عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-06-2012, 07:10 PM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 721,828
افتراضي الزلازل في القرآن الكريم

الزلازل في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اليكم اعزائي هذا المقال (منقول) عن الزلازل في القرآن الكريم


حدثنا التاريخ عبر عصوره العديدة عن كوارث حصلت لأقوام شتى وكانت هذه الكوارث ناتجة عن قوى طبيعية حصلت بأمر الله تعالى إما عقوبة لهم أو ابتلاء، فمنهم من حصلت لهم المجاعات والأمراض، ومنهم من هاجمته الحشرات والحيوانات، ومنهم من غرق أو احترق أو هاجمته الريح العاصف والأعاصير، ومنهم من زلزلت الأرض من تحته، أو داهمه بركان، أو صعق ببرق، ومنهم من ابتلعته الأرض وخسفت به، ومنهم من أخذته صيحة وذبذبات صوتية هائلة القوى فجعلت روحه تزهق في مكانها، ومنهم ومنهم… ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. وإذا كانت بعض هذه الروايات مجرد قصص منقولة بسرد الكلمات فإن بعضها له دلائل وآثار شاخصة وباقية إلى يومنا هذا كي يراها الناس ويتعظوا، ولكن أكثر الناس لاهين غافلين عن آثار عذاب الله لأقوام خلوا (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ *مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ ) (الأنبياء:1-2). فآثار قوم لوط وفرعون موسى, وأقوام آخرين -أكلتهم نيران البراكين- لا يزالون شاخصين محدثين عن أنفسهم يراهم الناس في مدينة بومبي جنوب إيطاليا إذ بقيت جثثهم محنطة حتى الآن، وأصل ما حنطوا بسببه بركان (فيزوف) الذي حدث قبل 2000 عام والذي ينبىء عن بعض عذاب الله في السابقين لمن أراد أن يتعظ من اللاحقين .
الأحمال والأوزان بين العلم والقرآن:
قال الله تعالى: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتاً أَوْ هُمْ قَائِلُونَ) (الأعراف:4), وقال تعالى: (فَكُلّاً أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) (العنكبوت:40) .
إذا كان القرآن الكريم يستعرض لنا بعض الكوارث وما حصل لأقوام في الماضي فإن أسلوبه المعجز في السرد يبين لنا ويفصل أنواع الأحمال والقوى والإجهادات التي قد يتعرض لها الإنسان ومدنه ومنشآته خلال حياته, وبهذا يكون القرآن الكريم قد سبق العلوم الهندسية الحديثة بمئات السنين، إذ أن الأحمال التي استعرضها والتي سنذكرها أدناه تشكل أساس العلوم الهندسية وأساس الفيزياء النيوتينية وغيرها من علوم الميكا*** والكهرباء والمغناطيس والذرة باختلاف تفرعاتها وتشعباتها…
إن التقسيم العلمي للقوى الكونية حسب آخر التصنيفات العلمية محكوم بأربعة **ادر للقوى وهي: الكهرومغناطيسية, الجاذبية، القوى النووية الضعيفة, والقوى النووية القوية، ويحاول العلماء الآن جمع هذه القوى بقوة واحدة تشكل ال**درية الوحيدة لهذه القوى.. أما التقسيمات الهندسية للقوى والتي تتشعب من هذه القوى الأربع فهي كما موضح بالشكل .
وردت كلمة حمل وأحمال وحمولة ونحوها في القرآن الكريم (64) مرة، وثقل وأثقال ونحوها (28) مرة، وزن وميزان ونحوها (23) مرة. أما في التقسيمات العلمية الحاضرة فتقسم الأحمال والقوى والأشغال في العلوم الهندسية إلى قسمين رئيسين كما يوضحها الشكل وهما:
1- القوى الطبيعية (Geophysical Forces).
2- القوى من صنع الإنسان ((Man-Made Forces .
