مشاهدة النسخة كاملة : خواطر تمريضية - الحلقة التاسعة - لا تجعليهم يعانون الغروب !


rss
03-02-2013, 01:54 PM
خواطر تمريضية - الحلقة التاسعة - لا تجعليهم يعانون الغروب !
لا تجعليهم يعانون الغروب

بقلم الممرضة : دانا باسم منصور

http://i3.makcdn.com/wp-content/blogs.dir//59380/files//2010/09/girl-holding-sun-300x199.jpg

منذ قرابة العشرين عاماً مضت، اعتدتُ النهوض على أول خيوط الشمس الذهبية وهو يداعب وجنتيّ بعد أن يتسلل خلسةً من زجاج نافذتي التي أسرع نحوها لأستقر مذهولةً بشروق الشمس؛ فأنا أعشق الشمس ..

واليوم أيضاً أستيقظ بفعل خيطٍ جديد، ولكنه هذه المرة نحاسي؛ خيط من الغروب، تسلل هارباً من قرصه موقظاً عينيّ وراجياً مني استلام مكانها ، فاليوم سأبدأ عملي مساءً : بعد غروب نور الدنيا، ولأن لي قلب ممرضة فلن أترك الدنيا بدون شمس، لذا سأستلم مكانها (مكان الشمس)..

هو تشبيه قد ينكره ذهول الوقع على أسماعنا، ولكننا - وأخص بالذكر ممرضات العصر الحديث- بحاجة لمثل هذا التشبيه لنثبت للعالم بأسره أننا ليس كما صورنا بتعميماته العشوائية التي تغيب عنها ال**داقية..

كممرضة : كوني كالشمس، لا بل كوني لمرضاكِ شمساً اعتادت أن تعطي ولا تأخذ؛ فهي منيرةٌ بذاتها، ثقي بذاتك وتجاهلي كل صورةٍ روتينيةٍ رُسمت بعشوائيةٍ مؤذية، واجعلي من هذه الجملة :(( فخورةٌ بكوني ممرضة)) شرارة لتفاعلات تُصدر ما بداخلك من طاقة مشعة كنور الشمس المتقد، وأنيري بها ابتسامات مرضاكِ أملاً وراحةً ورضاً.

فلنبدأ برسم صورتنا المشعة من الآن ولاتقلقي؛ فالشمس بعد المغيب تترك بعضاً من دفئها وتنير لنا القمر، وانتِ يا بلسم الحنان وبسمة الأمل ستكونين الشمس التي تنير وتشرق وتعطي، متجاهلة أي مردود شخصي وبعد رحيلك سيبقى نور دفء ابتسامتك يخفف عنهم الألم وينير قمر تفاؤلهم لحين شروقكِ لهم مرةً أخرى، وهكذا الى أن يأتي الصباح وتنتهي المهمة..

ففي الصباح وبعد انتهاء ساعات عملك ستسلم منكِ شمس الدنيا، فاحرصي على أن لايلحظ مرضاكِ مغيب الشمس!

لمتابعة الحلقات السابقة
http://www.palnurse.com/vb/showthread.php?p=934180

Adsense Management by Losha