليلا انور وكرجل اعمال بالطبع هذه صفقه بشريه رابحه بلا ادنى شك فوافق على الفور و فرح القساوسه واتفقوا أن يبداوا بالإجراءات في صباح اليوم التالي , ذهب انور الى الاوقاف وأخبرهم بما جرى معه واتفاقه مع القساوسه على بناء مسجد في مكان اخر , امتعظ البعض من قرار انور ولكن لا يوجد باليد حيله .
في طريق العودة لمنزله بدا شيء يحدث في داخل راسه مشاورات مشاكل أصوات ولم يفتح عينيه الا في المستشفى فلقد انقلبت به السيارة وهو لا يدري فتح عينيه وصرخ
الله اكبر
ولله الحمد ,
الله اكبر
ولله الحمد ,
الله اكبر
ولله الحمد , كل من في المستشفى ينظر اليه بتعجب ما الذي حدث له , لم يصبه اي مكروه نهض عن سريره وتوجه مباشره إلى الأوقاف وقال لهم باشروا ببناء المسجد من صباح يوم غد ودفع لهم تكاليف البناء , نهض القساوسه في الصباح على أصوات الجرافات والعمال , انجن جنونهم وبداوا يعترضون الجرافات والعمال ولكن لم يأبه لهم احد اتصلوا مع المحافظ والبلديه ولكن لم يكترث لأمرهم احد وتم بناء المسجد والحمد لله وكان مسجدا ضخما غطى على كنيستهم وهذا ما كان يخوفهم .
سبحان
الله انور حاول ان يكسب الصفقه الدنيويه ولكن
الله اراد لأنور أن يفوز بما عند
الله خير له من الدنيا وما فيها فهنيئا لانور بناء هذا المسجد . قال تعالى ( إنما يعمر مساجد
الله من أمن بالله واليوم الأخر وأقام الصلاة وأتى الزكاة ولم يخش إلا
الله فعسى أولئك ان يكونوا من المهتدين) صدق
الله العظيم
دمتم بخير وسعاده وعمل خير متقبل
هشام
جدة- 4/7/2012