هذان القسمان بدورهما يقسمان إلى أقسام عديدة أخرى كما ويشتركان فيما بينهما بقوى مشتركة من صنع الإنسان وتأثير القوى الطبيعية فيما حولنا ولكنها جميعاً تشترك بأنها من صنع الله تعالى وجعلت أسباباً بعضها لبعض. وقد قسم العلماء هذين النوعين إلى أقسام أخرى فالقوى الطبيعية بدورها تقسم إلى قوى جذب أرضي ((Gravitational ومنها أحمال وأوزان البشر وأوزان المنشآت والأثاث أو ما يسمى بالأحمال الميتة ((Dead Load والأحمال الحية ((Life Load والقسم الآخر من القوى الطبيعية هي القوى الجوية ((Meteorological Forces) مثل الأمطار والحرائق والرياح والأعاصير والثلوج والغبار وأمواج الأنهار والبحار والقوى الكيماوية. أما القسم الثالث منها فهي القوى الزلزالية والاهتزازات ((Seismological Forces، والقسم الرابع هي القوى الكهرومغناطيسية كالبرق والرعد والقوى النووية كانفجارات البراكين والانفجارات الشمسية وثأتيراتها بالإضافة إلى القوى الأخرى الضعيفة نسبياً. أما النوع الثاني من القوى وهو القوى صنيعة البشر فهي قوى الاهتزازات وذات الطبيعة الديناميكية مثل الانفجارات المختلفة والسيارات والطائرات وال**اعد. كذلك تقسم أيضاً إلى ما يسمى بالإجهادات الأقحامية (Locked-in Stresses ) ومنها التغيرات الحجمية والرطوبة والانكماش والإجهادات المتبقية والسحب المسبق والانتفاخ والتمدد والزحف وغيرها .
إن كل هذه التقسيمات التي هي بواقع الحال تقسيمات علمية حديثة وضعها الإنسان على مر القرون بعد تجاربه ودراسته للظواهر دراسة علمية معمقة، كان القرآن الكريم قد سبقها بمئات السنين إذ أنبأ بكل تلك القوى وتأثيراتها بعد أن سرد لنا قصص الأقوام السابقة، لا لنتذكر منها ونتعظ فحسب بل لنعرف هذه القوى وتأثيراتها وفوائدها ومضارها لنستفيد منها في حياتنا من جهة ولنعلم أن الله تعالى قد سخر تلك القوى لنا، ولكنها قد تتحول أيضاً إلى نقمة علينا عندما يأتي أمر الله من جهة ثانية, وسنحاول إعطاء أمثلة قرآنية لكل حالة من حالات الأحمال والقوى:
1- الوزن للأحمال والأثاث والمتاع: (وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ) (النحل:7)
2- الأثقال الخفيفة والقوى الضعيفة: (وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ) (يونس:61)
3- الأثقال الكبيرة: (وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ) (القصص: 76).
4- مقارنة وزنية وحجمية للأوزان الميتة) :إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً) (الإسراء: 37).
5- التعجيل والجاذبية والسرعة: (أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ) (الحج: 31).
6- أحمال الصدمات: (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (الفيل:4)، (إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ) (الحجر:18) .
7- الأواصر الكيمياوية :(كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ) (الصف: 4).
8- الزلازل والاهتزازات: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) (الزلزلة:1)، (فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ) (العنكبوت:37)، وردت كلمة زلزال بكل مشتقاتها وتفاعيلها (6 مرات).
9- الصواعق والقوى الكهرومغناطيسية: (أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ) (الملك:17) … وردت (7 مرات) بصيغة صعق وصواعق، ووردت (5 مرات) بصيغة حاصباً.
10- التصدعات الأرضية: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) (الملك:16).
11- أحمال الرياح: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ) (الذاريات:41) ، وردت كلمة الريح بكل معانيها التي تعني العذاب والتدمير (13 مرة), وبمعنى الريح الخفيفة (6 مرات)، وبمعنى ريح تحمل المطر والخير أي رياح (10 مرات).
12- الحرائق والنيران: (لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفاً) (طـه: 97) ، وردت كلمة حريق بكل مشتقاتها (9 مرات)، بينما النار بكل مشتقاتها وصيغها (158 مرة).
13- الأعاصير: (فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ) (البقرة: 266).
14- العصف (قوة الهواء الشديد في زمن قليل مثل عصف الانفجارات): (فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفاً) (المرسلات:2).
15- الأمطار الهائلة الشدة: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي) (هود:44).
16- الذبذبات الصوتية: (فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ) (الحجر:73) وكل آيات النفخ في الصور .
