لم يموتوا ..
 

لم يموتوا ..
في كل ليله .. أجهش فِ البكاء لأيام مضت ..
لِتراسيم وجوة أبت فِ الذهاب عن مخيلتي
أخرج من عتبات بابي كل يوم .. في أمل أن اراهم
ولو صدفة بين العابرين .. أصبح الجنون يستوطنني
أمضي وأبتسم فجأة لذكراهم ..
أبكي فجأه حين رؤية أماكن جمعتني بهم
أصبحت نظرة الناس فيني - مريضةة
أسمع صدفةً حديثهم وهمساتهم وسخريتهم
: أنظري أنظري ما بال تلك المريضةة تبتسم وتحادث الهواء !
جُنّت تماماً ..
بالرغم من ذلك .. لا أبالي
فما زلت أكمل طريقي وأحادث أطيافهم
وابتسم وابكي .. شعور متناقض كتناقض الكلمتين
وكأن اطيافهم تحزنني مرة وتسعدني مرة
لازمت ذلك الكرسي .. لازمت النظر فِ وجوة الناس
علّي ارى احداً منهم ..
تعبت وخالقي ولا زلت اتحمل مرارة الغياب
أيا عابرين أيا عابرين ..
ألم يصادفكم أشخاص كالبياض تماماً كالطهر كالجمال
اجلبوهم لي ولو مرة .. أتأملهم ثواني ثم اتركوهم يعبروا كما شائوا
لم استطع استيعاب الواقع !
ليسوا موتى !
لا ابداً بل هم يكبرون ويعيشون بداخلي
ويتحدثون ويتحركون حولي ..
ربما ليست اجسادهم هي من تتحرك .. ولكن ارواحهم ما زالت هنا
تعانق روحي حد الاختناق .. لا بأس .. لكنهم لم يموتوا يوماً
لم يموتوا ..