بسم الله الرحمن الرحيم

الصلاة والسلام على المبعوث رحمه للعالمين


وعبد ربك حتى يأتيك اليقين


بينما أنا جالس في إحدى الأماكن العامة واذا بصديق قديم يمر من المكان الذي أجلس فيه نظر إلي وقال لي ألست فلان ؟ قلت نعم أنا هو بعينه , نظرت اليه بتمعن وتحديق من فوقه إلى أسفله على أن أستطيع معرفة هذا الشخص عبثا حاولت , الله أعلم فذاكرتي قد خانتني هذه المرة , ضحك هذه المره بصوت مرتفع وقال أنا صديق دراستك فلان , تذكرت الإسم جيدا ولكن لم استطع تجميع مفردات وجهه فلقد تغير كثيرا مدة طويله من الزمن لم أراه فيها فالأيام كفيله على تغير ملامح الوجوه , قال لي أنت ما زلت كما أنت لم تغيرك الأيام , أسعدني ما قاله ولكن في قرارة نفسي قلت لم أتغير وما بال هذا الشيب وهذه الجزيره الوسطيه في رأسي , جلسنا معا نتحدث عن الدنيا واين اصبح في هذه الحياة وأخذنا نتذكر ما مضى من ايام خوالي وبينما نحن كذلك واذا بالمؤذن ينادي إلى الصلاة ذكرت الله وحمته وأثنيت عليه وقلت له هلم بنا نذهب الى الصلاة , نظر إلي قائلا أما زلت غير مكتمل اليقين بالله ؟ قلت له بلا أنا شديد اليقين بالله .
قال أنا وصلت إلى مرحلة اليقين بالله ولهذا توقفت عن الصلاة , ألم تقرأ قول الله تعالى ( وعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) ؟
قلت نعم قرأت هذه الآية وفهمتها بمفهوم أخر , قال وهل للآية مفهوم غير الذي أفهمه ؟ إبتسمت وقلت له معنى هذه الآيه أن أعبد الله حتى يأتي اليقين الذي به تفارق الحياة وتنتقل به إلى عالم أخر غير العالم الذي نعيش فيه فاليقين المقصود هنا هو الموت فعبادة الله لا تتوقف أبدا إلى أن يأتي ملاك الموت ويأخذ الأمانه عندها وعندها فقط تتوقف أعمالك من العبادات , وليس المقصود هنا أن تتوقف عن العباده اذا وصلت إلى مراتب عليا من الإيمان بالله فكلما إرتقيت بالإيمان زادت عبادتك لله فحرص يا صديقي العزيز على أن يكون إيمانك ويقينك على الله هو المحفز لك بالإستمرار بتأدية ما فرضه الله عليك من صلاة وزكاة وأعمال ترضي وجهه الكريم من فرائض وواجبات , قال لي هل تعلم يا صديقي العزيز أنا بالفتره الأخيره تعرفت إلى أشخاص لديهم مفاهيم وعقائد مغايره لما تقوله لي وهم أشخاص يقولون عن أنفسهم بانهم قد وصلوا الى درجة اليقين من حب الله وعبادته فتوقفوا عن الصلاة لأنهم وصلوا حد الكمال وأنا من كثرة إختلاطي بهم أخذت عنهم الكثير من الأفكار والمعتقدات , قلت له ألم تعلم يا صديقي بأن المرىء على دين خليله فالتعلم جيدا من تخالل وتصاحب , فالصديق هو الذي يصدقك ويدلك على طريق الخير والصلاح وهؤلاء الناس لا يمتون إلى الإيمان بالله قيد أنمله , قال معقول !!! أنا كنت غائب الذهن والعقل طوال هذه الفترة , قلت له لا عليك يا صديقي عد إلى رشدك واستغفر الله وابتعد كل البعد عن مثل هؤلاء الأشخاص الذين يوالون الشيطان ويسعون جاهدين بصد الناس عن دينهم إن استطاعوا , قال وا***رة تأكل قلبه أستغفر الله العظيم سأذهب الى البيت وأغتسل وسأحرص على أداء الصلاة في وقتها وسأبتعد عن كل إنسان يحمل فكر غريب لا يمت للإسلام بصله .
أخي المسلم .... أختي المسلمه
كثيرا من الاصدقاء نتعرض لهم في حياتنا بالعمل او الدراسه او في اماكن مختلفه في الحياة يحملون افكار غريبة يحاولون نشرها بيننا بطرق مختلفه فلا تنجرف بتياراتهم فتأخذك الى البعيد وتغرق في بحور من الظلمات وتخاف أن يأتيك اليقين وأنت هناك فتخسر الدنيا والأخره .

دمتم بخير وسعاده

هشام

جدة - 23|9|2012