مشاهدة النسخة كاملة : اكتشف ذاتك -9


rss
11-05-2012, 02:13 PM
اكتشف ذاتك -9
*الفصل بين الانفعالات والمشكلات *

الانفعالات اختيار..

الانفعالات هي الشحنات النفسيه التي يشعر بها الانسان مثل الضيق .. الحزن .. التوتر.. الغضب .. الاكتئاب.. الخوف .. الفرح ..الإقدام ..السرور .. الرضى .....الخ

يعرف علماء النفس السلوك بأنه كل ما يقوم به الانسان داخليا وخارجيا, ويترتب على هذا التعريف أن كل ما يجري في جسد الإنسان من حركه هي سلوك . فالعلميات الجسديه كلها تدخل ضمن السلوك والعمليات العقليه والانفعاليه والحركيه كلها تسمي سلوك.

السلوك كما يعرفه علماء النفس يتكون من أربعة عناصر كما ذكرناها آنفا وهي الجسديه مثل الدورة الدمويه والهضم .. وكل ما يجري في جسد الإنسان ..
والعقليه وهي عباره عن الأفكار التي تدور في ذهن الانسان ..
والانفعاليه والتي ذكرنا بعضا منها..
والحركيه وهي ما يقوم به الانسان من حركات ظاهريه.

يسيطر عنصر من عناصر السلوك الاربعه على بقية عناصر السلوك
تكون السيطرة لعنصر حسب اختيار الانسان.

وقد جرت العادة بين الشعوب أن الانفعالات يكون في مقدمة العناصر التي تسيطر على بقية عناصر السلوك .. وكلما نضج الانسان قلت سيطرة هذا العنصر على بقية عناصر السلوك .. ولكن الانسان في طفولته يكون العنصر الانفعالي دائما مسيطرا على بقية عناصر سلوكه .



فإذا كان عند الانسان هذا الوعي في اختيار العنصر المسيطر. فإنه يستطيع أن يتحكم في سلوكه حسب ما يناسبه وليس حسب العنصر المسيطر وإن سيطر عليه عنصر من عناصر السلوك.. حسب البرمجه أو التعود الذي اعتاده.. إلا انه يستطيع أن يعبر تلك القياده الى عنصر آخر وهذا الذي يسمى التحكم في السلوك الانساني.

والتحكم في السلوك الانساني ينطلق من فهم قاعدة بسيطه وهي أن قيادة عناصر السلوك الأخرى هي -بحكم الاختيار- حسب ما يراه الإنسان مناسبا . فعندما يسيطر فإنه يقدم عنصر الحركه على بقية عناصر السلوك لكي تتحكم في العنصر الانفعالي فيقل أثره.. وإذا قل أثر الانفعال أصبح السلوك تحت التصرف. أو التحكم .. ويستطيع الانسان أن يطلق سراح عقله ليفكر في مواجهة الحدث الخارجي ليس بسلوك انفعالي وإنما بسلوك عقلي .

إذا ضبط الإنسان إنفعاله وأعمل عقله فإنه عادة يتوصل إلى حل لمشكلته التي تواجهه أو على الاقل يحافظ على ذاته من انفعالاته

كثير من الناس يخلط بين حل المشكلات وضبط الانفعالات رغم أن مواجهة المشكله مختلفة عن ضبط الانفعال ويظن بعض الناس أنه لكي يواجه مشكلته لابد أن ينفعل بها انفعالا شديدا وهذ مفهوم خاطئ

اعلم حفظك الله أن تلك الانفعالات ليست تلقائيه ولا تحدث دون اختيارات عقليه .. ولكن الإشكاليه عند الناس أنهم لا يشعرون أنها من اختيارتهم وإنما تخرج فورا كردة فعل او استجابه على مثير خارجي .. ووفي هذا خلط بين الاختيار والبرمجه العقليه أو التعود الذي اعتاده الإنسان عندما يتفاعل مع احداث خارجيه,, فقد تعودنا على أن يكون الانفعال هو الفعل الأول الذي تتخذه عقولنا حماية لذاوتنا من تلك الأحداث الخارجيه.. ولكي نخرج من هذه الشرنقه التي تبرمجنا عليها لابد أن يكون لدينا يقين أن ما نفعله هو من اختياراتنا وقد تعودنا عليه وليس قضيه اجباريه على عقولنا ليس لنا دخل بها ..
فإن رسخ هذا اليقين في عقولنا انتقلنا الى خطوة فك البرمجه الانفعاليه التي تعودنا عليها .


