عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-27-2012, 09:58 PM
rss rss غير متواجد حالياً
Senior Member
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 721,828
افتراضي هل أنت مستعد لكي تكون انتربنور؟

هل أنت مستعد لكي تكون انتربنور؟
بدأت ألاحظ مؤخرا انتشار قناعة بين الشباب أن كلمة انتربنور (أو عصامي أو رائد أعمال – أو مقاول!) هي مرادف ’أنيق‘ لصفة عاطل عن العمل أو من هو بلا وظيفة أو تجارة أو عمل، ولعل ذلك مرده عدم وضوح شروط التحول إلى انتربنور. في هذه المدونة المتواضعة، أحث القارئ على نبذ الوظيفة وإطلاق تجارته الخاصة، والتحول من عبودية الوظيفة إلى رحابة العمل الخاص ومشاقه. لعلي شجعت الناس على التحول من موظف إلى انتربنور عصامي دون شرح كاف لمتطلبات ذلك التحول، ولذا اليوم أعرض لكم بعض المتطلبات والشروط التي يحتاج لقرائتها جيدا من يفكر جديا في بدء نشاطه التجاري بكل قوة والاستقالة من وظيفته.

مستعد تكون انتربنور؟



النقطة الأولى ستكون إجابة السؤال: هل أنت متحمس بشدة وعنف لفكرة مشروعك التجاري؟ هل أنت مقتنع مليون بالمئة بالمنتج الذي تبيعه أو الخدمة التي تقدمها؟ هل أنت مستعد لأن تبيع كل شيء من أجل حلمك؟ أن تنام على التراب وتلتحف السماء وتترك رغد العيش إلى عدم يقين المستقبل؟ إذا كنت ممن يرفضون المغامرة بكل شيء، وتحب المضمون من القرارات، فلا عيب في ذلك، لكن ساعتها عليك أن تتأنى ولا تتعجل، فلكل شيء ثمن، سواء المجهول أو المضمون.

النقطة الثانية هي هل أنت ممن تفتر عزيمتهم وينخفض حماسهم بسرعة؟ هل إذا عملت كل ساعة من النهار، وكل يوم، على مشروعك الخاص، بدون راحة أو إجازة، هل ستنكسر سريعا؟ نعم، الجسم يحتاج لراحة، لكن في بعض المواقف يجب عليك حرمان نفسك من هذه الراحة. عدم تحديث صفحتك على فيسبوك وعدم الخروج مع الأصدقاء وغلق هاتفك للتركيز على عملك، هذه بعض القرارات التي سيكون عليها اتخاذها في حال قررت أن تكون انتربنور عن حق لا مجاملة. سبق ونشرت قصصا كثيرة هنا لناجحين مثل مؤسس دومينوز بيتزا الذي كان سائق سيارة التسليم والطباخ والمحاسب وعامل النظافة وكل شيء، وكان ينام في سيارة التسليم أو على أرضية مطعمه، لأنه باع ورهن كل شيء لكي ينجح مشروعه التجاري مرة أخرى. إذا كنت ترفع الراية البيضاء سريعا، فهذا لا يعيبك، فأنت ممن يحبون القرارات قليلة المخاطرة، وفي هذه الحالة تنطبق عليك النصيحة السابقة.

النقطة الثالثة، ما قدرتك على تحمل المخاطر؟ يؤكد الكثيرون من المستثمرين على أن شرطهم الأول في الاستثمار مع انتربنور هو ألا يعمل في وظيفة نهارية، وأن يعمل في مشروعه التجاري بكل قوة، فهل أنت مستعد لهذه الخطوة؟ هل أنت مستعد من داخلك لترك كل شيء من اجل تحقيق حلمك وتأسيس شركتك، مهما كان الثمن؟ في عالم التجارة وإدارة الأعمال، تخبرك الكتب والخبراء أنك لا محالة متخذ لقرارات غبية تجلب عليك الخسائر، مهما اجتهدت وقرأت، فهل أنت مستعد لتحمل تبعات قرارات خاطئة والاعتراف بخطئك والعمل على تصويبه مهما كان الثمن؟ هل احتراق مخزنك أو سرقة مكتبك أو خسارة كل مالك من الأشياء التي يمكنك التعايش معها والمحاولة من جديد؟ لا يعيبك أن تجيب بلا، فقط ساعتها عليك أن تبحث عن تجارة لا تتصف بدرجة عالية من المخاطرة.

النقطة الرابعة، ما مدى شجاعتك في اتخاذ القرارات؟ ستجد نفسك في مأزق يحتم عليك اتخاذ قرار سريع وتحمل عواقبه مهما كانت، مثلما إما أن تذهب يمينا أو يسارا في طريق سيارات. ستجد عميلا يتصل ويطلب منك ردا فوريا، أو مزود خدمات يهددك بوقف التعامل معك إن لم تستجب لمطالبه، هل ستفصل موظفا عندك لأنه كثير الشكوى ويخلق جوا سلبيا في محيط العمل أم لا؟ هل ستعلن بمبلغ كبير أم تشتري حجما كبيرا من المخزون لتوفر المال وتعمل بجهد كبير لبيعه؟ هل تبيع مخزونك بخسارة لتوفر مساحة التخزين من أجل منتج آخر يمكنك بيعه بسرعة وتعويض الخسارة؟ حياة الانتربنور كلها مواقف مثل هذه، وكلها قرارات لا تحتمل التأخير في الرد، إما نعم أو لا، لا بديل ثالث. إذا كنت ممن يترددون في مثل هذه المواقف أو لا تستطيع اتخاذ قرار سريع، فالحياة التجارية لن ترحمك، وساعتها ستكون خياراتك أقل، ولذا أحسن الاختيار.

