لوعة
الغاوية و
الحب المريض
هذه ليست رواية عن الحب/الإحساس ..
بل هي عن الحب/المرض …
حب يقتات عليك .. و تقتات عليه ،
حب هو كالزاد الذي لا تقوى الروح على العيش دونه .. حب يتجذر في قلبك .. فإن هو زال لحقت به حياتك .*
كيف لحب ولد في الطفولة أن يستحيل شيئاً تقطع من أجله المسافات ،
و بحثاً عما يروي عطشه تدنس الروح في أوحال الحياة ،
هذا النوع من الحب يبرر القتل .. و الكذب .. وكل ما في قواميس البشر من أفعال دنيئة ،
ألم أقل أنه حب مريض ؟
أنهيت الرواية في يومين و مع كل صفحة اقرأها تجتاح مخيلتي حمّى تساؤل ..
هل يوجد هكذا حب ..
هل يوجد حاجة في داخل الانسان تجعله يلهث خلف الحب بهكذا جنون؟ بهكذا يأس .. ؟
هل يمكن أن يموت في داخل الانسان كل شيء .. و تبقى مشاعر الوفاء مستعصية على الموت ؟
في هذه الرواية يعيد عبده خال تعريف الحب فيقول : الحب أن تحب كل أثر لحبيبك .
و يقول أيضاً :أي حب يفقد ميزة الاستشعار لا يعول عليه.
فتون حافظت على شعلة الحب في داخلها أربعة و عشرين عاماً راح جلها بحثاً عن ذلك الحبيب الغائب و ركضاً خلف أي أثر قد يحمل دلالة إليه ،
فتون التي عرفت الحب طفلة و فتاة و امرأة .. عرفته فرحاً و حزناً و وفاءً .
في الأنثى يموت كل شيء إلا قلبها .. و في قلبها يموت كل شيء إلا ذكرى غريب أحبته بصمت.
و مبخوت ..
ذلك الذي لم يكن له من اسمه نصيب ..
و لم يعرفه في حياة صوتاً سوى صوت الصمت .. و لا طعماً غير طعم الغربة و الفقد ،
و ليس لديه من فرح سوى بضع سنوات عاشها طفلاً .. و راح يجتر ذكرياتها كلما ضاق به الكون .
رواية فاتنة في وصفها .. آسرة في سردها لأحداث تخيب توقعاتنا كثيراً ،
سوف تنهيها و تلعن في داخلك كل أنواع الحب المبتذل .. و كل عباراته التي لا تستحق جهد أن تنطق بها .
في هذه الرواية تجد الحب .. و الحرب .. و الفقد .. و الوفاء الذي تدفع عمرك ثمناً .
إقتباسات راقت لي :
“ثمة أماكن كتب عليها التيه. الغاوي هو التائه ، و أن تزل قدم أحد في الغاوية هو الانحراف عما تعارف علي الناس سلوكاً أو طريقاً بينما حقيقة الأمر أن ليس هنالك اهتداء كامل . ثمة انحراف في كل اهتداء ، شيء ناقص حتى لو كان ذلك الانحراف يسيراً. يحدث هذا لكي نبقى ضالين ، فالاهتداء دراية كاملة، و من منّا يملك الدراية الكاملة.”
“الروح لا تشيخ ، فالأيام تتلهى على مضغ الجسد لكونه عتبة تعبرها كي تثبت وجودها ، أما الروح فهي مختبئة و نائية عن ذلك الدهك.”
“كل إنسان له خصلة نعشقه من أجلها …”
“أول ما تأخذ من هذه الحياة شهقة هواء و أول ما تتركه من الدنيا زفير هواء. هذا هو العدل ، إعادة ما أخذت.”
*
**در الصورة
* لمتابعة الكاتب على تويتر:*
@anas_oz
<h2> مواضيع ذات علاقة:
</h2>
g,um hgyh,dm , hgpf hglvdq