17- الاهتزازات عموماً وردت 5 مرات بكل مشتقاتها وتفاعيلها.
18- الجليد والثلج (البرد): (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ) (النور:43).
19- البرودة والرطوبة والزمهرير: (لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلا زَمْهَرِيراً) (الإنسان: 13)، وردت كلمة البرودة بكل مشتقاتها (4 مرات).
20- الحرارة: (نار حامية)، وردت (4 مرات) بكل مشتقاتها وتفاعيلها.
21- البراكين: (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) (الزلزلة:2).
22- الفيضانات النهرية: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) (سـبأ: 16).
23- أمواج البحر: (فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) (هود: 42)، كلمة موج وردت ( 6مرات) بكل مشتقاتها وتفاعيلها.
24- هطول الأبنية: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) (القصص: 81).
25- انهيار التربة: (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) (سـبأ: 9).
26- قوة الشلالات المائية: (وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي) (الزخرف: 51).
27- الأحمال الثاقبة والطارقة: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ*وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ*النَّجْمُ الثَّاقِبُ) (الطارق:3,2,1).
وبذلك نلاحظ أن كل التقسيمات التي قسمها العلم الحديث قد أشار القرآن العظيم إليها كإشارات نستخرج منها الدلالات العظيمة، وآيات تذكيرية تشمل فيما تشمله العلوم الهندسية وتقسيمات الأحمال فيها عسى أن يفهم الإنسان حقيقة وجوده ولا ينساق وراء العلوم المادية الجامدة فقط.
الزلازل والهزات الأرضية.
تحصل الزلازل إما بسبب الحركة التكتونية للأرض( Tectonic Motion) وهو التشقق أو الحركة الفجائية خلال صدع موجود لصفيحة من صفائح القارات أو خلال تفرعاتها، أو بسبب حالات بركانية (Volcanic Reasons) أي بسبب حصول بركان، فإن قوة اندفاع الكتل البركانية وهيجانات الطبقات التحتية تؤدي إلى حصول ارتجاجات واهتزازات أرضية، وقد أضيف إليها حديثاً الهزات الحاصلة بسبب التفجيرات النووية التي يقوم بها الإنسان تحت سطح الأرض. وقد وضعت نظريات عديدة للزلازل منها نظرية الرجعة المرنة ( Elastic Rebound Theory) والتي تفترض حصول انفراج مفاجىء لانفعالات متراكمة، تحصل خلال القشرة الصخرية لشق أو صدع خلال مناطق الضعف (Area of Weakness) وتطلق هذه النظرية تسمية بؤرة الزلزال أو مركز الزلزال (Hypocentre or focus) الموجودة في عمق معين يطلق عليه العمق البؤري أو (Focal Depth)، وأما النقطة المقابلة لهذا المركز على سطح الأرض فيسمى (Epicentre) ، أما بعد البؤرة عن منطقة وضع المقياس الخاص بقياس قوة الهزة فيسمى Distance Epicentral)) أو المسافة المركزية الأرضية. وتقسم طبيعة الحركات والهزات الزلزالية إلى:
1- أولية (Primary) وهي بسبب عملية تسبق الهزة بقليل وتسمى ((Causative Process.
2- ثانوية ( Secondary) تحدث بسبب الهزات الأرضية الناتجة من سريان الموجات الزلزالية خلال الأرض لمختلف الاتجاهات –وتقسم بدورها إلى:
أ‌- انزلاق الأرض (Land Slides) وتحصل فيها انزلاق التربة وانضمامها .
ب‌-التأثيرات الحركية الذاتية) (Dynamic Inertial Effects .
