عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-07-2014, 02:19 PM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 721,828
افتراضي لا أستطيع ناصر العمر

صورة: http://media.midad.com/ar/articles/36087/la_astate3.jpg بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: لا أستطيع – مستحيلكلمتان تتكرران على الألسنة كثيراً ، وهما سبب رئيس لحالة الفشل العامة والخاصة، التي تعيشها الأمة وأفرادها .إن منبع هاتين الكلمتين، هو العجز العقلي، قبل أن يكون عجزاً حقيقياً واقعياً. والعقول العاجزة لا تصنع إلا الفشل.لا مراء ولا جدال أن هناك أموراً في الحياة لا يستطيعها الفرد ؛ ولـذلك كـان النبي [ ] -صلى الله عليه وسلم- وهو يبايع الصحابة [ ] يقول لهم: (فيما استطعت)، كما في حديث ابن عمر –رضى الله عنهما- وغيره .بل يقول سبحانه تأكيداً لهذا الأمر: (لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا)(البقرة: من الآية 286)، مما يدل على: أن هناك ما هو فوق الوسع والطاقة. ومن هنا فإن هذه الحقيقة ليست مندرجة في هذا الموضوع الذي نحن بصدده، حتى لا ندخل في جدال لا ينتهي، بل ينتهي بنا إلى الوهم الكبير :(لا أستطيع – مستحيل) ويزيد على ذلك: بأن نلبسه لباساً شرعياً .إن هاتين الكلمتين -مع ما بينهما من فرق في اللغة والدلالة والمعنى- فقد أصبحتا قانوناً لكل عجز, وتأخر, وتفريط. تساقان للتبرير, والتخدير, وتحطيم العزائم ووأد النجاح .كثير من الناس، وأجيال تتلوها أجيال، جعلت من هاتين الكلمتين: نبراساً لحياتهم ومنهجاً لتفكيرهم، ومنطلقاً للشعور بعدم التقصير، وأساساً للرضى بالواقع المرير .إنني أقف مدهوشاً أمام هذا التخلف الرهيب, في واقع الأمة وحياتها، مع ما تملكه من مقومات النجاح, والتفوق, والريادة, والسيادة. ومن ثم, أعملت تفكيري في هذا الأمر الجلل، فتوصلت -بعد مراحل من البحث والتحليل، والسبر والتقسيم- إلى أن من أهم الأسباب في ذلك –والأسباب كثيرة– : تحول هـذا الوهم الكبير: (لا أستطيع – مستحيل) إلى قاعدة صلبـة في حياة كثير من أفراد الأمة أولاً، وشعوبها ثانياً. منهـا ينطلقون، وفي ظلامها يسيرون.وكم جر علينا هذا الوهم -ولا يزال-: من مآس, وتأخر, وتقهقر في أمور الدين والدنيا، ولذلك فإن من أخطر ما يتعلق بهذا الأمر هو: عدم الإدراك بأنه وهم، لا يثبت عند التحقيق, والتمحيص. فترى من يفني جزءاً من حياته للدفاع عن هذا الصنم، ليثبت أنه ركن صلب، وحقيقة قائمة، ومسلمة لا مراء فيها .إن هذا الوهم لم ينشأ بين عشيه وضحاها، وإنما هو ثمرة لمجموعة من التراكمات والعوامل، نشأت على مر السنين والأعوام. وهو إفراز لظروف مرت بها الأمة في تاريخها الطويل. فبدل أن تنتج من رحم المعاناة رجالاً، يقودون الأمة إلى الرقي، والتقدم دون استسلام للصعوبات، والعقبات وبنيات الطريق، وإذا بتلك العوامل تكون سببا لمزيد من الإحباط، واليأس، والفشل، والتردي في هوة الوادي السحيق .

أكثر...
المصدر: Forums


gh Hsj'du khwv hgulv

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47