النقطة الخامسة، ما مدى قدرتك على قبول المشاكل والعمل على حلها؟ المشاكل أمر لا يمكنك الفرار منه، وستجد العقبات والتحديات والأسوار في طريقك مهما اجتهدت لتفادي ذلك. إذا كنت ممن يهابون المشاكل، ويتجنبونها ويبرعون في تفاديها، فأنت حتما تعلم أن المشاكل كذلك ماهرة في تجاوز كل احتياطاتك والوصول إليك. يجب عليك قبول حقيقة أن العمل الحر قائم على حل المشاكل، بسرعة وبدون ارتباك أو فزع، وقبول حقيقة أن المشاكل مكون أساس في حياة أي انتربنور. إذا كنت ممن يجزعون عند مواجهة المشاكل، ففي هذه الحالة أنت بحاجة لشريك تنتفي فيه هذه الصفة.

النقطة السادسة، هل أنت مستعد للقيام بأكثر من دور؟ في بداية شركتك، سيكون عليك القيام بكل شيء، من تلميع واجهة المحل إلى تنظيف الأرضيات، ومن تعليم المشتري كيف يستخدم المنتج، إلى مسك الدفاتر والمفاصلة مع المشترين والبائعين والدق على الأبواب وإجراء مكالمات مع أناس لا تعرفهم طمعا في الحصول على مبيعات. إذا كنت ممن يحبون التركيز على دور واحد، وتتوتر سريعا عندما تقوم بأكثر من عمل، فهذا يعني أن عليك الاستعانة بآخرين – شركاء أو موظفين، وهذا يعني أن عليك ادخار رأس مال كاف قبل أن تدشن مشروعك التجاري، وأن المشاريع الفردية ليست شيئا يمكنك النجاح فيه بسهولة.

حياة العصامية ليست **** رعب أو حفرة من حفر جهنم، لكنها كذلك ليست رحلة هنيئة بلا جروح أو صدمات. نعم، نجح فلان وفلان بقدر قليل من ال**اعب، لكن تمنياتي القلبية لك بأن يكون حظك مثل حظهم وهذا أمر نادر الحدوث. واحد بالمئة من الناس يفعلها بأقل قدر من المشاكل وال**اعب، لكن بناء نظريات بسبب هذه النسبة الصغيرة يجعلها نظريات هشة لا تصمد في الواقع. ليس النجاح ألا تحدث لك مشاكل، بل في حل هذه المشاكل، بنفس راضية هانئة مستعدة.

أقول ذلك وأرجو من قارئي مشاركتي بتجاربه في هذا المجال، فهذه النصائح بدون سرد أمثلة من الواقع تبقى مثل الحبر على الورق، بلا فائدة بدون قارئ مقتنع، والاقتناع يأتي من الواقع وتجاربه.

على الجانب:
أعتذر لقارئي عن تأخري في الكتابة مؤخرا، لكني أردت استغلال أحداث غزة وأحداث **ر والتي تشغل القراء عن المدونة، في الانتهاء من كتابي السابع والذي جمعت فيه كل قصص الأمل التي نشرتها في هذه المدونة، وهو قيد التدقيق اللغوي حاليا، وأدعو الله أن نتمكن من طبعه ونشره ليكون حاضرا في الدورة المقبلة من معرض القاهرة للكتاب. هذه المرة لن أوفر كتابي للتنزيل المجاني، إلا بعد الانتهاء من كتاب جديد تالي له. بشكل عام، تنخفض إحصائيات قراءة مواضيع المدونة عند سخونة الموقف السياسي، ولذا أؤثر التمهل قبل التدوين.
مرة أخرى أذكر من يراسلني عبر المدونة، ويطلب مني ردا سريعا، قبل أن تعاتبني على عدم الرد، ابحث في مجلد السخام / سبام لديك، وتأكد من أنك كتبت عنوانك البريدي بشكل صحيح.
نعم، استخدمت كلمة انتربنور وليس عصامي، ذلك أننا معاشر العرب لم نتفق على ترجمة عربية واحدة لها، ووجدت الكثيرين يستخدمون كلمة انتربنور لتوضيح مقصد الترجمة العربية التي استخدموها لها، وبما أن كلمة انتربنور فرنسية لا أمريكية أو إنجليزية، فلعل ذلك يقلل من مقاومة استخدامها.

**در الصورة.
المصدر: Forums


ig Hkj lsju] g;d j;,k hkjvfk,v?

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47