تقاس الزلازل إما بشدتها (Intensity) أو قيمتها (Magnitude) , أما قيمتها فهي مقياس للطاقة المتحررة (Released Energy) والمنطلقة بشكل موجات حركية زلزالية وتحسب عن طريق حساب التشوهات الذبذبية الحاصلة للأرض،ش ولمسافات محددة عن مركز الهزة أو البؤرة، وهي كما أشرنا تسمى بالمسافات المركزية الأرضية, ويعتبر مقياس (ريختر (Richter Scaleواحد من أهم الطرق لقياس قيمة الزلزال، وهو مقياس يعتمد على التشوهات الذبذبية للراسم المرتبط بعتلة تتحرك مع حركة الأرض وترسم على خرائط خاصة (Trace) بشكل نموذجي تسمى ((Seismograph توضع على بعد 100كم من المركز الأرضي السابق الذكر وتحسب حسب المعادلة (1.5+ 11.4= ( Log E M حيث أن E)) هو الطاقة المتحررة مقاسة ب (غم/ سم-1) أو ما يعرف بال [أرج (Ergs)] أما (M) فهو قيمة مقياس ريختر, والرمز(Log) يعني اللوغريتم الرياضي. إن أعلى زلزال رصد لحد الآن كانت له قيمة مقدارها (9.8) درجة بينما يقسم مقياس ريختر إلى 9 درجات.
أما بالنسبة إلى الشدة فهي تصف مقدار الخراب والتدمير الحاصل بسبب الزلزال وتضع لذلك درجات تقيس على أساسها شدة الزلزال في مكان معين. والمقياس المستخدم لذلك هو مقياس مارسيلي المطور (Modified Mercealli-MMScale ) وهو مكون من 12 درجة أو تقسيمه للشدة. إن مقدار الشدة تقاس حسب المعادلة (1.5+3Loga = I) حيث أنّ I)) هو الشدة، (a) هي تعجيل الهزة ويقاس بالمسافة على مربع الزمن (سم/ثانية2) (cm/sec2) . إن واحد من أكبر الزلازل المسجلة حتى الآن هو زلزال (ايلسنترو) والذي حصل بولاية كاليفورنيا (Elcentro-California-USA) بتاريخ الخامس عشر من أيار 1940 . وقد حصل بتقدير الله تعالى في بداية عام 1994 زلزال عظيم في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية دمر الكثير من البناء والعمران وقتل وشرد الآلاف من الناس في نفس اليوم الذي ضرب به الأمريكان العراق وهو يوم 16-17 كانون الثاني، (وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) (الفتح: 4) حتى أن العلماء تصوروا أنه الزلزال المنتظر الذي سيعمل على تدمير مدن بأكملها. ويذكر أن شبه جزيرة على البحر الأمريكي الغربي المطل على ساحل المحيط الهادىء والحاوية على مدن سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس وغيرها مهددة بزلزال عظيم يمحقها من الوجود ويغرقها في المحيط على حسب توقعات علماء الرصد الزلزالي. وتوجد مناطق رصد وخرائط زلزالية توزع العالم إلى مناطق مختلفة حسب قوة وشدة زلزالها حيث أن لكل بلد وكل منطقة خرائط زلزالية خاصة به.
ومن غير المحتمل أن يحصل زلزال في منطقة الحجاز، ووسط وجنوب العراق لكون المنطقة تطفو على أفضل ارتفاع حراري تحتها، فالحرارة الداخلية لا تسمح بحصول الزلزال، كما وأن سطح المنطقة يعتبر جيولوجياً رملياً وطموياً وليس صخرياً وهذا يشكل ما يسمى بالمخمد للإجهادات الاهتزازية فيمنع حصول الزلازل وهذا هو حمى الله لبيته العتيق.
الزلازل في القرآن الكريم
بعد هذا العرض الموجز عن علم الزلازل الواسع والذي تم الاهتمام به في القرن الأخير فقط بسبب كثرة حصول الزلازل بشكل أكثر من الماضي، وهذا ما أخبر به ال**طفى صلى الله عليه وسلم من جهة، ولعدم توفر الوسائل العلمية الدقيقة لقياس الزلازل من جهة أخرى، نتطرق إلى المقياس القرآني للزلازل الذي وصفه الله تعالى، وقد أورد هذا الربط اللطيف الدكتور المهندس أحمد محمد إسماعيل في كتابه (الرياضيات والإحصاء والأرقام في القرآن) . حيث أشار إلى الآيات المباركات التي تذكر حركات الأرض واهتزازاتها وارتجاجاتها وما تتبعها من تدمير وفتك وهلاك لمن عليها وخصوصاً الآيات التي تبدأ بكلمة “إذا” وربطها مع شدة الزلزال وسمي هذا المقياس بالمقياس الإلهي أو المقياس القرآني, ومن هذه الآيات:
1- (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا*وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) (الزلزلة2,1).