يتبع ................ مشكلة صديق

............................................

*مشكلة صديق *

اتصلت الزوجه تطلب النجده لزوجها من أزمة نفسيه حلت به.. عجبت من ذلك لأن الذي تطلب النجده له صديق قديم .. اعرفه صلبا في المواقف واستفسرت عن **در الأزمه فقالت..

لقد خسر أمواله في سوق الاوراق الماليه .. ولهذا فهو يعيش حالة اكتئاب حاده منذ فترة طويلة .. لم يستطع أن يتحمل الصدمه .. لقد باع عمارته واستثمر ثمنها في سهم كان يتوقع أن يتصل الى مستويات عاليه.. ولكنه هبط الى اسفل سافلين فهبط قلبه معه .. حاول الانتظار لعل ذلك السهم أن يحلق ولكن هيهات فقد طال الانتظار ..

عرفت من حديث الزوجه أن القضيه أسهم قد هبط سعرها وأن استثماراته كلها في ذلك السهم .. وقد غشيته حالة الاكتئاب نتيجه هذا الأمر وأضافت الزوجه تعليقا ..
والله يادكتور لا ألومه على حالته .. فإن كل ما نملك قد وضعناه في ذلك السهم .. وقد كنا نتوقع أن نرتفع بأحوالنا ولكن ذلك التوقع قد خاب

قابلته في منزله لأنه صديق .. ولو لم يكن كذلك لما قبلت مقابلته في منزله .. ولكن الأمر بالنسبة لي ليس فيه ممارسة الارشاد النفسي الذي تعوده الناس مني .. وإنما جعلتها زيارة صديق لعل وعسى أن أقدم له شيئا ينفعه في حياته وبعد السلام على شخص لا يريد الكلام قلت له :

مالذي تشعر به ؟

الدنيا دوراه مالها أمان

ومادخل الدنيا فيماتشعر به

الظروف لم تساعدني لقد انها السوق فانهار معه الدينار

وما دخل الظروف بما تشعر به ؟

لولا تلك الظروف التي أحاطت بالسوق لما رأيتني على حالتي هذه ولكن كما قلت لك الظروف لم تساعد .

لم تساعد على ماذا ؟

لم تساعدني اتجاوز ازمتي

وما ازمتك؟؟


الحاله التي اعيشها لقد خسرت كل اموالي لم يعد لي أمل في الحياة ..لم يعد هناك بصيص من فرج .. لن يعود السهم إلى ما كان عليه ولهذا فاني لا استطيع أن أخرج من الحالة النفسيه التي أعيشها .

لقد اخترت أن تعيش هذه الازمه النفسيه

لم اختر الاكتئاب وإنما الظروف هي التي قادتني الى هذا .

ليس للظروف دخل في هذه القضيه أقصد قضية الاكتئاب.

ولكن الظروف هي التي جعلتني أخسر جميع أموالي

وهل الاكتئاب سيعيد لك الأموال ؟

ليس هناك طريقة أخرى

طال الحوار بيننا ..

أردت أن ابصره بمسوؤليته تجاه ذاته وحمايتها من انفعالاته

ولكنه يريد أن يلوم الظروف الخارجيه على حالته التي وصل اليها

الصورة كما أراها منفصلة غير متصله .. فالمشاكل التي يواجهها الانسان سواء بخسارة أمواله ,, او فقدان صديق .. او عدم الحصول على ترقيه .. او رسوب الولد أو المشاكل مع الزوجه .. أو غيرها من المشاكل الكثيرة التي يواجهها كثير من الناس
كل ذلك مختلف ومنفصل عما يعانيه من أزمة نفسيه

فالانفعالات التي يشعر بها الناس عند مواجهة الأزمات منفصله عن تلك الازمات ولكنهم أرادوا أن يجعلوها متصله ..

فقد قال لي بالحرف الواحد بعد طول نقاش ..

مالذي تريدني أن افعل بعد الخسارة الكبرى التي منيت بها ؟
هل تريد مني الاستماع بالحياة والضحك كما كنت والوناسه وأنا لا أملك شيئا من الدنيا ؟ هل يمكن للإنسان أن يتمتع وقد خسر كل أمواله.

