ماذا يحمل أوباما معه إلى السعودية؟
 

ماذا يحمل أوباما معه إلى السعودية؟
جورج سولانج

يأتي الرئيس الأميركي باراك أوباما الى منطقة الشرق الأوسط وهو يُدرك أنه سيُستقبل بالشك أكثر مما سيُستقبل بالثقة والإرتياح.
يجول أوباما حول العالم ( المكسيك، أوروبا، الفاتيكان، الخليج، اليابان..) في محاولة لتغطية إخفاقات السياسة الأميركية وردم الهوّة مع حلفاء الولايات المتحدة.

ويقول العارفون في البيت الأبيض أن توجيه أوباما إهتمامه مجدداً نحو حلفاء واشنطن لن يقتصر على توجيه رسائل رمزية بإلتزام أميركا تجاههم، وإنما سيشجع القوى الإقليمية، كل في محيطه، على تحمّل مزيد من المسؤولية، فيما تُنهي واشنطن الأمور العالقة في الشرق الأوسط.

لكن حلفاء واشنطن لا يرون تصوّراً ولا خطة لحالات الطوارىء السياسية لدى الرئيس الأميركي الحالي، ويُعطون أمثلة على ذلك في فنزويلا وسوريا وأوكرانيا، وينتقدون ما يسمّونه حال السلبية والتقاعس التي تتجلّى بإكتفاء الإدارة الحالية بإطلاق المواقف الكلامية والتحذيرات، فيما تُبادر روسيا وحلفاؤها الى الأفعال، ما يضرّ ب**الح الولايات المتحدة وحلفائها.

ففي فنزويلا، لم تكن واشنطن متأهبة لمواجهة مرحلة ما بعد تشافيز، وفي سوريا، لم تتخلّ عن رفضها الثابت لتبنّي سياسة للتعجيل في رحيل الرئيس بشار الأسد على رغم كل دعواتها لرحيله. وفي أوكرانيا لا خطة استراتيجية فعالة لأوباما لمواجهة تحدّيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتكتسب زيارة أوباما الى السعودية هذا الشهر إهتماماً بالغاً، لأنها قد تُشكل نقطة تحوّل مفصلية في النزاع الدائر على موازين القوى في المنطقة، من الخليج الى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين، نظراً الى حجم المملكة ومكانتها ودورها في قيادة العالم العربي في هذه المراحل الإستثنائية، التي تسعى خلالها الى إنهاء النزاع السوري، وتحصين الأمن والإستقرار في لبنان، وإنقاذ **ر ومكافحة الإرهاب.

وعلى رغم كل المخاوف من عدم حزم واشنطن في ملفات المنطقة، فإن دوائر الدبلوماسية الأميركية تؤكد أن أوباما سيجدّد تأكيد التزام بلاده أمن الخليج العربي، معتمداً على عقود الدفاع وصفقات الطاقة، وسيبحث مع مضيفيه ما يمكن أن يفعلوه معاً في مواكبة المفاوضات حول الإتفاق النووي مع طهران، والخطوات المشتركة في كل من سوريا و**ر.

من الواضح أن أوباما يمنح المفاوضات مع إيران أولوية من أجل إعادة تصحيح ميزان القوى في المنطقة، وأنه يسعى الى كسب تأييد أوسع من دول الخليج حول سياسة أميركا الإقليمية، لكن الخبراء في واشنطن يعترفون بأن السياسة الأميركية الراهنة مبنية على تأمين **الح الولايات المتحدة على المدى القصير، ما يهدّد بمزيد من الخسائر على المدى الطويل.

إلّا أن احتمالات تحقيق خرق ما في الملفات العالقة في الشرق الأوسط، تبقى مطروحة بقوة.
الجمهورية

http://feeds.feedburner.com/~ff/sham...?d=yIl2AUoC8zA
http://feeds.feedburner.com/~r/shamt...~4/ZupwVgdhh_w