3- (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً*وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاًً*فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاًً) الواقعة (4،5،6).
5- (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ*وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق: 4،3).
7- (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكّاً دَكّاً) (الفجر:21).
8- (إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) (العاديات:9).
9- (وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ) (الانفطار:3).
10-(وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (الانفطار:4).
11- (يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعاً) (ق: من الآية44).
12- (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً) (الحاقة:14).
13-(يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً) (المزمل:14).
وغيرها العديد من آيات الله المباركة التي تضع لنا مقياساً لمدى التدمير والهلاك الرهيب, والتي تكاد كل البراكين والزلازل التي حصلت وتحصل بشكل يومي موثق في الأخبار تقف قزماً أمامها. فإذا ما قارنا المقياس التدميري الذي وصفه القرآن للزلازل والبراكين وقارنّاه مع مقياس ريختر وغيره نرى بوناً شاسعاً بين الاثنين من حيث الشدة والتدمير الذي ينبئنا به القرآن العظيم، ولنقرأ بعض الأسطر من كتاب الدكتور أحمد محمد إسماعيل حيث يقول:
(لم تتفق الآراء ومنذ القدم حول معنى الحروف المقطعة في بداية سور القرآن الكريم وتعددت الآراء ويمكن الرجوع إلى كراس (عبد الجبار شرارة) الذي فيه مسح جيد لتلك الآراء وهو بعنوان (الحروف المقطعة في القرآن الكريم). أن اللغة العربية ربما تختلف عن كل اللغات إذ أعطت لكل حرف من حروفها معنى ف(ق) يعني قف، و(ن) الدواة، و(س) القمر، و(ص) النحاس وهكذا. واللغة العربية قد تطورت بعض كلماتها من نواة مكونة من حرف أو حرفين. ففي كل اللهجات العربية القديمة، السبئية والبابلية والكنعانية والسريانية والعبرية والحضرموتية كانت كلمة (ال) تعني الرب ولعلها كانت نواة كلمة الله.
وفي اللهجات العربية القديمة كان للحرف (ذ) معنى وتعني القوة فكلمتي (ذ-سموي) في تلك اللهجات تعني قوة السماء ولعل الحرف (ذ) كانت نواة كلمة (إذا) والتي تعني حدوث شيء مؤكد الوقوع من خلال قوة ربانية ثم انسحب معناها على الأمور التي تحدث بقوة أخرى، ومن هنا كان القرآن الكريم يعبر عن وقوع الحوادث من خلال كلمة (إذا) حيث أن الكوارث الكونية عبر عنها في بداية السور بكلمة (إذا)، (إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ) (الانشقاق:1) (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا) (الزلزلة:1). لقد بين التحليل الإحصائي للحرفين (ا ل) في السور التي تبدأ ب ( الم، الر) في الحقائق التي تحكم تكرارها لذا أصبح مناسباُ التحري العميق عن تكرار الحرف (ذ)، نواة كلمة القوة الإلهية، في الكوارث الكونية من خلال السور التي تبدأ بكلمة (إذا) والتي موضوعها تلك الكوارث وقد كانت نتيجة ذلك التحري هو اكتشاف المقياس القرآني للكوارث الكونية، ولابد من القول أن السور القرآنية التي تعبر عن حدث معين لا يقتصر موضوعها على ذلك إذ يتطرق في الوقت نفسه إلى أحداث أخرى في نفس السورة قد كانت نتيجة لعصيان الأقوام التي تحدثت عنهم السورة – وهذه مزية في القرآن الكريم – ويعني أن موضوع السور لا يعني أن السورة بكاملها متخصصة لذلك الموضوع، ومن جهة أخرى أن الحدث في السورة القرآنية لا يشترط أن يكون وصفاً لحالة الأرض التي نعيش عليها ولكنها أحداث كونية مقايسة بأحداث الأرض لذلك أطلقنا على هذا المقياس (المقياس الكوني للكوارث). وحقاً أن القرآن