Forums - (تقرير) حال التمريض في المستشفيات، ونقص عددهم، وكثرة خريجيهم والحال أدهى وأمر

(تقرير) حال التمريض في المستشفيات، ونقص عددهم، وكثرة خريجيهم والحال أدهى وأمر

http://paltimes.net/new/images/uploa...1358928466.jpg

بقلم هيثم غراب - فلسطين الآن.. يتسارعن من غرفة لأخرى، كالبرق يتقاطرن واحدة تلو الأخرى أملاً في إرضاء كل من يتواجدون في هذا القسم المكتظ ، فالكل يريد أن تكون الخدمة المقدمة لمريضه على أعلى المستويات، يتبادلن الضحكات مع المرضى أحياناً وفي مرات أخرى يشتد بينهم النقاش بسبب تأخر في القدوم أو أي أمر آخر .

الحال في هذا الجزء من عالم المستشفيات في غزة التي يعمل فيها أحياناً الممرض أعمالاً ليست من اختصاصه فقد يضطر ليكون مراسلاً في بعض الأحيان ومجبراً على تقديم الطعام أو تنظيف السرير للمريض في بعض أحيان أخرى .

هذا لا يعني أنهم جميعاً على قدر واحد من الكفاءة والإخلاص فقد تتعرض لحادثة من قبيل أن تقدم في ساعة متأخرة من الليل بطفلك الصغير وقد أصابه الإعياء الشديد بسبب وعكة ألمت به فلا يتقدم لرعايته وتقديم اللازم له أحد كون الممرضات في حالة من الاسترخاء ويشاهدن صور ألبوم عرس لزميلتهن المتزوجة حديثاً .. هذا قد يحدث لا ترفع حاجبيك مستغرباً .

من خلف ستار استمعت لـ "مسئولة التمريض" في هذا القسم من المستشفى الصغير المكتظ وهي تشكو لأحد المسئولين على ما يبدو قلة عدد الممرضات في القسم والذي لا يتجاوز الأربعة في الفترة الصباحية في قسم يتجاوز عدد مرضاه من النساء والأطفال العشرين مريضاً .

يفرحون ويهللون وتسعد بهم الدنيا في احتفالات بهيجة تنظمها الجامعات والكليات المتوسطة لتخريجهم بعد سنوات من الدراسة .. آلاف الخريجين يحاولون الانطلاق لكنهم يفاجئون بقلة عدد الوظائف المتاحة أمامهم .

تخرج أحمد قبل عامين من الآن من كلية التمريض يحلم كغيره في وظيفة حكومية يتساءل عن سبب نقص الكوادر الطبية في المستشفيات رغم تكدس الخريجين في كافة التخصصات المتعلقة بالمستشفيات كالتمريض والتخدير..

إدارات المستشفيات تطالب ليل نهار بزيادة عدد الكوادر الطبية ، فنقص المراسلين مثلاً قد يجعلك عزيزي مرافق المريض تعمل مراسلاً لنقل عينات الاختبار إلى مختبر المستشفى وهذا ممنوع بشكل قطعي في القانون الطبي حسب مطلعين .

فإذا كان فني المختبر قد أنهكه التعب فستجده يتأفف ويصدر الآهات -وهو محق على فكرة- فدوامه الذي بدأ في الثانية من ظهر الجمعة لا زال مستمراً ونحن الآن في تمام الواحدة من بعد منتصف الليل وسيستمر حتى السابعة صباحاً .. والله حرام وحقوا يكشر في كل المراسلين الإجباريين وهم مواطنون لا ذنب لهم إلا أنهم يرغبون في علاج سريع وجيد لمرضاهم .

المواطنون في كل مرة يصبون جام غضبهم على الكوادر الطبية العاملة والتي تتحمل ضغطاً كبيراً لكن هذا لا يعفيهم من معاملة حسنة مع الناس والمرضى وذويهم، لكنهم في النهاية بشر لهم طاقة احتمال ، ترجو الجماهير التي صمدت رغم الحصار على مدار سنوات طويلة أن يتم النظر في قضية نقص الكوادر الطبية بشكل جدي وسريع .

ملاحظة : العنوان الأصلي للتقرير هو ( لتحصل على وظيفة مجانية .. كن مرافقاً لمريض )
وقمت بتغييره إلى ( حال التمريض في المستشفيات، ونقص عددهم، وكثرة خريجيهم والحال أدهى وأمر )