مشاهدة النسخة كاملة : سورية لن يفلح فيها أتباع الطغاة


rss
03-13-2014, 03:23 AM
سورية لن يفلح فيها أتباع الطغاة
جامعة الدول العربية بدأت تحضيراتها للقمة العربية الجديدة، وعقَد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً تمهيدياً في مقر الجامعة في القاهرة، حيث احتل أحمد العاصي جربا مقعد معلم الدبلوماسية العربية؛ وليد المعلم.

أمين عام الجامعة نبيل العربي الذي يفتش عن شيخوخة مريحة، والذي تحوّل من تابع لحمد بن جاسم القطري إلى تابع لسعود الفيصل السعودي، قرّر أن يحتل الجربا مقعد رئاسة سورية في القمة الموعودة.

ربما لا يدري هذا “العربي” أن مؤسس المملكة السعودية عبد العزيز آل سعود لم يكن يأمن لأولاده، وحبذا لو يعود إلى أرشيف الجامعة العربية ويستحضر أول قمة عربية عُقدت في انشاص في **ر، والتي تمثلت فيها ستّ دول عربية فقط عام 1946 وهي: **ر والمملكة المتوكلية اليمنية، ولبنان وسورية، والسعودية والعراق.

في ذاك الاجتماع كانت السعودية ممثَّلة بولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز (الملك لاحقاً)، وبوزير الخارجية الأمير فيصل بن عبد العزيز (الملك لاحقاً)، وحين التوقيع على مقررات تلك القمة، تبيّن أن سعود وفيصل غير مخوّلين بالتوقيع، لأن الأب عبد العزيز كان أرسل توكيلاً وتفويضاً إلى ملك **ر فاروق ليوقّع بالنيابة عنه.

ثمة سؤال هنا يجب أن* تخضع له الجامعة المهترئة: لأي شيء تصلح؟ ربما الجواب يأتي معبّراً من زميل سوري، ودمشقي تحديداً، التقينا به في بيروت قبيل فترة، حيث قال: لم تعد تصلح حتى لمستودعات الخردة، أو لبقايا “القباقيب” الشامية العتيقة.

الجامعة العربية بديناصوراتها العربية عموماً والخليجية خصوصاً، والسعودية على وجه التحديد، لماذا تريد الديمقراطية في سورية، يا للهول.. السعودية وسعود الفيصل، خليفة والده فيصل بن عبد العزيز في وزارة الخارجية، على اعتبار أنه أول من تسلّم هذه الوزارة من الأسرة الحاكمة في نجد والحجاز في زمن والده، يريد التغيير والديمقراطية في سورية!

هلا لاحظتم كيف حددت وزارة محمد بن نايف؛ الذي تعدّه الإدارة الأميركية خليفة محتمَلاً لعبدالله بن عبد العزيز، هوية الإرهابي: “كل من يخلع البيعة التي في عنقه لولاة الأمر في البلاد”.. يا لروعة ديمقراطية مملكة الرمال، التي تجهد وتجدّ وتجاهد من أجل أن يحل أحمد العاصي جربا، تلك الشخصية الباهتة والبائسة، محل الرئيس الدكتور بشار الأسد، حتى أن هناك من يتحدث عن شخص مجهول اسمه جمال معروف يبلغ من العمر 43 عاماً، لم يكمل المرحلة الابتدائية من تعليمه، وقد تنقّل بين مختلف التنظيمات الإرهابية المسلحة، كمرافق لهذا الإرهابي أو ذاك، بعد أن استقرّ مؤخراً بدعم سعودي هائل “زعيماً” لجبهة ما يسمى “ثوار سورية”، هذا الشخص تعده الرياض لدور “مرموق”، خصوصاً أنه يوصف الآن بأحمد العاصي جربا العسكري، وهنا ربما كان ضرورياً تهنئة “الدكتور” برهان غليون، و”المفكر” ميشال كيلو، وغيرهما من “جهابذة” المعارضات السورية، بقائدهم الموعود والمنتظر.

ثمة سؤال حبذا لو يطرحه السيد الأميركي باراك أوباما على عاهل السعودية: لماذا تعادون سورية، طالما أنكم صنفتم “الإخوان” وأضرابهم من “النصرة” و”داعش” وغيرهم منظمات إرهابية، فدمشق سبقتكم إلى ذلك، هي منذ سبعينيات القرن الماضي أكدت أن “الإخوان” جماعة إرهابية، إضافة إلى محاربتها وقتالها لكل هؤلاء الذين تربّوا في الأساس في أحضانكم؟!

قد لا يعلم حُكّام السعودية أن اسم جماعة “الإخوان” أُطلق في البداية تيمّناً باسم الجيش السعودي الذي كان في العام 1928، وهي نفس السنة التي أسس فيها حسن البنا تنظيمه، اسمه “جيش الإخوان”.

عودة إلى الجامعة العربية، ربما لم ينتبه نبيل العربي وغيره من وزراء الخارجية العرب أن أحمد العاصي جربا الذي ألقى كلمته أمامهم، تحدّث كثيراً عن “داعش”، لكنه لم يأتِ على ذكر “جبهة النصرة”، ولا “الجبهة الإسلامية” التي تضم آلاف المقاتلين السعوديين والخليجيين.

يا للهول.. دمشق هي تلك التي ينتصب فيما تمثال يوسف العظمة، الذي قرّر مواجهة الاستعمار الفرنسي عام 1925، رغم موازين القوى المختل لصالح المستعمر، حتى لا يقال إن سورية استعمرت دون مواجهة، فكان يبذر البذرة الأول للتحرر والاستقلال، وسورية هذه التي خرج منها عز الدين القسام ليواجهه ويقاتل العصابات الصهيونية والاستعمار البريطاني في فلسطين..

سورية هذه التي تضم رفات خالد بن الوليد وصلاح الدين الأيوبي ومحيي الدين بن عربي، والصحابي عدي بن حجر.. ويوحنا المعمدان، ومنها خرج القديس بطرس يبشّر بالمسيحية وغيرهم..

وإلى سورية كانت أول رحلة للنبي (عليه الصلاة والسلام) خارج مكة المكرّمة، فتعرّف إلى تلك البلاد وقال: “اللهم بارك لنا في شامنا”.

سورية التي منها خرج موسى بن نصير، فصارت الأندلس، ومنها كان أكثر من سبع باباوات..

من سورية قوافل الياسمين والنور والأبجدية.. تأملوا أن يحل فيها أحمد العاصي جربا، أو جمال معروف، أو حتى بعض الذين صنعهم و”درّبهم” برنار هنري ليفي..

ربما كان ضرورياً التذكير بأن كثيراً من طغاة التاريخ هزمتهم سورية، تذكّروا أن أول تحدٍّ عظيم للإمبراطورية الرومانية قادته امرأة من سورية اسمها زنوبيا.

أحمد زين الدين – الثبات

http://feeds.feedburner.com/~ff/shamtimes/rss?d=yIl2AUoC8zA (http://feeds.feedburner.com/~ff/shamtimes/rss?a=wKIwo9o2kjI:wrlalsC4jEI:yIl2AUoC8zA)
http://feeds.feedburner.com/~r/shamtimes/rss/~4/wKIwo9o2kjI

Adsense Management by Losha