كتاب لا تنتهي عجائبه كما وصفه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. لقد حاول بعض العلماء أمثال ريختر ومارسيلي وضع مقياس يوضح شدة الهزات الأرضية من خلال المشاهدات الميدانية فمقياس مرسيلي المكون من (12) درجة يمكن وصفه بما يلي: الدرجة الأولى ( ضعيفة لا يمكن متابعتها إلا بالأجهزة ا***اسة)، الدرجة الثانية ( يشعر بها الإنسان عند الراحة)، الدرجة الثالثة (تتحرك الأبواب وكأن حافلة تمر قرب الدار) الدرجة الرابعة (تنطبق الأبواب والشبابيك المفتوحة) ، الدرجة الخامسة (يمكن الإحساس بها خارج الدار، يقف رقاص الساعة)، والسادسة (يشعر بها الجميع فطور بسيطة في الأبنية)، والسابعة (المداخل القديمة تسقط، تحدث موجة في المياه الراكدة)، ثم الثامنة (أضرار كبيرة في الأبنية، تشقق الطبقات الأرضية)، فالتاسعة (تتحطم الخزانات وتتكسر الأنابيب المدفونة)، فالعاشرة (هياكل الأبنية تتحطم، تزحف بعض طبقات الأرض)، ثم الحادية عشرة (قليل من الأبنية يبقى، شقوق على سطح الأرض)، وأخيراً الثانية عشرة (الدمار يعم الجميع وتحدث الفوالق والطيات). لم يحاول العلماء التدرج في مقياسهم لما بعد الدمار المؤشر في الدرجة (12) في مقياس مرسيلي و(9) في مقياس ريختر، لكن القرآن الكريم وضع المقياس الشامل الذي يبدأ بالحوادث الطبيعية البسيطة وينتهي في نهاية الكون ولقد أفرد القرآن الكريم سورة خاصة لكل كارثة ووضع للكوارث تسلسلاً عجيباً هو:
1- الزلزال : وهي الحركات الأرضية التي لا يحدث عنها انفطار في الأرض ولا تحدث خللاً في وعي الإنسان وقوله تعالى: ) وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا ) وهو تساءل عن وعي المقصود، ويمكن وصفها: إنها تبدأ من درجة ( 1 ) إلى نهاية الدرجة (5) في مقياس مرسيلي.
2- الانفطار: هي الحركات الأكثر شدة والتي تظهر فيها الفطور على سطح الأرض ويمكن وصفها في مقياس مرسيلي بدرجة تتراوح بين (5-10) انظر قوله تعالى في السورة :(وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ) (الانفطار:4).
3- الانشقاق: هي الهزات العنيفة التي تتشقق الأرض فيها وينهار البناء ويحدث الموت لكثير من الناس انظر قوله تعالى في السورة) : ياأَيُّهَا الْأِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ) ويمكن وصفها بالدرجة(11) في مقياس مارسيلي.
4- الواقعة: الدمار يعم الجميع (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً*وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاًً*فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاًً) هكذا عبر القرآن عن هذه الدرجة ويمكن وصفها بدرجة (12) في مقياس مرسيلي.
5- التكوير: وهي القيامة وقوله تعالى: (وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ…وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَت) وفيها تتحطم الأرض وتتناثر وتبدأ في الدوران وهذا معنى التكوير. إن السور القرآنية الزلزلة، الانفطار, الانشقاق, الواقعة والتكوير، كلها تبدأ بكلمة (إذا) ولنتأمل هذه البداية ونسلط الضوء على أحد حروفها وهو (ذ) ونرى نظام تكراره في هذه السور.
سورة الزلزلة يتكرر فيها الحرف (ذ) 5 مرات، وسورة الانفطار يتكرر الحرف (ذ) 7 مرات، سورة الانشقاق يتكرر الحرف (ذ) 10 مرات، سورة الواقعة يتكرر الحرف (ذ) 16 مرة، سورة التكوير يتكرر الحرف (ذ) 19 مرة، ومن خلال ملاحظة تكرار الحرف (ذ) نستخلص الحقائق الآتية:
أولاً: إن تكرار الحرف (ذ) يزداد مع شدة الحدث فسورة الانفطار تكرار الحرف (ذ)=7 وهو أكثر من تكرار الحرف (ذ) في سورة الزلزلة الذي هو أقل شدة من الانفطار والتي عدد الحروف (ذ) في سورته=5 ، كما هو أقل من الانشقاق شدة وعدد حروف (ذ) في سورة الانشقاق = (10) وينطبق هذا على كافة سور الكوارث الخمس.