كان الجواب بالنسبة لي واضحا .. نعم !
يمكن للإنسان أن يتمتع بالحياة رغم أنه قد خسر كل أمواله فإن المال ليس هو الحياة ..وإنما منابع التمتع موجوده .بالصحه التي تتمتع بها .. وبالدنيا من حولك .. وبأسرتك المتعافيه وبالاهل والاصدقاء وبالامن والأمان وبقوت اليوم الذي تأكله واما الخسارة الماليه فإن لكل مشكله حلا ..
فإذا فصلت بين الإثنين فقد وصلت إلى نتيجه واضحه .
عن الانفعالات يجب أن تضبط للمحافظه على الذات وأما مواجهة المشكلات فيجب ألا تكون بواسطة الانفعالات لآنها مدمرة احيانا ..

قال الصديق


بصراحة لا أريد أن أفصل لأنه مواجهة المسئوليه امر في غاية الصعوبه

ولكن عدم فصلك سيفصلك عن التمتع بالحياة ويقودك الى مستنقع الأمراض والذي هو أصعب عليك من واقعك الذي تعيش فيه

لم أفكر إلا باللحظه فقد لفت نظر اهلي اني مريض وشعرت بالتعاطف معي بدل أن يلوموني على ما فعلته بأموالهم .

تلك حيل نفسيه لا تسمن ولا تغني من جوع دعك منها .. وتحمل مسوؤلية قرارك ولا تلم الظروف الخارجيه فإن فعلت ذلك فإنك سوف تحل تلك المشكله وتواجه الأزمه

ليس عندي حل الأزمه

ولكن عندك حل للأنفعالات التي ستنهش جسدك .. كيف ؟

العب رياضه

ليس لي خلق .. اشعر بالارهاق شديد

العب لأجل صحتك وليس لأجل مزاجك .. إنه واجبك نحو ذاتك

وإن لم استطع ؟

كل انسان يستطيع ولكن معظم الناس لا يريدون

بصراحه أشعر بالتعب

تلك النتيجه طبيعيه للحاله النفسيه .. استثمر قوة الاختيار واصنع القرار وتخلص من الانفعال

تعليق ..

معظم الناس يخلط بين المشكله التي تواجهه والانفعال الذي يختار .. ويظن أن ذلك الانفعال هو نتيجه طبيعيه لتلك المشكله التي تواجهه .
والامر ليس كذلك وإنما ذلك الانفعال هو العنصر الذي اختاره عقله ليسيطر على بقية عناصر السلوك .. بغض النظر عن الظروف الخارجيه التي تحيط به أو المشاكل التي تتكالب عليه
وعندما يدرك الانسان امكانية الفصل بين الانفعال والمشكله فانه يستطيع أن يختار القرار الذي يريده حسب ما يناسبه ..
بذلك يتخلص من البرمجة القديمه التي يقع فيها كثير من الناس ويدمرون ذواتهم بانفعالاتهم ..

ولو عرف الناس أن الانفعال ليس مرتبطا بالمشكله ولكنها البرمجة الانفعاليه التي جعلت الانفعال دائما مرتبطا بالمشكله ولا يتصور بعض الناس مواجهة مشكله دون توتر أو ضيق أو هم أو حزن .. الخ ولهذا فالقاعده واضحه ..
من خلط غلط ومن فصل وصل

بمعنى ان من خلط الانفعال بمواجهة المشكله فقد غلط في ذلك السلوك ولن يصل الى حل لمشكلته .. ولكن من فصل الانفعال عم مواجهة المشكله فقد وصل الى الحل ..

لأن العقل قادر على مواجهة اي مشكله عندما يكون متحررا من الشحنات الانفعاليه التي تسيطر عليه وما تعارف عليه الناس عند مواجهة المشاكل هو خلط الانفعال بالافعال التي يتخذونها في مواجهة تلك المشكله وكأن اختيار الأفعال لابد أن يكون مسبوقا بالانفعال الذي يغشاهم لكي يتخذوا قرارا مناسبا في مواجهة المشكله

وهذه ممارسة وعادة تعود عليها الناس في حياتهم ولكنها أساس تدمير الناس لأن مثل هذه العاده لن تحل المشكله بل ان خلط الحابل بالنابل والانفعال بالافعال أمر في غاية الخطورة لأن وجود الانفعال عند اتخاذ القرار لن يجعل القرار صائبا حيث إن الانفعال يشوش على العقل في حالة اتخاذ قرار لمواجهة أزمة خارجيه.







يتبع ............. الدراسه الصعبة



انتظروني بالجزء العاشر بمشيئة الله ...

Adsense Management by Losha