ثانياً: أن الله سبحانه وتعالى وضع نظام الحرف (ذ) بشكل مقصود ووضع تسلسل تلك الأحداث بشكل مقصود فانظر في الآية (90) من سورة مريم كيف قدم العدد البسيط على الأكثر شدة في قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضًُ) وهو مؤشر آخر على أن هناك معنى تسلسلي لتلك الأحداث.
ثالثاً: ألا يستدعي ذلك أن نضع احتمالاً بأن تكرار الحرف (ذ) هو درجة قياس الحدث ما دامت متناسبة معه. لا شك أن مرسيلي وضع مقياسه وفق مشاهدات ميدانية ففي مقياسه يبدأ الانفطار بدرجة (6) وفي القرآن الكريم يبدأ بدرجة (7) الذي هو تكرار الحرف (ذ) في سورة الانفطار وفي مقياسه يبدأ الانشقاق بدرجة (11) وفي القرآن الكريم يبدأ الانشقاق وهذا يعطينا الحق بأن نستنتج أن الحرف (ذ) هو درجة الحدث وفق الاعتبارات الميدانية والمشاهدات الحقلية.
رابعاً: إن درجة التكوير (19) لها معنى رياضي فنهاية مقياس رختر (9) ومقياس مرسيلي ينتهي بدرجة (12) وهي أرقام افتراضية ليس لها مدلول أو معنى فيزياوي و إلا لما أصبح ممكناً وضع مقياسين، أما الرقم (19) الذي يعبر عن الدوران فهو أقل رقم صحيح له مضاعفات متقاربة مع النسبة الثابتة ( 3.1415926) إذ بقسمة الرقم (19) عليه نحصل على (6.04788) ولا يوجد عدد صحيح يقبل القسمة على النسبة الثابتة بهذا التقريب سوى الرقم (19) والرقم (66) وهذا يعطي قوة وتأكيداً لهذا المقياس .
خامساً: إن العدد (19) له مدلول قرآني واضح كواحد من المنظومات الرقمية القرآنية، وسورة التكوير التي تعبر عن النهاية القصوى للأحداث بعد انهيار الأرض وتطاير أجزائها في الكون بحركة دائرية يتكرر فيها حرف (ذ) 19 مرة.
إن في القرآن الكريم مقياساً للكوارث الكونية وهذا المقياس يتكون من (19) درجة ويمكن وضعه بهذه الصيغة :
جدول المقياس القرآني للزلازل باستخدام تركيز حرف (ذ)
الحدث بداية الدرجة نهاية حدود الدرجة
الزلزال 1 5
الانفطار 6 7
الانشقاق 8 10
الواقعة 11 16
التكوير 17 19
وهذا المقياس تم استنباطه من تكرار الحرف (ذ) في السور التي سميت بهذه الأحداث وهو إعجاز رباني… والله أعلم …
أما بالنسبة للحركات ال**احبة للزلازل و**ادرها فقد فصلها القرآن تفصيلاً رائعاً قبل اكتشاف العلم الحديث لها. ففي وصف القرآن الكريم لهول زلازل الأرض يوم القيامة يحدثنا عن الحركات التي تصاحب هذه الزلازل وهي كما يأتي:
1- (خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ) (الواقعة:3) تمثل الحركة الشاقولية (العمودية) صعوداً ونزولاً.
2- (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً) (الواقعة:4) تمثل الحركة (الأفقية) بكافة الاتجاهات المستوية.
3- (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْراً) (الطور:9) الحركات الموجية المنحنية.
4- (يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ*تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ) (النازعات: 6,7) الحركات التتابعية (Rebound)
5- (وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) (الزلزلة:2) تمثل حركة الضغط .
6- (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ) (الانشقاق:4) ربط الزلازل مع البراكين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
الدكتور المهندس خالد فائق ألعبيدي
مجلة آيات
المصدر: Forums


hg.gh.g td hgrvNk hg;vdl

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47